أيمن شكل


أكدت النيابة العامة في مرافعتها لقضية المتهم بالتحريض علانيةً على بغض طائفة من الناس والازدراء بها على نحو شكّل مساساً بالسلم الأهلي للمجتمع، أن البحرين عُرفت بأنها بلد الطيبة والتسامح رغم اختلاف المذاهب والأطياف والديانات.

وقالت رئيس النيابة إنه ورغم هذه الاختلافات في المذاهب والأطياف والأديان إلا أن الجميع على وفاق وانسجام انعكست صورته على روابط النسب والقرابة والعمل والصداقة، ويعي الشعب بأكمله بأن وحدته هي مصدر قوته، ويرفض التصرفات الدخيلة على المجتمع، والتي تُمزق وحدته وتثير الفتنة والطائفية ما بين مكوناته.

وأوضحت النيابة العامة أنها لم تتردد في التصدي لكل من يخرج عن ما هو سائد في المجتمع ويُشكك في الصورة التي اعتيد معرفتها عن البحرين وهي صورة حقيقية لامسناها منذ سنواتٍ طوال، وقالت رئيسة النيابة إن المتهم ظهر بشكلٍ شاذ ومفاجئ وهو يزدري بطائفة كريمة من المجتمع ويُحرض على بغضها وكراهيتها، إذ قام بتصوير مقطع في أحد الأحياء السكنية بمنطقة النبيه صالح بهاتفه وظهر المتهم وهو يُعلق على ما يظهر أمامه من بيوتٍ سكنية ويقرر بشأنها بأن ساكنيها أصبح لهم مكان منسق وجميل ومنظم وحبذا ألا يقوموا بصباغته بألوان الأصفر والأخضر والأحمر فتلك هي ألوانهم، ثم علق على لوحات المركبات المتوقفة أمام تلك البيوت وقرر بأن أصحابها اصبح لهم أرقام مميزة جميلة وكأنك متواجد في احدى المناطق بمدينة أخرى على نحو يقلل من شأنهم ..


وأضافت: كما قام بتصوير احدى المساجد المعروف للجميع من اسمها بأنها خاصة بطائفة معينة تتولى تنظيمها إدارة الأوقاف الجعفرية وقرر بأن للطائفة مسجد ويظن بأنهم قاموا بأخذ (براحة) وتحويلها لمسجد، ولم يكتفِ بالتعليق على الجماد وإنما امتدت تعليقاته لتصل إلى التعليق على أبناء الساكنين بهذه المنطقة، كما تطرق إلى فتياتهم وما كن يرتدينه سابقاً والآن، وتدخل حتى في اختيارهم لأصول زوجاتهم واختتم حديثه ذلك جميعه بتقليد لهجتهم بطريقة استهزائية وهي لهجة معروفة بإحدى الطوائف الكريمة في البحرين والتي وجه إليها المتهم حديثه بداية التصوير ..

وأكدت النيابة أن ما قارفه المتهم تأبى أن لا تتخذ بشأنه اجراءً رادعاً، وقالت: إن من لا يحترم الاختلاف والتعدد الديني والمذهبي وهو ما كفله الدستور للجميع من مقيمين ومواطنين سيجد من الحكم الرادع له ، فما قام به المتهم لم يكن مقطعاً نُشر للعامة فحسب، بل استتبعه ردود فعلٍ متفاوتة ما بين المجتمع وجدنا أثره ملموساً على وسائل التواصل الاجتماعي بل وانغرس آخرون في ذلك المُنحنى المُفرق لوحدة المجتمع وأصبح هناك اضطراباً في الأمن والسلم السائد في المجتمع.

وشددت النيابة على أن فعل المتهم يعد دخيلا على المجتمع، ويشعل الفرقة والطائفية ما بين أطيافه حيث ساق آخرين إلى انتاج مقاطع والاستهزاء على الطوائف الأخرى، لافتة إلى أن الفعل مُجرم وخارج عن نطاق القانون حيث اعتاد المتهم على ارتكاب الجرائم ولم يرتدع مما صدر ضده من أحكام سابقة، وقالت إن الحكم الرادع سيُعيد للمجتمع سلمه وأمانه وانسيابية أطيافه ولتكن البحرين دائماً بلد التسامح والطيبة والتعايش بين مختلف الأطياف والأديان والمذاهب.

وتعود تفاصيل الواقعة لتلقي النيابة العامة بلاغاً من إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني مضمونه رصد مقطع مسجل لشخص بحريني يتابعه عشرات آلاف المتابعين عبر حسابه العام بأحد برامج التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يتجول في إحدى المناطق السكنية موجهاً حديثه لطائفة من المجتمع على نحو يُحرض على بغضها والازدراء بها.