محرر الشؤون المحلية

أردنا أن نوضح للمشاهد بإن علاج الطفل التوحدي وتأهيله لدمجه بالمجتمع يبدأ من أسرته الصغيرة المتمثلة في والديه وأخوته، بعدها ينتقل الدور للمجتمع، على أسرته أن تتقبله أولاً، بهذه الكلمات بدأت الأخصائية جنان عمران تقديمها للمشهد التمثيلي الذي شاركت في تجسيد دور أم لطفل توحدي فيه، والذي أنتجته اللجنة الإعلامية بجمعية التوحديين البحرينية.

وقالت عمران لـ"الوطن": أردنا بالفيلم أن نوضح للمشاهد تعريفاً للتوحد، إضافة لبعض الحركات التي يقوم بها التوحدي، فهناك أناس يجهلون التوحد، وإذا شاهدوا التوحدي يتصرف بسلوك نمطي، فانهم يقول عنه مجنون، لأنهم لا يعرفون أن من سمات التوحد هو الرفرفة وعدم فهم اللعبة الموجودة وأن طريقة أكله تكون غير طبيعية، وهذه أمور أوضحناها للمشاهد من خلال الشخصية التي مثلت طفل التوحد، إضافة لعدم استجابته للأوامر وعدم استجابته للمحيط الخارجي وعدم التواصل البصري.



وتابعت: التدخل المبكر جاء مباشرة بعد اكتشاف الأم لحالة ابنها، فالتدخل كلما كان مبكراً كلما كان أفضل، وكلما كان الأخصائي ذا خبرة بالتوحد فإنه يشخصه بشكل أفضل، فالتوحد تختلف عن بقية الإعاقات، واندماج الطفل كان هدفاً للفيلم، وكان يتوجب أن يعي المشاهد أن الطفل قبل ان يندمج بالمجتمع عليه أن يندمج بمجتمعه الصغير وهي عائلته، فهناك أولياء أمور تعتبر التوحد عيباً أو ثقلاً، وقد شاهدت حالات يتم فيها حبس الطفل التوحدي بغرفة لكي لا يؤذي أخوته أو أن أخاه الصغير يقلده في حركاته، فنحن لدينا مجتمع بكل العقليات، أردنا توجيه رسالة للمشاهد بأن التدخل لا يكون فقط من الأم أو الأخصائي، التدخل يكون من افراد العائلة جميعاً للسيطرة على الطفل ومعرفة كيفية التعامل معه لإيصاله لبر الأمان.

وأضافت: كيف نستطيع التعامل مع الطفل التوحدي إذا لم تجلس معه وتدربه وتتواصل معاه، هناك أولياء أمور يتذرعون بأن الطفل يرفض التدريب ويبادر بالصراخ، وهذا طبيعي لأن الأم لم تبذل الجهد ولم تشد مع ابنها لتجبره على التعليم، تقول إن أخاه لا يحبه، إذا رأى الأخ أن الأم لا تستطيع التعامل مع طفلها، فكيف سيتعامل هو معه، أو حتى الأب، إذا الأم بحد ذاتها لا تستطيع التعامل مع ابنها، أردنا في الفيلم أن نبين للمشاهد تجزئة العمل على أفراد الأسرة، بأن يكون على كل شخص منهم جزء من المهمة، الأم كانت مهمتها الأكل، والأب كانت مهمته تعليم الولد على الكتابة، أما الأخ فكانت مهمته التدريب على التواصل البصري، إذا جزأنا العمل للطفل التوحدي وكل أخذ دوره وكل أخذ قسطاً من التدريب، فهذا سوف يرفع من مستوى الطفل التوحدي بأسرع مما يتخيله المقابل له.

وأردفت: إذا أردنا دمج الطفل التوحدي بالمجتمع، يتوجب أولاً دمجه مع أولياء الأمور وأخوته داخل البيت، ونعرف كيف نتحكم به داخل البيت بأن نعرف نقاط ضعفه ونقاط القوة لديه، وندرسه لضبط علاقتنا معه، لابد من تكاتف العائلة ويكون لكل منها دور، ولا يقتصر الدور على الأم والأخصائي فقط، يجب أن يكون الجميع قريبين من الطفل التوحدي ولا يتعاملون معه على أنه نكرة أو مشكلة أو واقع مر عليهم، كثير من أولياء الأمور يشتكون من أبنائهم بأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع أخيهم التوحدي، وهذا طبيعي، لأنك لم تبادر بإعطائهم مجالاً لكي يتعلم الأخ من أخيه.

واستطردت: كلما أجعل ابني يعلم أخاه التوحدي، فكلما أعلمه على الصبر وأعلمه كيف يعلم أخاه وكيف يتحمله وتزداد المحبة بينهم والألفة، ويكون الطفل التوحدي محباً لأخيه ومتعلقاً به بشكل أكبر، ولا نعني بالسيطرة فرض حكم عليه، بل المقصود به أن يحس الطفل أن مقابله قوي، وإذا أحس بذلك اتبع أوامره، لكنه إذا أحس به ضعيفاً، فإنه يفرض شخصيته التوحدية على المعلم الذي يعلمه.

وخلصت عمران إلى أن من يدرب التوحدي يجب أن يكون قوياً صبوراً غير ملول، وحازماً وشديداً، والشدة لا تعني القسوة، بل تعني إجباره على فعل الأوامر التي نطلبها منه، مؤكدة أن مدى تطور الطفل التوحدي يعتمد على كمية التدريب ونوعه.

من جهتها، قالت نائب رئيس اللجنة الإعلامية نجاح ميرزا: انبثقت فكرة المشهد التمثيلي لتوضيح قدرات التوحديين وتجسيد وضع الطفل التوحدي وإظهار جانب من معاناة الأهل في تدريب الطفل وتأهيله، بهدف توعية المجتمع وإيصال رسالة واضحة تلامس قلب المشاهد، وتظهر حاجة الطفل التوحدي الملحة إلى أخصائي تدريب وتأهيل، ولكن في الوقت ذاته فإن التأهيل لا يقتصر على الأخصائي فقط، فالمجتمع من أم وأب وأخوة وأقارب كلهم مسؤولون عن تأهيل وتدريب الطفل التوحدي.

وتابعت: المشهد رسالة إلى كل أخصائي و كل مركز تأهيل بأن دورهم مهم جداً في تغير مستوى الطفل، ويبقى تأهيل الطفل التوحدي مسؤولية على عاتقهم وعاتق الأهل، فهو ركز على ضرورة ضم الطفل التوحدي لمركز تأهيل متخصص، كما ركز أيضاً على ضرورة التعاون والتواصل بين المركز و الأسرة للوصول إلى أفضل النتائج، وختم المشهد بجانب إيجابي يبعث بارقة الأمل لأولياء أمور أطفال التوحد بأن لهم قابلية كبيرة في التطور و التغير بمساعدة وتكاتف الأسرة والمجتمع.