سماهر سيف اليزل


عيد الأضحى مناسبة لتلقين الأبناء مبادئ الدين..

أكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان أن عيد الأضحى مناسبة لتعلم الأطفال الكثير عن ثقافتهم ودينهم وتقاليدهم، لذلك يجب القيام بتقديم العديد من المفاهيم التربوية عن العيد والقيام بتنميتها في نفوس الأطفال منذ الصغر، وذلك لغرس معنى المحبة واللطف لدى الفقراء والمحتاجين، وتعريفهم بأهمية الحرص على توطيد صلة الرحم وزيارة الأقارب والأصدقاء والتعرف على معنى الأضحية ومناسك الحج وصلاة العيد.

وقالت رضوان «إن عيد الأضحى هو مناسبة جميلة ينتظرها ويحتفل بها المسلمون حول العالم.

وفي هذا اليوم العظيم يُضحي المسلمون بأضاحيهم تعبيراً عن تقديرهم وامتنانهم لله وتعظيماً لقيمة التضحية في حياتنا» .

وأوضحت أنه «يجب أن نبني أصول هذه المناسبة في نفوس الأطفال، من خلال الطرق المناسبة لتلقينهم المبادئ والدروس الدينية المهمة، وأن نشرح لهم سبب تقديم التضحية في عيد الأضحى».

وتابعت عائشة رضوان موجهة كلامها للأمهات: «بداية اشرحي لطفلك المشاهد التي تتكرر أمامه في التلفاز أثناء مشاهدة الحجاج وهم يقومون بالاستعداد لأداء فريضة الحج التي يجب على كل مسلم بالغ أن يقوم بها في المملكة العربية السعودية ويجب أن يتم القيام بأدائها مرة واحدة على الأقل في حياة كل مسلم».

وتبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة (آخر شهر من السنة الإسلامية) وتنتهي في اليوم الثالث عشر ويؤدي ملايين الأشخاص مناسك الحج كل عام، ويجب تعريف الطفل أن الحج يعد الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجب على كل مسلم قادر مادياً وجسدياً أن يقوم بأداء فريضة الحج. إذا لم يكن ذلك ممكناً فيجوز لصديق أو قريب أن يقف نيابة عن الشخص الذي لا يستطيع الذهاب، وتُعد مناسك الحج كالآتي:
* النية والإحرام.
* الطواف.
* السعي بين الصفا والمروة.
* قضاء الليل في منى.
* يوم عرفة.
* قضاء الليل في مزدلفة.
* رمي الجمرات.
* يوم التضحية.
* حلق الرأس.
* طواف الإفاضة.
* طواف الوداع.
ووفقاً للاختصاصية التربوية: «يجب على الأم توضيح هذه المعاني لأطفالها في موسم الحج وعيد الأضحى، وتوضيح قدرها الكبير في ديننا الحنيف وشريعتنا ومكانتها العزيزة في نفوسنا، فتزداد محبتهم لدينهم وتمسكهم بشريعتهم، كما يجب على الأم حث أطفالها على التكبير يوم العيد، وذلك ابتداءً من دخول ليلة العيد حتى خروج الإمام للصلاة، فمن السنة التكبير في أي وقت في العشر الأُول من ذي الحجة وأيام التشريق ابتداءً من أول شهر ذي الحجة أي من غروب آخر يوم إلى آخر أيام التشريق، وهي غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة».

وبحسب عائشة رضوان «يُعتبر التكبير من العلامات الأولى لعيد الأضحى، فقد توقظ كلماته الطفل عند الفجر ويجب أن يشاركها مع من في البيت وغيرهم، ويفهم بشكل أفضل معناها والغرض منها. لذا اجعليهم يرددون قراءة التكبيرات بصوت عالٍ وستجدينهم متحمسين لذلك، ويمكنك أيضاً تشغيل تلك التكبيرات على مكبر صوت في المنزل أثناء الاستعداد للعيد».

وأكدت الاختصاصية أنه «يجب تعليم الطفل معنى الإيثار في عيد الأضحى واختيار أفضل أجزاء الأضحية ونتبرع بجزء للأقارب والمحتاجين، وتشجيعه على تقديم الصدقات أو الهدايا، ويجب تعليم الطفل أهمية الرفق بالحيوان وتقديم الشراب والطعام له، والتأكد من أن سكين الأضحية حاد؛ حتى لا تتعذب الأضحية».

وأضافت أن «القصة الرائعة لتضحية النبي إبراهيم عليه السلام تعلم الأطفال قيماً مهمة وتعطيهم دروساً تستطيع أن توجههم في حياتهم»، قبل أن توضح أبرز الدروس التي يجب أن يتلقاها الأطفال من قصة سيدنا إبراهيم،
ومن بينها:
- الإيمان والتوكل: قصة تضحية النبي إبراهيم تذكرنا بأهمية الإيمان والثقة بالله. فقد تحدى إبراهيم الصعاب وأظهر اعتماده على الله في قراره بتنفيذ أمره. فيتعلم الأطفال أن الاعتماد على الله والثقة الكاملة به يمكن أن تساعدهم على تجاوز التحديات في حياتهم.

- الطاعة والانقياد: تضحية إبراهيم تعكس قدرته على الطاعة والانقياد لأمر الله، حتى وإن كان صعباً جداً. فيتعلم الأطفال أن الطاعة لله والامتثال لتعاليمه تعطينا القوة وتوجهنا نحو الخير.

- التضحية والعطاء: قصة إبراهيم تذكرنا بأن التضحية والعطاء للآخرين قيمة عظيمة،. فعندما قرر إبراهيم أن يضحي بابنه أظهر تفانيه وحبه لله. فيتعلم الأطفال أن القدرة على التضحية ومساعدة الآخرين تعزز الروابط الاجتماعية وتجعلنا أفراداً أكثر تفهماً وحباً لبعضنا البعض.

- الشكر والامتنان: بعدما امتحن إبراهيم وأظهر إخلاصه، قدم الله تضحيته بحيوان غنم. هذا يذكرنا بأهمية أن نكون شاكرين وممتنين لله على رحمته بنا.

وأكدت عائشة رضوان أنه «يجب أن نعلم الأطفال أن الحكمة في عيد الأضحى تتخطي مجرد التضحية بالحيوان لتقليد ما حدث مع النبي إبراهيم، إنما هو تقليد يذكرنا بأهمية التقدير لنعم الله علينا، وأن نكون ممتنين لله على كل شيء نمتلكه ونفهم أن كل ما نملك هو بفضله، وهذا يحثنا على أن نكون سخيين ومساعدين للآخرين».

وخلصت إلى القول: «عيد الأضحي يعاودنا كل عام ويحمل في طياته قيماً مهمة من شأنها إرساء العدل والسلام بين الناس وتعليم الأطفال قيم مثل الإيمان، والتواضع، والتسامح، والشكر، والتعاون، وهو ما يؤدي بهم أن ينشؤوا أشخاصاً أفضل لديهم من الإنسانية والرحمة ما يلزمهم ليعيشوا حياة سوية، لذا فلنحتفل بعيد الأضحى بروح الفرح والتضحية، ولنعمل معاً لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع».