أيمن شكل

في فلسطين يتأكد الناس بتحري رؤية هلال شهر رمضان، حين يسمعون عبر التلفزيون طلقات المدفع في القدس المحتلة، معلنة أنها أول ليالي الشهر الفضيل، ويبدأ الناس بعد ذلك في سماع القرآن يتلى عبر مكبرات الصوت في جميع المساجد، إعلاناً ببدء صلاة التراويح.

ويقول تيسير صوافطة إن الإعلان عن رؤية هلال رمضان، تعتبر انتفاضة لجميع من في المنزل، حيث يبدأ الرجال في الاتصال بعضهم ببعض لتبادل التهاني، والمسارعة إلى المسجد للحاق بأول صلاة تراويح، فيما تنشغل النساء بالإعداد لمأكولات الشهر، فمنهن من تخرج للتسوق وأخريات يسبقن إلى المطبخ لإعداد أشهى المأكولات.



ويقول صوافطة إن الشباب والأطفال يتولون مهمة تزيين البيوت والطرقات، وتظهر خلية نحل تبدأ في هذا العمل قبل الشهر بأيام وحتى تكون المدينة مزدهرة وجاهزة للاحتفال.

ويظل المسحراتي علامة في أغلب مدن العالم العربي، لكن أهم ما يميزه في فلسطين بحسب تيسير أن يكون صاحب صوت جميل وقوي، كما يجب أن يكون قوياً بما فيه الكفاية لقرع طبلته بشدة حتى يصل صوتها لأبعد منطقة.

وحول المطبخ الفلسطيني أكد تيسير أنه يحفل بالعديد من الأكلات المشهورة والتي انتقلت إلى دول الشام عند هجرة الفلسطينيين، فأطباق المنسف والمقلوبة والمسخن، لا يجهلها أي بيت شامي، لكن تبقى بعض الأصناف حصرية على المطبخ الفلسطيني مثل «القدرة الخليلية» التي يشتهر بها أهل منطقة الخليل ونفس المنطقة تضم أيضا «تكية سيدنا إبراهيم» طوال العام وفي رمضان تتضاعف ما تقدمه من أكل للفقراء، كما يشتهر أهل غزة بأكلة «الصيادية»، وجميع الأطباق الفلسطينية لا تخلو من زيت الزيتون والزعتر كمكونين أساسيين في التراث الشعبي.

واستعار الفلسطينيون من أهل سوريا العديد من أنواع الحلويات التي تزين عادة بالفستق الحلبي، وتتشابه أيضاً مع حلويات عربية أخرى فتظهر القطائف بأنواعها الجبن والجوز وأكلة أخرى تسمى «العوامة»، في شهر رمضان مثلما يحدث في مصر ودول عربية أخرى.

ولا يخلو شعب عربي من عادة تبادل الأطباق في شهر رمضان، حيث يوضح صوافطة أنها تعتبر فرصة لكل سيدة أن تقدم أفضل ما لديها ويتنافسن على تقديم الطبق الأشهى.

وأشار تيسير إلى تبادل دعوات الإفطار في رمضان، وقال إنها تبدأ من أكبر أفراد العائلة أو الوالدين، وتشمل تلك الدعوات هدايا من المدعو إلى المضيف وأهله.