* أبو الغيط: نهب تراث فلسطين لا يقل خطورة عن سرقة الأرض

القاهرة - عصام بدوي



كرمت جامعة الدول العربية مركز عيسى الثقافي من مملكة البحرين، في الاحتفال الذي أقامته الجامعة العربية بيوم الوثيقة العربية للعام السادس على التوالي. كما كرمت الجامعة شخصيات ‏عربية على انجازاتها وإسهاماتها الكبيرة في مجال الحفاظ على الوثيقة ‏العربية، وعلى تراثنا الوثائقى العربى.‏

من جانبه، قال الأمين العام المساعد رئيس قطاع ‏الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، السفير الدكتور بدر الدين علالي، ان "فلسطين هى قضية العرب ‏الأولى، نظرا لما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداءاتٍ شرسة ‏وانتهاكاتٍ يومية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلى".

وأضاف في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتي ألقاها نيابة عنه السفير الدكتور بدر الدين علالي، الأمين العام ‏المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، خلال احتفال ‏الجامعة العربية بيوم الوثيقة العربية للعام السادس على التوالي، والذى ‏تم خلاله تكريم مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، وكذلك الشخصيات ‏العربية على انجازاتهم وإسهاماتهم الكبيرة في مجال الحفاظ على الوثيقة ‏العربية، وعلى تراثنا الوثائقى العربى "يأتي احتفالُنا هذا العام بيوم الوثيقة العربية ‏تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، ليؤكد على أن قضية فلسطين هى ‏قضية العرب الأولى، وليسلط الضوء على ما تتعرض له المدينة المقدسة ‏من اعتداءاتٍ شرسة وانتهاكاتٍ يومية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ‏التى تمارس سياساتٍ ممنهجة وغير مسبوقة تهدف إلى تهويد وأسر ‏القدس بشكل كامل وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية ‏والمسيحية، والسطو على كل ما فيها من موروثٍ ثقافي وحضاري فى ‏محاولاتٍ مضنية من دولة المحتل لإثبات نظريّات ومزاعم مزيِّفة ‏للحقائق".‏

وشدد الأمين العام للجامعة العربية في كلمته على إدانة الجامعة للقرار الذى تبنته ‏الإدارة الأمريكية أوائل شهر ديسمبر الماضي بالاعتراف بالقدس ‏عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها، ورَفَضَ الحكام والرؤساء ‏العرب فى قمتهم بالظهران "قمة القدس"، رفضاً تاماً للقرار باعتباره باطلاً ‏ومجحفاً للحقوق العربية، ويتنافى كليةً مع القانون الدولي وقرارات ‏الشرعية الدولية فى هذا الصدد، وان هذا القرار لن ينتقص من شرعية ‏حقيقة أن القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية، وهى جزء لا ‏يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.‏

وأكد ان "سرقة التراث الفلسطيني لا تقل أهمية عن ‏سرقة الأرض، ولعل تزامن احتفالنا اليوم مع ذكرى الاحتفال بيوم التراث ‏الفلسطيني يُمثل فرصةً سانحة للتذكير بأهمية الحفاظ على الإرث ‏التاريخي الفلسطيني الذى يمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب ‏الفلسطيني الصامد وتضحياته المستمرة لنيل حقوقه المشروعة".‏

وأضاف أنه "فى سياق المحاولات المستمرة لطمس تاريخ الأمة ‏وتراثها العربي والإسلامي، فلا تزال القضايا المعنية بالأرشيفات العربية ‏المنهوبة لدى الدول الاستعمارية تؤرق الدول العربية المتضررة جراء ‏الاستعمار".‏

‏ وتسعى جامعة الدول العربية بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي ‏للمجلس الدولي للأرشيف الى بذل جهودٍ حثيثة لمساندة هذه الدول العربية ‏في استرجاع أرشيفاتها الوثائقية المسلوبة، حيث أصدر مجلس جامعة ‏الدول العربية على المستوى الوزاري قراراً مهماً وغير مسبوق في مارس 2014 يؤيد الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف في ‏جهوده المبذولة أمام المحافل الدولية والاقليمية للمطالبة باسترجاع ‏الأرشيفات العربية المنهوبة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية.‏

وأشار أبو الغيط في كلمته إلى أنه "تم إعداد إستراتيجية عربية متكاملة في هذا ‏الصدد، وتشكيل لجنة تنفيذية للعمل على تحقيق أهداف هذه الإستراتيجية". ‏

وناشد أبو الغيط فى كلمته، أعضاء اللجنة التنفيذية للإستراتيجية بضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة نحو سرعة تحقيق خطوات فعلية ‏وملموسة في هذا الصدد من خلال اجتماع اللجنة الاستثنائي، الذى سيُعقد الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خاصة في ضوء ما يقوم ‏به الكيان الصهيوني من تزييف وتشويه للحقائق وحرق الوثائق ‏الفلسطينية التاريخية، وكذلك للتصدي لمحاولات التدمير المستمرة لتراثنا ‏العربي.‏

وإيماناً بأهمية التوثيق والوثيقة، أطلقت جامعة الدول العربية في عام ‏‏2014 مشروع "التوثيق المرقم لذاكرة جامعة الدول العربية 2020"، ‏بهدف الحفاظ على ذاكرة جامعة الدول العربية، التي تمثل أحد أهم ‏عناصر الهوية القومية العربية. ‏

وشهد الاحتفال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة ‏الدول العربية ومؤسسة أرشيف المغرب لتنفيذ مجموعة وثائقية حول ‏الدور المهم للمملكة المغربية في مسيرة العمل العربي المشترك، تتضمن ‏مجموعة منتقاة من الوثائق الرسمية والفوتوغرافية والبريدية المحفوظة ‏لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ضمن السلسلة التوثيقية لذاكرة ‏الجامعة.‏

وتم خلال الاحتفالية عرض فيلمٍ توثيقي قصير بعنوان "القدس عاصمة ‏فلسطين"، أعدته الأمانة العامة في إطار الخطة الإعلامية الدولية ‏للتصدي لقرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ‏ونقل السفارة الأمريكية اليها والتي أقرها مجلس جامعة الدول العربية ‏على المستويين القمة والوزاري.