وأشرقت شمس من الأمل، وزيّن نورها سماء مدرسة مدينة حمد الإعدادية للبنات، بخروج الطالبة ريم سعيد من الصف الثاني الإعدادي عن صمتها الاختياري، والتي بدأت فيه منذ 8 أعوام، في أول يوم دراسي لها في المرحلة الابتدائية، حيث بدأت تعاني من الصمت الاختياري فقط داخل أسوار المدرسة، مكتفية بالتحدث لمعلماتها وزميلاتها بلغة الإشارة والكتابة.

وبعد أن احتوت المدرسة الطالبة، واحتضنتها بكل حب وحنان، وتواصلت مع أسرتها، للتعرف على وضعها بشكل كامل، والأسباب التي تخفيها من خلال صمتها، تم التعاون مع قسم الإرشاد الاجتماعي لوضع برنامج يختص بحالتها مع الأخذ بيدها وتشجيعها بشكل مستمر والتعرف على ميولها وهواياتها وإشراكها في مختلف الأنشطة التي ترغب بها.

ومع مرور الأيام، بدأت ريم بالتحدث بشكل وجيز مع زميلاتها المقربات وبعض من المعلمات، وعندما حلت جائحة كورونا، لم تتركها معلمتها رانية طلعت على الإطلاق، فكانت تواصل مشوارها في تحفيزها الدائم وإزالة الرهبة والخوف من داخلها، حتى بدأت تتفاعل في الصف الافتراضي من خلال برنامج التيمز، وتشارك مع الطالبات في الأنشطة، وتعبر عن رأيها، ولكن المفاجأة الكبيرة بالنسبة لمعلماتها ولأسرتها عندما شاركت ريم في قراءة أحد الدروس على مسامع جميع الطالبات.



ويأتي هذا الإنجاز كثمرة من ثمار جهود وزارة التربية والتعليم والمدارس الحكومية في التعامل مع الحالات الخاصة للطلبة وتوفير الخدمات التربوية والتعليمية المناسبة للجميع بحسب احتياجاتهم وظروفهم الصحية.