أكد ناشطون في مجال التسامح والتعايش الديني، وممثلون عن ديانات مختلفة، أن تجربة مملكة البحرين في مجال الحريات الدينية فريدة من نوعها، إذ كفلت البحرين عبر التاريخ حرية ممارسة الشعائر لجميع الأديان بمختلف مذاهبها، ما يؤكد قيمة التعايش التاريخي في البلاد، لافتين إلى أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات مختلفة تقدم مملكة البحرين نموذجًا من التسامح والتعايش السلمي والتآلف، يعزز من قيم السلام والمحبة بين الشعوب والحضارات والأديان.

وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين(بنا)، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام، إن مملكة البحرين حريصة على ترسيخ قيم ومبادئ التسامح الديني والوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف، إذ يوجد بها أعلى نسبة للمساجد والجوامع في العالم قياسًا إلى عدد السكان والمساحة، إلى جانب ما يزيد عن 19 كنيسة، وكنيس يهودي في وسط المنامة تم بناؤه في عام 1930، والعديد من دور العبادة للطوائف الأخرى، حيث يمارس الجميع وبكل حرية شعائرهم الدينية في إطار من التعايش البناء بين الأديان والمذاهب والحضارات والثقافات المتنوعة.

وأكد السيد إبراهيم نونو عضو مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مكّن بحكمته المجتمع من الوصول إلى مستوى من التفاهم والتعايش من أجل العيش السلمي، قائلاً إن مملكة البحرين تعتبر خير مثال للعالم الخارجي لما يتميز به المجتمع من أخلاق رفيعة وآداب عالية، والتي أشبه ما تكون بالقاعدة غير المكتوبة المتفق عليها الجميع، مؤكدًا أن اليوم الدولي للتسامح هو تذكير بضرورة التعاطف مع بعضنا البعض كبشر وفهم وجهات النظر المختلفة.

بدوره، قال الدكتور بدر محمد عادل أستاذ القانون العام المشارك بجامعة البحرين وعضو مجلس المفوضين بالمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان، إن الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، اعتبرت التسامح في المجتمع حاجة إنسانية ملحة للشعوب، وأن ترسيخ قيم وثقافة التسامح والاحترام بين الناس ونبذ كل مظاهر وأشكال التعصب والتمييز والكراهية ضرورة لا غنى عنها.

وأوضح أن مملكة البحرين أصبحت نموذجًا يحتذى به في تعزيز قيم التسامح بين الأمم والمجتمعات والشعوب عبر تكريس مفاهيم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر، وخلق مقاربة ثقافية وحضارية تدعم أوجه التنمية في المجتمع، مؤكدًا المكانة الرفيعة التي يوليها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، للتسامح كقيمة إنسانية تميز المجتمعات المتقدمة، كما تسير حكومة مملكة البحرين بخطى حثيثة في وضع البرامج والخطط والاستراتيجيات في برنامج عمل الحكومة لتعزيز ونشر ثقافة التسامح والتعايش، وكذلك في كافة المؤسسات والهيئات العامة والخاصة.

وأضاف أن مملكة البحرين سخرت كافة الإمكانيات للحفاظ على قيم التسامح والتعايش والاعتدال التي تتمتع بها وتعزيزها، حيث عملت على تحقيق مبادئ التسامح في إعلان اليونسكو عبر إقرار العدل في تشريعاتها وقوانينها المحلية، وإتاحة المجال والفرص لأي شخص لممارسة كل حقوقه دون تمييز على مستوى الأفراد والمجتمعات، والتصديق على الاتفاقيات والصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

وبيّن بأن للتربية أهمية كبيرة في نشر قيم وثقافة التسامح والتعايش، والتي يمكن من خلالها التشجيع على نمو فكر التسامح واكتسابه كثقافة وسلوك يومي فردي، فضلاً عن مراجعة وإدخال المناهج التعليمية في مراحل التعليم المختلفة التي تبين الحقوق والواجبات والمسؤوليات تجاه الآخرين وتجاه المجتمع، باعتبار أن التسامح والتعايش يمنع نمو بذور التعصب والتطرف بين أبناء المجتمع.

من جانبه، أكد القس هاني عزيز راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء، أهمية قيمة التسامح في مملكة البحرين، ووصفها بالإرث المتناقل بين الأجيال، وتقدم للعالم كنموذج متحضر في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة إلى دعم السلام والتسامح.

ودعا العالم في هذه المناسبة الهامة إلى الإسهام في دعم التسامح وصناعة السلام، وقال إن مملكة البحرين تعتبر رائدة في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله رعاه، فهو رجل سلام وقائد له، وقد مثلت رؤيته منارة للسلام في الداخل والخارج، فمن هذه البلد الصغيرة بحجمها الكبيرة بعطائها يتم تصدير التسامح والإنسانية والسلام إلى العالم.

بدورها، قالت السيدة بتسي بي ماثيسون رئيس منظمة "هذه هي البحرين" إن مملكة البحرين تتميز بوجود التسامح كجزء أصيل من الحياة اليومية الطبيعية، فأهل البحرين يحتضنون المنتمين إلى ديانات أو ثقافات أو أعراق مختلفة بحرارة كجزء من العائلة البحرينية، وهو نهج وثقافة أكد عليها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الذي يكفل الحرية الدينية كأساس للتعايش السلمي في البلاد.

وأضافت: "يجب علينا أن نسترشد بكلمات جلالة الملك المعظم الافتتاحية في إعلان مملكة البحرين: "الجهل هو عدو السلام، لذلك من واجبنا أن نتعلم ونتشارك ونعيش معًا وفقًا لمبادئ الإيمان بروح الاحترام والمحبة المتبادلة"، فلا يمكن تحقيق التعايش السلمي العالمي إلا عندما تريد لجارك ما تريده لنفسك، مما يخلق عالماً نفهم فيه ونحترم فيه إنسانية بعضنا البعض".

ولفتت إلى وجود تفهم للآخر في المجتمع البحريني، وهو ما يميز تراث وتاريخ مملكة البحرين، مؤكدةً أن البحرينيين نشأوا مع جيرانهم من جميع الأديان والثقافات والأعراق، ويحتفلون معًا بأعيادهم الدينية والثقافية ويتشاركون الأفراح والأحزان مع بعضهم البعض.

وأوضحت أن إعلان مملكة البحرين للتسامح والتعايش الذي تم إطلاقه عام 2017، أشاد به زعماء العالم وكبار رجال الدين، باعتباره خارطة الطريق الرائدة في العالم لتعزيز تلك القيم البحرينية التقليدية كوسيلة لتحقيق التعايش السلمي في عالم يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.