سماهر سيف اليزل

تُشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية؛ والذي يُصادف 10 أكتوبر من كل عام، ويتم الاحتفال به هذا العام تحت شعار «الصحة النفسية في مكان العمل»، وذلك لإبراز الصلة الجوهرية بين الصحة النفسية والعمل، حيث يمكن أن تتيح بيئات العمل الآمنة والصحية عامل وقاية للصحة النفسية، خاصة وأن البحرين باتت تقدم اليوم خدمات الصحة النفسية المستدامة والمتكاملة، بما يماثل تجارب الدول المتقدمة.ولمّا كان 60٪ من سكان العالم يمارسون عملاً، فإن من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة تهيئ بيئة عمل تكفل الوقاية من مخاطر اعتلالات الصحة النفسية وحماية ودعم الصحة النفسية في العمل.ومن الضروري أن تتعاون الحكومات وأرباب العمل والمنظمات التي تمثل العاملين وأرباب العمل وغيرهم من أصحاب المصلحة المسؤولين عن صحة العاملين وسلامتهم على تحسين الصحة النفسية في مكان العمل. وينبغي أن يشارك العاملون وممثلوهم والأشخاص الذين عاشوا تجربة الإصابة باعتلالات الصحة النفسية مشاركةً هادفةً في الإجراءات المتعلقة بالصحة النفسية في مكان العمل. ومن خلال تسخير الجهود واستثمار الموارد في نُهج وتدخلات مسندة بالأدلة في مكان العمل، يمكننا ضمان حصول الجميع على فرصة للازدهار في العمل والحياة. فلنتخذ إجراءات اليوم من أجل مستقبل أوفر صحة.وبمناسبة هذا اليوم نستعرض خدمات الصحة النفسية في مملكة البحرين، والتي أولتها الحكومة اهتماماً كبيراً، كونها أحد الأبعاد الأساسية للصحة العامة، والتي تماثل التجارب الناجحة لمختلف الدول المتقدمة في مجال الصحة النفسية.مؤكدا على أن الحكومة قد اهتمت بشكل خاص بتوفير الرعاية الصحية والطبية الشاملة لجميع المواطنين والمقيمين عبر حزمة من البرامج الوقائية والعلاجية والتوسع في شبكة الخدمات الصحية على جميع مستوياتها التي تضم الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية الثانوية والرعاية السريرية، وذلك وفق استراتيجية تعمل على رفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية وفق أحدث الأنظمة العالمية.كما أن النظام الصحي في المملكة يستند على برنامج عمل الحكومة الذي يتضمن عدداً من الأولويات في مجال الارتقاء بالخدمات الصحية، إذ تمضي الحكومة قدماً في تطوير قطاع الرعاية الصحية.ومن بين أهم الخطوات إقرار الخطة الوطنية للصحة للأعوام 2016-2025، التي جاءت للتأكيد على أن البحرين تتجه نحو الالتزام الدولي لمنظمة الصحة العالمية لتحقيق الغاية 3-8 من أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التغطية الشاملة للجميع.كما أن الخطة الوطنية للصحة لمملكة البحرين (2016 - 2025) حددت سياسة متكاملة تشتمل على 17 مبادرة مهمة لتقديم خدمات متطورة في الصحة النفسية لتمكين الناس من اعتماد حياة صحية والحفاظ عليها عبر خمسة أهداف استراتيجية رئيسية، تمثلت في الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة النفسية والوقائية، عبر وضع خطط وقائية فاعلة للصحة النفسية، ومن ثم تكامل الخدمات النفسية في النظام الصحي مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخاصة الأخرى عبر تعزيز آلية التنسيق والشراكة مع الجهات المعنية بالصحة النفسية، وكذلك حصول الجميع على خدمات الصحة النفسية عبر ضمان توفر خدمات الصحة النفسية في غالبية المؤسسات الصحية، إلى جانب استدامة الخدمات الصحية النفسية عبر ضمان أن تكون خدمات الصحة النفسية مستدامة ومتكاملة.والجدير بالذكر أن مملكة البحرين أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز الصحة النفسية، مستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة يقدم خدماته على مدار الساعة، بجميع التخصصات الفرعية للطب النفسي، وهذا ما يميز مملكة البحرين في توفير الخدمات متعددة التخصص، وهي الطب النفسي العام، والطب النفسي للأطفال والمراهقة، والطب النفسي في المجتمع، والزيارات المنزلية، والطب النفسي للإعاقة الذهنية، والطب النفسي التأهيلي، إضافة إلى عيادة للقلق النفسي.كذلك شرعت في العمل على تقوية نظام الرعاية الصحية الأولية وتحسين خدمات الصحة النفسية، حيث تم إدراج برنامج الصحة النفسية (صحة نفسية أفضل)، حيث هدفت إلى سهولة الوصول إلى خدمات الصحة العقلية في المراكز الصحية، والكشف المبكر وإدارة الاضطرابات العقلية، وتقليل الوصمة المرتبطة بالاضطرابات العقلية من خلال التوعية والتعليم المستمر، إلى جانب تحسين نوعية الحياة من خلال التدخلات المبكرة والفعالة.كما أن وزارة الصحة قد أولت قطاع الصحة النفسية اهتماماً بارزاً من خلال دعم كافة البرامج والمبادرات المرتبطة بتعزيز الصحة النفسية وترسيخها ضمن أولويات الخطط الاستراتيجية مع الاهتمام بتدريب الكوادر الصحية لتوفير جميع التخصصات وضمان الحصول على خدمات نفسية ذات تنافسية وجودة عالية وبمعايير دولية معتمدة.