سماهر سيف اليزل

أكد عدد من رجال الدين وخطباء المساجد على أهمية تبرع المتعافين من فيروس كورونا (كوفيد19) ببلازما الدم لإنقاذ حياة المصابين بالفيروس، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي يحث على كل عمل به منفعة للآخرين وتحقيق المنفعة للمتضرر، معتبرين أن التبرع ببلازما الدم صدقة جارية لصاحبها يؤجر عليها.

وقال إمام وخطيب جامع الزبير بن العوام، دعيج الذوادي قال الله عز وجل «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، هذه آية صريحة في بيان أن هذا الأمر شرعي، وفيه من الأجر العظيم، وبه واجب وطني وإنساني، ويصب أجر جميع المستفيدين من هذا التبرع للفرد المتبرع، مبيناً أن التبرع يعد صدقة من الصدقات الجارية ورد للنعمة والجميل، وبه شكر للمولى على نعمة العافية.



من جهته قال الشيخ محمد العرادي إن يشجع الإسلام على الرحمة بالناس والتبرع ببلازما الدم لإنقاذ حياة المصابين يعتبر أمراً مستحباً ما لم يكن به ضرر للمتبرع، مبيناً أن المتبرع يحقق منفعة عامة وما يقوم به يعتبر صدقة يثاب عليها ويوجب المحبوبية بين الناس.

بدوره يرى الشيخ أحمد الدعيس أن التبرع هو أمر جائز طالما به منفعة للآخرين، وليس به واجب ولكنه به مشروعية ودعوة لتعميم الخير، وعلى هذا نحث الناس على التبرع خصوصاً أن هناك مؤشرات تدل على أن التبرع ببلازما الدم مفيد وأثبت مفعولية في العلاج من المرض الجديد المنتشر.

وقال خطيب دائرة الأوقاف قصي عبدالله سلامة إن هذه المسألة عرضت على عدة مجامع فقهية، وجاء في فتوى الأزهر الشريف أن التبرع ببلازما الدم من قبل المتعافي بمرض كورونا هو فرض كفاية، مما يعني أنه إذا تقدم عدد كاف للتبرع ببلازما الدم لهم الأجر، ومن لم يتبرع فليس عليهم إثم، وإن كان العدد لا يكفي فيأثم كل من امتنع عن التبرع.

وأضاف أن العلماء ذكروا أن التبرع ببلازما الدم من قبل المتعافين يدخل تحت قول الله عز وجل «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، أي يرجى له الأجر من هذه الآية، كما إن هذا التبرع يدخل ضمن شكر نعمة الله على هذا الإنسان على معافاته من هذا المرض، وفيما يتعلق بالامتناع فذلك يوقع الإنسان في الإثم، ويعتبر ضعف في النفس والدين، ويعتبر كمن يمنع فضل الماء عن ابن السبيل.