أجرى الحوار: كميل البوشوكة - أعده للنشر: وليد صبري

شنت، المحامية الدولية الأمريكية والباحثة في الشؤون الأمنية إيريناً تسوكرمان، هجوماً عنيفاً على قطر وتركيا وإيران متهمة إياها بزعزعة استقرار المنطقة مؤكدة أن الدول الأربع الداعية لمحاربة الإرهاب "البحرين والسعودية والإمارات ومصر"، تقف ضد الأنشطة التدميرية لكل من الدوحة وأنقرة وطهران من خلال استخدامهم لتنظيم "الإخوان المسلمين" وقناة "الجزيرة" القطرية.

وطالبت تسوكرمان في حوار خاص لـ "الوطن" "أمريكا بدعم البحرين ضد التدخلات الإيرانية والقطرية في الشؤون الداخلية للمملكة من خلال دعم الدوحة وطهران للجماعات الإرهابية".



وذكرت المحامية الدولية الأمريكية والباحثة في الشؤون الأمنية أن "قطر وحلفاؤها الإقليميون يلعبون دوراً خطيراً في المنطقة من خلال دعم التطرف والمجموعات الإرهابية"، مؤكدة "ضرورة مواجهة الولايات المتحدة للدور السلبي لقطر وحلفائها وللمجموعات الإرهابية والمتطرفة".

وقالت إن "الدوحة وأنقرة استخدمتا أزمة المواطن والإعلامي السعودي جمال خاشقجي بهدف التأثير على العلاقات القوية بين السعودية وأمريكا، فيما "لم تستبعد الدور المشبوه الذي قام به تنظيم "الإخوان الإرهابي"، من أجل استغلال الأزمة للتسويق لأجندته الخاصة".

وتطرقت تسوكرمان للحديث عن دور المملكة العربية السعودية في المنطقة مشيرة إلى أن "الرياض تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في دعم السلام والأمن في المنطقة".

ورحبت بـ "الإصلاحات التي تنتهجها البحرين في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين" متحدثة عن "الدور الإيجابي لمجلس النواب في البحرين"، لافتة إلى "ما تنعم به البحرين من انفتاح حقيقي على الثقافات والأديان الأخرى، إضافة إلى التقريب بين المذاهب والتسامح تجاه الأقليات".

وفي رد على سؤال حول إمكانية أن "تحقق واشنطن بشأن علاقة خاشقجي بقطر، أفادت تسوكرمان بأنه "يبدو لي أن البيت الأبيض حريص على تقييم قضية خاشقجي في وضعها الطبيعي والانتقال إلى قضايا إقليمية أكثر أهمية، ومع ذلك، إذا استمرت جماعات جماعات الضغط الموالية لقطر وتركيا وإيران في دفع قضية تحقيق خاشقجي في الكونغرس، فلا شك في أن علاقة خاشقجي مع الدوحة ستتضح".

وذكرت تسوكرمان أن "هناك العديد من القضايا المثيرة للاهتمام التي ينبغي على كل من وزارة العدل الامريكية والكونغرس التحقيق فيها فيما يتعلق بتدخل قطر في الإعلام الأمريكي وفي السياسة الأمريكية"، مضيفة أنه "على سبيل المثال، هناك قانون يلزم وزارة العدل الامريكية التحقيق في سياسات قناة "الجزيرة" بسبب إخفاقها في التسجيل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، بسبب نشاطها السياسي والتجسس ضد المواطنين الأمريكيين، وإذا تم كشف هذا النشاط فهو انتهاك للقانون الامريكي، وبالتالي من الممكن حظر قناة "الجزيرة" ومن ثم عدم قدرة القناة على استخدام بيانات الاعتماد الصحفية في أمريكا وبالتالي يتم منع قناة "الجزيرة

من ممارسة مهام عملها كما سيتم التدقيق في دورها، فيما يتعلق باستخدام قطر للتمويل الأجنبي وتأثيرها على السياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة".

وقالت تسوكرمان إن "تنظيم الإخوان سعى لاستغلال ازمة خاشقجي للتسويق لأجندته الخاصة لصالح قطر بمواجهة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب".

وذكرت أن "جماعة الإخوان الإرهابية تسعى إلى استهداف السعودية عبر توتير العلاقات بين الرياض وواشنطن".

ورأت تسوكرمان أن "المستفيدين الرئيسيين مما تقوم به الجماعة هما قطر وتركيا".

وقالت إنه "من الممكن أن تستخدم قطر وتركيا وإيران جماعات ضغط مثل منظمات حقوق انسان ووسائل إعلام عبر تمويل غير مباشر بهدف التأثير على الدور الإيجابي الذي تقوم به الدور الأربع "البحرين والسعودية والإمارات ومصر" في مواجهة الإرهاب، والوقوف ضد أنشطة الدول الثلاث".

وشددت تسوكرمان على أن "قطر وحلفاؤها الإقليميون يلعبون دوراً خطيراً في المنطقة من خلال دعم التطرف والمجموعات الإرهابية".

وقالت إنه "يجب على الولايات المتحدة مواجهة هذا الدور السلبي".

وفيما يتعلق بدور صحيفة "واشنطن بوست" من أزمة خاشقجي، قالت تسوكرمان إن "دور صحيفة "واشنطن بوست" في أزمة خاشقجي مخزٍ، وسلوكها منافقاً، ولأكثر من عام، كانت الصحيفة تدرك تماماً أن خاشقجي لم يكن ينتقد السعودية بقدر ما كان يخدم المشروع القطري".

وفي رد على سؤال حول تحقيق واشنطن بشأن علاقة قطر بخاشقجي، أوضح أن "وسائل إعلام أمريكية تنفذ أجندة قطرية، ولا يمكن تجاهل ما تقوم به قناة "الجزيرة"، كما أن الدوحة تستخدم دبلوماسيين أجانب ليكونوا جواسيس وعملاء لها في أمريكا، وهؤلاء يمثلون تهديداً للأمن القومي الأمريكي".

وتطرقت تسوكرمان للحديث عن دور المملكة العربية السعودية في المنطقة والذي وصفته بأنه "دور رائع وكبير ومؤثر في استبباب الأمن والسلام في المنطقة".

وطالبت "أمريكا بالوقوف بجانب البحرين ودعمها ضد التدخل الإيراني والقطري من خلال دعم النظامين للجماعات الإرهابية".

وقالت إنه "يجب محاسبة قطر على دعمها المستمر لجماعة "الإخوان المسلمين"، و"حزب الله" اللبناني، وإيران، ومختلف الجهاديين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك زعزعة استقرار اليمن وليبيا من قبل الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر".

وأشارت إلى أن "قطر أنشأت جماعات ضغط غربية وتكتيكات متطورة في مجال المعلومات عن طريق ناشطين غربيين بهدف التجسس عبر قناة "الجزيرة" وتوظيف عملاء أجانب لتجنيدهم من خلال النفوذ وعن طريق الخطباء للتسلل إلى وسائل الإعلام الغربية والمراكز الفكرية".

وأوضحت أن "قطر تخلق وضعاً مزعزعاً للاستقرار في الغرب، وتزيد من التوترات مع دول الخليج الأخرى، وهو التوتر الذي تستغله إيران والجهاديون لنشر الإرهاب والإيديولوجيات العدائية".

ولفتت تسوكرمان إلى أن "قطر تعمل على الإضرار بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة والشرق الأوسط من خلال تجارتها المستمرة مع إيران في انتهاك للعقوبات الأمريكية. وبذلك، تشجّع الدوحة طهران على تنفيذ طموحاتها في الشرق الأوسط، وتمكّن الخلايا الإرهابية الإيرانية في البحرين، وشرق المملكة العربية السعودية، و"حزب الله" في لبنان وسوريا واليمن".

وذكرت تسوكرمان أن "قطر تستخدم أموالها لخلق المشاكل في كل مكان، إنها تمول التوسع العسكري التركي في أفريقيا وتدعم الافكار المتطرفة الخطيرة في الشرق الأوسط، فهي تساعد تركيا وإيران على التحايل على العقوبات الغربية، وتمول عملياتها العسكرية وايضا انتهاكات حقوق الإنسان بشكل غير مباشر".

ورأت تسوكرمان أن "المخططات القطرية تساهم في صعود الديكتاتورية الدولية، وتنشر أنصار "الإخوان المسلمين" في كل مكان، وبدون الرعاية الإعلامية القطرية وغيرها من الاستثمارات المالية، لن يكون هناك إيديولوجيات تنتشر في المساجد والمؤسسات التعليمية في الغرب والشرق الأوسط، والعديد من أنشطة الصحافة".

وقالت تسوكرمان إن "الدوحة ليس لها رغبة في السلام او حل الازمة الخليجية بدليل أنها رفضت مناقشة أي نوع من الحلول التوفيقية لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب".

وأشارت تسوكرمان إلى أن "نظام الدوحة يمثل خطراً كبيراً لأنه يستهدف أي شخص يجرؤ على انتقادها، فيما هناك دول تعاني من التطرف الإخواني من خلال عمليات الاختراق المحتملة والتخطيط لاغتيال شخصيات".

وقالت تسوكرمان إن "قطر تتشارك مع إيران في دعم الإرهاب ودعم الجماعات والميليشيات المسلحة الإرهابية والمتمردة مثل المتمردين الحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان".

وفيما يتعلق بالدور السعودي في المنطقة، أوضحت أن "السعودية تلعب دوراً مهماً في قيادة المنطقة من خلال نشر الأمن والأمان وتشجيع ريادة الأعمال والإنجازات الفكرية المختلفة"

وأثنت تسوكرمان على إجراءات السعودية من خلال "اتخاذ خطوات لتمكين المرأة، وإنقاذ التعليم من نفوذ الإخوان المسلمين، وتعزيز فكرة الإسلام المتسامح واحترام الأديان".

وقالت تسوكرمان إن "السعودية حققت نجاحاً ملحوظاً من خلال تشجيع البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وتقديم أفضل النماذج والكوادر في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومن خلال الاهتمام بالثقافة والفنون والترفيه". وأشادت بتجربة السعودية "في مواجهة المنظمات والجماعات الإرهابية المختلفة".