ا انطلق الملتقى الخليحي الخامس لتنمية الموارد البشرية في نسخته الخامسة،تحت رعاية جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية، في فندق ذا غروف للمؤتمرات بجزر أمواج، وذلك بتنظيم من أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة، إذ بدأ الملتقى بجلسة افتتاحية ألقى فيها الأمين العام للملتقى د. فهد إبراهيم الشهابي كلمة أشار فيها إلى أن "قيادتنا الرشيدة أولت اهتماما كبيرا بالابتكار وبتنا اليوم نجد إدارة الابتكار تخصصا أكاديميا ليس على مستوى درجتي البكالوريوس والماجستير فقط، بل على مستوى الدكتوراه كذلك، وذلك ما يحمل إدارات الموارد البشرية مهمة جديدة متمثلة في اكتشاف وإدارة وتشجيع الابتكار"، وشكر أمين عام الملتقى الوزير حميدان على رعايته الكريمة لأعمال هذا الملتقى منذ بداياته ولخمس أعوام متتالية.

وفي تصريح له بهذه المناسبة، أشاد وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل بن محمد علي حميدان، بهذا المؤتمر السنوي الذي يعد فرصة للمسؤولين في قطاع شؤون الموارد البشرية للاطلاع على أحدث المفاهيم الإدارية المتعلقة بتطوير وتنمية الموارد البشرية، وإثراء الكوادر العاملة في مؤسساتهم بتعزيز جوانب المعرفة لديهم ودفعهم لاستحداث أساليب ومنهجية عمل جديدة تسهم في نمو مؤسساتهم وتطوير كفاءة أدائهم المهني وتحسين الانتاجية، مؤكداً في هذا السياق على اهتمام الحكومة الموقرة بتنمية العنصر الوطني في سوق العمل، باعتباره حجر الأساس في بناء التنمية الشاملة.

وأضاف الوزير حميدان أن محور الملتقى لهذا العام من المحاور المهمة التي ترتكز عليها التنمية البشرية، وهو موضوع "إدارة الابتكار"، الذي يعد من المفاهيم الإدارية الجديدة، مؤكداً على أهمية الإبداع والحاجة للعديد من المبادرات التي تعمق المعارف الأساسية في بيئة العمل، مشيراً إلى أن إدارة الابتكار هي إحدى تلك المبادرات المهمة في تعزيز ثقة وقدرات الموظفين مما يسهم في التنافسية، ورفع مستويات الجودة والإنتاج في مختلف القطاعات، متمنياً أن يخرج الملتقى بتوصيات من شأنها رفد التنمية البشرية الوطنية وارتقاء كوادرها مهنياً

تلا ذلك انعقاد أولى جلسات الملتقى، والتي خصصت لمناقشة مفاهيم عامة حول إدارة الابتكار، حيث انطلقت الجلسة الأولى بإدارة الإعلامية عبير علي مفتاح، لتتحدث فيها باحثة د. الأستاذة ضحى السند، وقد استهلت ورقتها باقتباس من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "الابتكار ليس خياراً بل ضرورة وأسلوب عمل" وتلا ذلك توضيح للفرق بين المفاهيم التالية (الإبداع والاختراع والابتكار)، وبعض الأمثلة لكل منها. أما الأستاذة نور الشريفي، باحثة الدكتوراه في جامعة الخليج العربي من دولة الكويت فقد تطرقت للجانب الأكاديمي في تعريف وشرح مراحل تطور الابتكار على مر العصور. وفي ورقة بعنوان "الابتكار في كل شيء من حولنا" قدمتها أ. عهود السواحة، ركزت فيها على المنظور العلمي والاجتماعي للابتكار. كما أشادت أ. منال الغامدي المحاضرة في قسم الأعمال في الجامعة العربية المفتوحة على ضرورة ربط إدارة الموارد البشرية بالابتكار من خلال بحث قدمته يدعم تلك النظرية.

وجاءت الجلسة الحوارية الثانية التي أدارها المستشار عبدالمنعم العيد، لمناقشة "دور إدارات الموارد البشرية في عملية إدارة الابتكار"، والتي عرضت فيها الدكتورة لولوة بودلامة في ورقة بعنوان "DNA الابتكار" توصيات جاءت نتيجة لدراسة قامت بها على عينة مكونة من 200 شخص، تم اختيارهم مناصفة بين موظفي القطاع الخاص والعام، حيث تتطرق الدراسة إلى الابتكار في بيئة العمل، ومشاركة الموظفين في مراحل الابتكار. بعد ذلك أشار أ. إبراهيم التميمي مدير إدارة المعلومات في ديوان صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء إلى إمكانية إدارة الموارد البشرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في ورقة عمل بعنوان "دور إدارات الموارد البشرية في إدارة الابتكار"، والتي ركزت على دور مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، ومدى تطورها، حيث تنبأ التميمي بأن هذا التطور قد يصل في يوم ما إلى عالم افتراضي، يقوم على تقنية الواقع المعزز. أما ورقة العمل الثالثة من هذه الجلسة، والتي قدمها مدير وسائل الإعلام بوزارة شؤون الإعلام الأستاذ يوسف محمد، فقد تحول النقاش إلى الابتكار الحكومي، والذي قسّم إلى خمس أنواع من الابتكار، كما أوضح أ. يوسف محمد بأن الحاجة أصبحت أم الابتكار وليس الاختراع. وفي ختام الجلسة تحدث المهندس إبراهيم رضي المستشار الرئيسي بجافكون لتحسين الإنتاجية عن دور إدارات الموارد البشرية في عملية إدارة الابتكار والتي تتماشى مع تحديات السوق وحاجات المؤسسة.

وفي ثالث جلسات الملتقى، التي كانت بعنوان (أفضل الممارسات في إدارة الابتكار)، فقد تحدث د.سعود المحاميد، الأستاذ بجامعة الخليج العربي عن الابتكار بشكل آخر، من حيث ربطه بقوة العمل واعتباره أساساً لذلك. أما الشيخة مي بنت محمد آل خليفة باحثة الدكتوراه في مجال إدارة الابتكار في جامعة الخليج، فقد ركزت على تعزيز ثقافة الابتكار في المؤسسة من حيث عرض تجربة شركة زابوس وعلامتها التجارية الفريدة من نوعها. كما قام د.عمار عطار أستاذ طب المجتمع المساعد بجامعة أم القرى باستعراض الاتجاهات الحديثة في إدارة الابتكار في ورقة عمل بعنوان "الاتجاهات الحديثة في إدارة الابتكار".



يذكر أن الملتقى قد استقطب العديد من كبار قيادات قطاع الموارد البشرية، حيث شاركت فيه وفود من كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسلطنة عمان.