* أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً يمثلون 25 دولة من مختلف أنحاء العالم

* وزير الدفاع الأمريكي أبرز المتحدثين في المؤتمر

* وزيرا الشؤون الخارجية للشرق الأوسط والدفاع وقادة من وزارة الدفاع في بريطانيا يشاركون في المؤتمر



* خطاب وزير الدفاع الأمريكي يقيم التحديات الأمنية الرئيسة في الشرق الأوسط

* "إعادة ترتيب الشرق الأوسط" أبرز الملفات على طاولة المؤتمر

* حضور إفريقي لأول مرة بالمؤتمر في جلسة "الأمن والتنافس في منطقة القرن الإفريقي"

* "حوار المنامة" أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط

وليد صبري

تنطلق الجمعة في المنامة، بمشاركة عالمية واسعة، فعاليات مؤتمر حوار المنامة IISS، قمة الأمن الإقليمي الـ 14، التي تستضيفها مملكة البحرين على مدار 3 أيام، من الجمعة وحتى الأحد، والذي تنظمه وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ومن أبرز الحضور وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ووزير الدفاع البريطاني، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت.

وكان من أبرز الحضور العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث أعلن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية "IISS" أن "العاهل الأردني سيكون المتحدث الرئيس في جلسة الافتتاح الجمعة"، إلا أن الديوان الملكي الهاشمي أعلن مساء الخميس أن "الملك عبدالله الثاني ألغى زيارة مقررة للبحرين بعد كارثة السيول"، فيما ذكرت وسائل إعلام أردنية أن "العاهل الأردني ألغى زيارته التي كانت مقررة للبحرين بعد حادث الحافلة المدرسية في الأردن".

وأعلن المعهد في وقت سابق أنه من "المقرر أن يفتتح وزير الدفاع الأمريكي جلسات السبت بكلمة رئيسية تتضمن الأمن في الشرق الأوسط".

وأضاف المعهد أن "وزير الدفاع الأمريكي سيقوم بتقييم التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه الشرق الأوسط والدور الذي يجب أن تلعبه أمريكا في معالجتها".

من جانبه، رحب المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط الفريق ركن متقاعد السير توم بيكيت "بحضور وزير الدفاع الأمريكي لمؤتمر "حوار المنامة"، مشيرا إلى أن "خطاب ماتيس يأتي في وقت تواجه في المنطقة تحديات للأمن والاستقرار".

وقال الفريق ركن متقاعد السير توم بيكيت "يسعدنا أن نرحب بوزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر "حوار المنامة" الذي تستضيفه البحرين"، مضيفا "نعرف أن خطاب جيمس ماتيس سيكون متوقعًا للغاية في وقت تواجه فيه تحديات عديدة لأمن واستقرار المنطقة".

وذكر المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في تصريحات صحافية سابقة أن "حوار هذا العام سوف يركز على اعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط"، معتبرا أن ""حوار المنامة" يشكل اهم مؤتمر امني في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما انه يجمع الشخصيات الأمنية والعسكرية والسياسية مع نخب فكرية يتم اختيارهم بعناية".

وتحدث السير توم بيكيت عن "حضور إفريقي للقمة للمرة الأولى منذ انطلاقة الحوار قبل 14 عاما، فيما تطلع إلى حضور صيني هذا العام".

وتتضمن فعاليات المؤتمر، على مدار 3 أيام، من الجمعة وحتى الأحد، اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمسؤولين، فيما من المقرر أن تتضمن جلسات المؤتمر يوم غد السبت، قضايا رئيسة أبرزها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والعلاقات المتحولة والنظام الشرق أوسطي الناشئ، والصراع والدبلوماسية في المنطقة وتثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار في الشرق الأوسط، والأمن والتنافس في منطقة القرن الإفريقي.

وتعد سياسة الاتحاد الأوروبي وأمن الخليج، إضافة إلى التحديث والتصنيع الدفاع في الشرق الأوسط والتهديدات السيبرانية والدفاع السيبراني والطاقة النووية وعدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والمصالح المشتركة بين آسيا والشرق الأوسط، أبرز القضايا المقرر مناقشتها في جلسات بعد غد الأحد.

بدوره، أعلن سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين سيمون مارتن، أن "المشاركة البريطانية في منتدى "حوار المنامة 2018" ستتضمن حضورا لوزيرين، هما وزير الشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط ووزير الدفاع، وقادة من وزارة الدفاع البريطانية"، منوها بأن ذلك يعكس "الاهتمام بحضور أهم مؤتمر أمني في المنطقة".

ويعد أمن الشرق الأوسط وباب المندب أبرز الملفات على طاولة المؤتمر، فيما تشهد النسخة الـ 14 من "حوار المنامة" مشاركة أكثر من 50 وزيراً إضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين الإقليميين والدوليين، السياسيين والعسكريين، الذين يمثلون 25 دولة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية من اجل مناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط والتطورات المرتبطة بمجالات الأمن والدفاع والسياسة الخارجية في المنطقة.

وتكتسب دورة هذا العام من قمة حوار المنامة للأمن الإقليمي، أهميتها من العديد من الاعتبارات، فإضافة إلى أنها النسخة الـ14 من المنتدى، الذي يواصل سنوياً وبنجاح مسيرة مساهماته في النقاش والتفاعل حول مصادر التهديد الدولي وسبل مواجهتها، فإن القمة هذا العام على موعد مع بحث إحدى أهم وأبرز تحديات المنطقة والعالم، وهي قضية "إعادة ترتيب الشرق الأوسط"، حيث خصص المنتدى فعالياته وجلساته لبحث هذا الموضوع بأبعاده المختلفة.

ويوصف منتدى حوار المنامة الذي قُدم موعد انعقاده هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة ليواكب المستجدات والظروف الإقليمية والدولية الراهنة باعتباره أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط نظراً للمشاركة الواسعة رفيعة المستوى به، والذين يأتي على رأسهم وزراء دفاع وخارجية ومستشارو أمن قومي من أكثر من 20 دولة، فضلاً عن المهتمين والمعنيين من الخبراء والمتخصصين الذين تحرص الدول الكبرى والأطراف الإقليمية الرئيسية والقوى الفاعلة على حضور ممثلين لهم والمشاركة في مداولاته.

وتبدو أعمال قمة هذا العام مختلفة عن سابقاتها، لأكثر من سبب، منها: ما يحفل به الإقليم في الوقت الراهن من قضايا ومشكلات لا تهم دول المنطقة فحسب، بل المجتمع الدولي ككل، والذي ترتبط مصالحه الحيوية وطمأنينة شعوب الكرة الأرضية بأسرها بمدى أمن واستقرار دول الشرق الأوسط خاصة، فضلا عن مدى القدرة على تحجيم النزاعات والصراعات الدائرة فيها، سيما أن المنطقة تعد ومنذ عقود مضت مختبرا للاستقرار في العالم ككل، وتوصف بأنها الأكثر سخونة، حيث تضم وحدها أكثر مناطق الاضطراب وبؤر التوتر في العالم أجمع.

وتجمع قمة حوار المنامة التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية، آراء ومواقف نخبة من العسكريين والسياسيين والدبلوماسيين وخبراء الأمن في القطاع الرسمي، فضلاً عن المهتمين بالأجهزة غير الرسمية والأهلية كخبراء مراكز البحث والفكر الاستراتيجي، الأمر الذي يضفي على أعمالها وجلسات النقاش التي ستضمها حيوية وصراحة تفتقدها الكثير من المحافل المقيدة في العادة بحدود الروتين الحكومي وبروتوكولات الدبلوماسية.

ونظراً لأن قمة حوار المنامة تمثل في ذاتها محفلاً خاصاً يعتمد فكرة التواصل المباشر بين المشاركين فيه من تنفيذيين وخبراء، فإنه يعول عليها لتحقيق مزيد من التفاهمات والمشاورات بشأن الملفات والمخاطر الراهنة التي تحدق بالمنطقة، وبخاصة في مجالات الدفاع والسياسة الخارجية والأمن في الشرق الأوسط، وعلاقة كل ذلك بدعائم الأمن ومرتكزات الاستقرار العالمي، ولعل ما يؤكد ذلك التحضيرات الجارية حالياً لاستضافة وتنظيم أعمال القمة، حيث يمكن الإشارة هنا إلى بعض من ملامح هذه الترتيبات:

أولها: استقبال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، للمدير التنفيذي الجديد للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط الفريق توماس بيكيت، وهو اللقاء الذي يؤكد على إيمان المملكة بقيمة الحوار الرامي إلى حل مختلف الأزمات والمشكلات، والدور الذي تقوم به المملكة لإنجاح القمة، إعداداً وتنظيماً، والذي تواصل على مدار 13 دورة سابقة، ما يجسد حقيقة التعاون القائم بين البحرين من جهة والمعهد المنظم من جهة ثانية والحضور الإقليمي والدولي الفاعل من جهة أخرى، ويستهدف تحقيق مستوى عال من التنسيق إزاء شتى التحديات.

وكان عاهل البلاد المفدى، نوه في تصريح له عقب لقائه رئيس المعهد بما حققته اجتماعات المنتدى السابقة على مدار دوراته الـ13 من نجاحات، لا سيما لجهة "إيجاد طرق مختلفة لحل بعض القضايا الملحة" ولجهة " التعاون الإيجابي الذي أبدته الدول المشاركة" خلال النقاشات المتداولة بشأن المخاطر والتهديدات المختلفة، الأمر الذي يحمل معه العديد من الرسائل بشأن طبيعة وأهمية الدور البحريني الوسيط في مثل هذه التفاعلات، والثقل الذي باتت تتمتع به في المحافل المختلفة، فضلاً بالطبع عن توسع وتنوع أجندة السياسة الخارجية الخاصة بها، وانخراطها بفاعلية في الشأنين الإقليمي والدولي.

ثانيها: اجتماع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مع المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مطلع أكتوبر الحالي، والذي استهدف دعم الجهود المبذولة لإنجاح قمة حوار المنامة الـ14، وتوفير كل السبل الممكنة والتسهيلات اللازمة لها، خاصة لما تمثله هذه القمة من أهمية في تعزيز موقع البحرين وثقلها من ناحية، وفي تعزيز قنوات الصلة والتشاور بين مسؤولي الدول وبعضهم من ناحية أخرى، سيما أن المملكة ستكون ملتقى ومنبراً لهذه الكوكبة من الخبراء والمسؤولين القادمين من مختلف أنحاء العالم.

وكان مدير المعهد، أكد على هذا المعنى في أكثر من تصريح له، حيث أشاد بما وصفه "الدعم الكبير الذي تقدمه البحرين والذي أسهم في نجاح واستمرار منتدى حوار المنامة على مدى السنوات الماضية"، وهو أمر يصب بالتأكيد في تحقيق العديد من الأهداف التي ترنو إليها المملكة باعتبارها قلباً نابضاً للمنطقة يعنى بقضاياها ومشكلاتها، ويسهم قدر المستطاع في إيجاد الحلول لها، ومحوراً قادراً على استقطاب وتنظيم الفعاليات الدولية، وحشد وتجميع كبار مسؤولي دول العالم على أرضها نظراً لما تحظى به من ثقة ومكانة.

ثالثها: تجهيزات الجهة المنظمة الجارية على قدم وساق لاستضافة أعمال القمة، حيث عقدت بالمنامة مؤخراً اجتماعا موسعاً لسفراء نحو 20 دولة من الدول المتوقع مشاركتها في أعمال المنتدى بالمملكة، وذلك لبحث آخر الاستعدادات الخاصة بجدول الأعمال.

كما إن الجهة المنظمة، وضعت نصب أعينها مناقشة قضيتين بالغتي الأهمية، هما: السياسات والممارسات الخارجية على المستويين الدولي والإقليمي من واقع تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط، وطبيعة قوة الإقليم وتأثيره، فضلاً عن تهيئة الاجتماعات والنقاشات التي ينتظر أن تجرى وتجمع سواء بين الوفود الحكومية وبعضها أو بينها وبين الفعاليات الفكرية والخبراء والإعلاميين والمهتمين، والتي ستكون موضع اهتمام سياسي ودبلوماسي واسع، خاصة مع تزايد التوقعات بتزايد عدد المشاركين وارتفاع مستوى الممثلين الحاضرين.

وفي هذا الشأن تبرز العديد من المظاهر التي تجسد حقيقة ما يعود على البحرين من نفع من وراء تنظيم واستضافة هذا المنتدى طوال السنوات السابقة، فإضافة إلى العوائد السياسية المباشرة التي تؤكد مكانة المملكة، وثبات مواقفها إزاء الكثير من مشكلات الإقليم والعالم، والتزاماتها التي تؤديها بأريحية ناحية شقيقاتها وجيرانها.

إضافة إلى ذلك، فإن المنتدى بحجم الحضور الذي يشهده، فضلا عن مستواه، يسهم كثيراً في الترويج لصورة المملكة في الخارج كواحة للأمن والاستقرار.

كما يساعد على تنشيط الحركة الوافدة للبلاد، والتعريف بمقاصدها ومواقعها وبرامجها السياحية، فضلا بالطبع عن تحريك عجلة الاقتصاد، والتعريف برجالاتها ورموزها وكوادرها القادرة على التعاطي مع فعالية بهذا الحجم الكبير.

يشار إلى أن البحرين تستضيف أعمال منتدى أو قمة حوار المنامة منذ عام 2004، وذلك بتنظيم مشترك بين وزارة الخارجية وأحد أهم معاهد الفكر الاستراتيجي في العالم، وهو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "آي آي أس أس، IISS"، والذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له، ويصنف باعتباره من أفضل المؤسسات البحثية في العالم نظرا لطبيعة إصداراته ذائعة الصيت، وحجم ونوعية الخبراء الذين يعملون به، وحجم إسهاماتهم في المناقشات والمنتديات الدولية المتخصصة في الفكر الاستراتيجي.

وينظم حوار المنامة سنويا في المنامة إذ يجتمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا في المنامة لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية. وتركزت مناقشات المنتدى الأخير على مدى تأثير الازدهار الاقتصادي لبعض القوى الاقتصادية الصاعدة من جهة، والتحديات الاقتصادية التي تواجه بعض دول العالم المتقدم على السياسات العالمية ونظم الحكم في العالم.

وقد كان المؤتمر الذي تزامن مع ظهور أزمة الديون اليونانية التي أثارت قلقا نحو الانتعاش الاقتصادي العالمي، بمثابة أداة للكشف عن اتجاهات عميقة من علم الاقتصاد الجغرافي.

ومن بين الأهداف الأخرى للمنتدى دراسة وسائل العمل الوطني والإقليمي والدولي ومراجعة نوايا القوى الرئيسية والتباحث حول كيفية دعم التنمية على الرغم من الصعوبات المالية العالمية.

وتشكل قمة الأمن الإقليمي فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر بين المشاركين حيال مختلف القضايا الراهنة، وتعد أكبر فعالية إقليمية في الدبلوماسية ومجال الأمن. ويعد "حوار المنامة" أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط نظراً إلى المشاركة الواسعة رفيعة المستوى به ويأتي على رأس المشاركين وزراء دفاع وخارجية ومستشارو أمن قومي، فضلا عن المهتمين والمعنيين من الخبراء والمتخصصين الذين تحرص الدول الكبرى والأطراف الإقليمية الرئيسة والقوى الفاعلة على حضور ممثلين لها والمشاركة في مداولاته.