بسمة عبدالله محمد



مع زيادة انتشار الكتب في عصرنا الحالي والتي تتناول في مضمونها مجالات ومواضيع كثيرة ومتنوعة بعضها مألوف والبعض الآخر غريب، ينبغي على القارئ:
أولاً: أن يكون واعياً أثناء عملية انتقائه للكتاب من بين عشرات الكتب المعروضة، مثل اختيار المؤلف المعروف والموثوق بأفكاره، وعدم الاكتفاء بقراءة العنوان لأنه في أحيان كثيرة لا ينم عما بداخل الكتاب، كذلك قراءة الفهرس وما يحتويه من مواضيع تدل على محتوى الكتاب، وتصفح الكتاب لأخذ نبذه بسيطة عن محتواه وأسلوب الكاتب وطريقة العرض قبل الشراء.

ثانياً: القراءة النقدية للكتاب... يعتقد البعض أن القراءة النقدية تعني التركيز على المساوئ والسلبيات للكاتب والكتاب فقط وإنما التفكير الناقد يعني ذكر مساوئ الشيء ومحاسنه، ونقاط الضعف والقوة فيه، القدرة على تقييم الكتاب بشكل عام بقصد الاستفادة القصوى من عملية القراءة والخروج بأفكار واستنتاجات جديدة ومفيدة، وليس بقصد التشهير أو تصيد الأخطاء والانتقاص من حق الكاتب.

فالقارئ الواعي في قراءته لا يكون كالإسفنجة يمتص كل ما يقرأه ويسلم بكل ما يطرحه المؤلف من حقائق ومعلومات واستنتاجات يريد بها التأثير على القارئ لتغيير فكره أو وجهة نظره حيال موضوع أو مشكلة معينة تمس الفرد أو المجتمع أو الحياة بشكل عام من خلال الطريقة التي يعرض فيها الكاتب أفكاره والاستدلالات التي يدعم بها قضيته والاستنتاجات والحلول التي يتوصل إليها المؤلف لإقناع الآخرين.

أخيراً عزيزي القارئ القراءة الواعية تتطلب منك تعلم الكثير من مهارات النقد والتدرب عليها مثل مهارة التركيز، والانتباه والتحليل، والتفكير المنطقي بعكس القراءة الإسفنجية التي تمتص من خلالها كل ما تقرأه دون أدنى تساؤل أو تفكير وبالتالي لا تستطيع أن تتوصل إلى أي نتائج شخصية أو أفكار مغايرة أو مفيدة.