أكد "جيف فوليت" الرئيس التنفيذي لشركة أفيشور (Avisure)، شركة الاستشارات المختصة بإدارة مخاطر الطيران، أهمية اتخاذ الإجراءات والاحترازات لتجنب أية تأثيرات للحياة البرية على عمليات الطيران؛ وبالتالي الحفاظ على سلامة المسافرين.

وتحدث الخبير الدولي في إدارة مخاطر الحياة البرية، والذي تستضيفه شركة مطار البحرين، في لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، عن دور الإدارة الفعالة لمخاطر الحياة البرية في الحفاظ على سلامة عمليات الطيران وتفادي تضرر الطائرات.

وفي سياق تعريفه للحياة البرية في مجال الطيران، قال: "إن مخاطر الحياة البرية في مجال الطيران تتمثل في حالات اصطدام حيوانات بالطائرات، ويشمل ذلك الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط، والحمام، أو الحيوانات البرية مثل الفلامنجو والزرافات حين تعبر مسار الطائرة".

وأوضح أن الإدارة الفاعلة لمخاطر الحياة البرية في المطارات يمكن أن تمنع الحوادث الكارثية، مستذكرًا في هذا السياق حادثة (نهر ودسهن) في نيويورك، والتي عرفت فيما بعد بـ"معجزة على نهر هدسون"، والتي وقعت عام 2006، حيث تمكن قائد الطائرة من الهبوط الناجح للطائرة بعد ارتطامها بسرب من الأوز، وإنقاذ حياة 155 مسافرًا كانوا على متنها، وذلك بعد وقت قصير من إقلاعها، وقد اكتسبت هذه الحادثة اهتمامًا إعلاميا واسعًا، وقام الممثل توم هانكس بتوثيقها عام 2016 في فيلم "سولي".

وفي سياق أخر، أشار فوليت إلى أنه على مستوى سلامة الطيران، هناك بعض الحوادث التي يمكن تجنبها مثل حادثة طائرة نهر هدسون، وهو من التأثيرات المحسوسة، إلا أننا يجب ألا نغفل التكلفة المادية التي قد تنتج عن مثل هذه الحوادث، والتي قد تصل إلى 50,000 دولار نتيجة الأضرار المادية التي تتعرض لها جسم الطائرات، كما أن هناك جوانب أخرى غير محسوسة أو غير مادية منها على سبيل المثال سمعة المطارات وشركات الطيران، ناهيك عن احتمالية زعزعة ثقة الناس في الطيران عندما تنتشر فيديوهات وصور حوادث الطائرات؛ بسبب الطيور وغيرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحول برنامج المراجعة الشاملة التي تنفذه شركة مطار البحرين، قال فيوليت: " في إطار البرنامج الذي امتد على مدى خمسة أيام، قمنا بزيارة ثلاثة مواقع مختلفة، يحتوي أحدهم على أكثر من ألف حمامة، بينما رصدنا ما يقارب من 200 إلى 500 حمامة في الموقعين الآخرين حوالي 200 و500، مشددًا على أهمية زيادة وعي المجتمع بالإدارة الفاعلية للحياة البرية لتوفير بيئة آمنة حول وداخل المطار حفاظًا على سلامة الطائرات والحيوانات.

من جانبه، أكد علي العسيري مدير سلامة مدرج المطار في شركة مطار البحرين على جهود الشركة المستمرة لتطوير وتنفيذ برنامج إدارة مخاطر الحياة البرية، وفقًا لقوانين الطيران المدني في البحرين واللوائح الدولية.

وقال إن شركة مطار البحرين تبذل جهودًا مستمرة لتطوير برنامجها لتقليل مخاطر الحياة البرية في مطار البحرين الدولي، من خلال إجراء حملات مسوحات داخل وحول المطار على مدار العام بهدف وضع الخطط والبرامج الفاعلة للحفاظ على سلامة عمليات الطيران.

وفيما يتعلق ببرنامج شركة مطار البحرين لإدارة مخاطر الحياة البرية، قال العسيري إن البرنامج تم إنشاؤه في عام 2018 بالشراكة بين عدد من الأقسام في الشركة التي ترتبط عملياتها بشكل مباشر بعمليات السلامة في المطار، ويتضمن توفير وسائل للإبلاغ عن اصطدامات الحياة البرية، إجراء عمليات التفتيش والمراقبة المكثفة في منطقة المطار، وتطبيق تقنيات إبعاد الطيور لتقليل المخاطر على العمليات، بالإضافة إلى تعزيز الوعي والكفاءة لدى العاملين في محيط المطار لتنفيذ البرنامج بفعالية.

وفي هذا الإطار، وعلى مستوى مملكة البحرين، تجري شركة مطار البحرين، الجهة المسؤولة عن إدارة وتشغيل مطار البحرين الدولي، مراجعة دورية شاملة لبرنامج إدارة مخاطر الحياة البرية، بالشراكة مع شركة "أفيشور" تهدف إلى تقييم فعالية البرنامج في مطار البحرين الدولي وتحديد طرق تعزيز معايير سلامة العمليات في المطار.

وخضع البرنامج خلال عامي 2023- 2024 إلى ثلاث مراجعات، كان أولها في يوليو 2023 بينما أجريت مراجعتان أخريان في يناير ويوليو من عام 2024.

وتمثل اصطدامات الطائرات بالطيور أو الحيوانات الأخرى خطرًا كبيرًا على سلامة الطائرات وكفاءة العمليات بسبب قدرتها على التسبب في أضرار للطائرات، وتأخير الرحلات، وأيضًا مخاطر سلامة المسافرين وأفراد طاقم الطائرات.

وخلال المراجعة الشاملة يتم إجراء تقييم شامل لبرنامج إدارة مخاطر الحياة البرية، إجراء مسوحات لعناصر الحياة البرية ومراجعة للممارسات الحالية لإدارة الحياة البرية في المطار والوثائق ذات الصلة، بالإضافة إلى مراجعة تدقيق للامتثال لمتطلبات هيئة شؤون الطيران المدني في مملكة البحرين ومتطلبات الملحق 14 من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، كذلك معايير إدارة مخاطر الحياة البرية في دليل خدمات المطار الجزء الثالث (ICAO Doc 9137)، ومعايير إجراءات خدمات الملاحة الجوية في المطارات (ICAO Doc 9981).