توثيقا لحقبة مباركة لمسيرة متواصلة من العطاء والبر والرعاية لبيوت الله ، وامتدادا لسيرة الأجداد في أسرة آل خليفة الكرام للقيام بعمارة المساجد وتشيدها وتهيئتها للعمارة بالصلاة وقراءة القرآن، ووقف الأوقاف عليها، أصدرت إدارة الأوقاف السنية كتابها التاريخي بعنوان : " جوامع ومساجد مملكة البحرين التي شيدت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم" ، حيث ضم الكتاب توثيقا لمائتين وثمان وثلاثين مسجدا تم تشيدهم في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم ، وهذا ما يشكل قرابة نصف عدد المساجد التابعة للأوقاف السنية بالمملكة.

وقد حوى الكتاب أسماء المساجد والجوامع وصورها من من زوايا متعددة وتاريخ إنشائها ، ومواقعها، كما ضم رابطا إلكترونيا لمن أراد الاطلاع على مزيد من المعلومات حول المسجد، ومما يذكر بأن الكتاب من فكرة وإعداد فضيلة الشيخ الدكتور راشد بن محمد بن فطيس الهاجري رئيس الأوقاف السنية.



وتأتي عناية جلالته ببيوت الله وتشيدها لتؤدى الصلوات فيها ويرتفع النداء الرباني منها لما له من مكانة في قلوب المسلمين فهي من معايير التقدم الحضاري ومنطلقات البناء الديني والأخلاقي ، فالمسجد هو المؤسسة الحضارية الأولى في التاريخ الإسلامي ، حيث يجتمع الناس خمس مرات في اليوم والليلة للقيام بأعظم شعيرة، وهي محل اللقاء الإيماني التربوي الذي يتعلم فيه المسلمون أمور دينهم ، ويتربى النشء على قيم التعاون والتعايش ، وهي ومأوى أفئدتهم وساحة صلاتهم ومحل اجتماعهم ، وهي أحب البقاع إلى الله تعالى ، وقد وضع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللبنات الأولى للمسجد الأول في المدينة لتحقيق مقاصد شرعية عظيمة وفوائد غزيرة ومنافع مشهودة.

لقد اهتم أهل البحرين منذ القدم ببناء المساجد والعناية بها وتخصيص الأوقاف عليها، وانتشرت المساجد في مختلف مناطقها، مستلهمين ذلك من قوله تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18]، راغبين في الأجر الأخروي الذي بشر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : " مَن بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ"، أي: أنشأ المسجد طَلَبًا لمرضاة الله، وقد أوقف الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيب الله ثراه أرضا على المساجد التي لا أوقاف عليها، ثم تم أنشاء مركز الفاتح الإسلامي ذلك الصرح التاريخي الذي تم بنائه في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه والذي سمي تيمنا بأحمد بن محمد الفاتح وما يمثله من إشعاع ثقافي وحضاري للبحرين ، ويُعد من المعالم السياحية الدينية البارزة.

وبمناسبة صدور الكتاب يسر مجلس وإدارة الأوقاف السنية أن ترفع أسمى آيات الشكر والامتنان لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على الرعاية الفائقة والدائمة بالمساجد والحرص الكريم على تخصيص الأراضي اللازمة لبناء المزيد منها بما يتناسب مع احتياجات التوسع العمراني وإنشاء المدن الجديدة، حيث تزداد المساجد بوتيرة متزايدة في مختلف أرجاء المملكة.

وفي الختام ، تتوجه إدارة الأوقاف السنية بخالص الشكر لكل من ساهم وسعى في تشييد المساجد ، وأن يجزيهم خير الجزاء ويعظم لهم المثوبة، وأن يبارك في الجهود وأن يسدد الخطى.