طارق مصباح

إن الله سبحانه وتعالى أنس المؤمن وسلوة الطائع وحبيب العابد، والأنس به ثمرة المعرفة، ونتيجة المحبة ، ودليل الولاية، وبرهان العناية، إذا امتلأ القلب بجلاله سبحانه تحلو الحياة، وتعذب الدنيا، وتستنير البصيرة، وتنكشف الهموم والغموم، من أنِس بالله أنس بالحياة، وسعد بالوجود، وتلذذ بالأيام، قلبه مطمئن، وفؤاده مستنير، وصدره منشرح "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه".

من يأنس بالله نقشت محبة الله في قلبه، إن الشعور بقرب الله من العبد يوجب الأنس به ، والسرور بعنايته، والفرح برعايته "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان".



إن الأنس بالله لا يأتي بلا سبب، ولا يحصل بلا تعب، بل هو ثمرة للطاعة، ونتيجة للمحبة، فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه وصدق في محبته: وجد للأنس طعماً، وللقرب لذة، وللمناجاة سعادة.

الأنس بالله هو جنة المتقين وراحة العابدين، قال أحد الصالحين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته. وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.