أناب الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الفريق طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام لحضور حفل تخريج الدفعة الثانية والثالثة من طلبة برامج الدراسات العليا والفوج الثالث من طلبة الدراسات الجامعية والبالغ عددهم (204) خريجاً في تخصصات الماجستير في العلوم الأمنية، والدبلوم المشارك في حقوق الإنسان، والدبلوم المشارك في إدارة الأعمال المكتبية، والدبلوم المشارك في الخدمة الاجتماعية في المؤسسات الأمنية، والذي عقدتهم الأكاديمية الملكية للشرطة بالتعاون مع جامعة هيدرسفيلد بالمملكة المتحدة.

وبهذه المناسبة ألقى رئيس الأمن العام كلمة قال فيها : (يطيب لي في هذا اليوم البهيج، ونحن نحتفي بأبنائنا وبناتنا من خريجي عدد من برامج الدراسات التي تقدمها الأكاديمية الملكية للشرطة أن أقف في هذا المقام بكل فخر واعتزاز مهنئا بهذا الانجاز الرائع الذي تحقق بتخريج هذه النخبة من الدارسين ، ويُشرفني في مستهل كلمتي بأن أنقل لكم جميعا تحيات وتهنئة الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الداعم الأول لهذا الصرح العلمي والتدريبي والذي يعمل بلا كلل ولا ملل لتمكين رُقيه ونهضته، من خلال ترأسه مجلس أمناء الأكاديمية والعمل على توفير كافة الإمكانيات والطاقات اللازمة لدفع وتطوير المنظومة التدريبية بوزارة الداخلية وفي مقدمتها الأكاديمية الملكية للشرطة، وبما يواكب أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال إعداد منسوبي الشرطة وتسليحهم بما يمكنّهم من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، والاستعداد للمتغيرات المتسارعة في شتى المجالات وبما ينعكس ايجابا على تقديم ارقى الخدمات للمواطن والمقيم والزائر على حد سواء.



وفي هذا الصدد ، فلقد دأبت وزارة الداخلية بكل فروعها وتنظيماتها على العمل لتحقيق تطلعات وتوجهات القيادة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وراعي نهضتها الحديثة القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، وذلك من خلال تحقيق أهداف برنامج عمل الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، ذلك البرنامج القائم على مبادئ العدالة والتنافسية والاستدامة والذي جعل المواطن أساس التنمية ومحور تعزيز وتطوير واستدامة الخدمات الحكومية في شتى المجالات، مدركا في حيثياته أهمية الأمن والاستقرار المجتمعي كأساس وقاعدة للتنمية الشاملة بالإضافة الى تطوير التشريعات والمبادرات والشراكات لتحقيق ودعم ذلك الاستقرار وتشجيع ودعم الإبداع والابتكار والتفوق وتعزيز دور المرأة كشريك أساس في بناء النهضة ودعم المجتمع وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التوازن المالي.

ومن هذا المنطلق، تستهدف السياسة الأمنية المعاصرة لوزارة الداخلية، في أحد محاورها الجوهرية، تطوير قدرات العنصر البشري، من خلال تصميم وتطبيق برامج للتعليم والتدريب الأمني، وفقاً للمواصفات القياسية العالمية، حيث قامت الأكاديمية الملكية للشرطة بإبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون مع العديد من الجامعات والمؤسسات والمعاهد الأكاديمية والتدريبية بهدف تنويع مصادر المعرفة والاستفادة من الخبرات والتجارب المتنوعة لتتمكن من إتاحة افضل الفرص للمتدربين وتشجيع التحصيل العلمي والعملي المتخصص في مختلف المجالات الأمنية والشرطية والتحفيز على الإبداع والابتكار في العمل واعتماد الأساليب المثبتة والقائمة على النقد التحليلي والاختبار والبحوث العلمية الرصينة في دفع عملية التطوير والتحديث المنشودة وتقييم جودة العمل والخدمات المقدمة مما يمكن من تعزيز المهارات والقدرات لدى الدارسين والاستفادة من التجارب المتطورة والحديثة في المجالات الأمنية والشرطية.

وبهذه المناسبة فإنه من دواعي سروري أن أرحب اليوم بالبروفيسور Alistair Sambell من جامعة هدرسفيلد البريطانية والزملاء الحاضرين من الجامعة ، معربا عن خالص الشكر والتقدير على ما أبدته الجامعة وعلى مدى السنوات الماضية من دعم والتزام في تنفيذ برنامج الماجستير في العلوم الأمنية ، حيث نشهد اليوم تخرج 51 دارسا ضمن هذا البرنامج المميز متطلعا إلى ما سيحققه ذلك من إضافة نوعية لدى الخريجين وتعزيز المفاهيم الحديثة في العمل الشرطي والأمني والشراكة المجتمعية وخدمة الوطن في ظل مبادئ العمل المعتمدة من سرعة الاستجابة، والفاعلية، والإنسانية، والشفافية، والمسائلة والشراكة ، وعلى نحوٍ موازٍ، ومواكبةً لحركة التطوير والتحديث في كافة المجالات بوزارة الداخلية، فقد قامت الأكاديمية باستحداث اثني عشر برنامجاً ذا جودة عالية ضمن برامج الدراسات العليا، حيث اشتملت على عدد ست برامج لمنح درجة الماجستير في مجالات (الإدارة الأمنية - إدارة الأزمات الأمنية - العلوم الشرطية - العلوم الجنائية - القانون العام - القانون الخاص) كما شملت ست برامج مماثلة في درجة الدكتوراة.

الحفل الكريم ،إنه يومٌ تقرُ به العيون وتنشرحُ له الصدور، نفخُر فيه بعرض ثمار زرعنا الطيب الذي طاب نبته ، فأتى حصاده، دفعة جديدة من أبناء وبنات الوطن العزيز، ندفع بها في شريان الأمة دماءً جديدةً تغذي المسيرة والرسالة، حيث نحتفل اليوم بتخريج (204) خريجاً، منهم (51) خريجاً من الحاصلين على درجة الماجستير في العلوم الأمنية بالتعاون مع جامعة هيدرسفيلد من بريطانيا، و(60) خريجاً من الحاصلين على درجة الدبلوم المشارك في حقوق الإنسان، و(64) خريجاً من الحاصلين على درجة الدبلوم المُشارك في إدارة الأعمال المكتبية، و(29) خريجاً من الحاصلين على درجة الدبلوم المُشارك في الخدمة الاجتماعية في المؤسسات الأمنية.

وختاماً فإنه لا يفوتني في هذه المناسبة أن أرفع بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع منسوبي وزارة الداخلية جزيل الشكر والعرفان والتقدير إلى الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية على توجيهاته السديدة ودعمه المتواصل وأن أتقدم إليه بأسمى آيات التهنئة ، كما لا يفوتني أن أتوجه إليكم أنتم الخريجين بأحر التهاني والتبريكات متمنيا لكم دوام التوفيق والنجاح. كما وأتقدم بالشكر والتقدير لجميع العاملين بالأكاديمية من القيادات والضباط وأعضاء هيئة التدريس والتدريب والأفراد والمدنيين، على جهودهم المخلصة في العمل الدؤوب لتحقيق أهداف الأكاديمية الملكية للشرطة والارتقاء بها إلى أعلى المستويات العالمية. والله أسأل أن يحفظ مملكة البحرين وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد القائد الأعلى حفظه الله ورعاه وحكومته الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله).

وفي ختام الحفل، تفضل رئيس الأمن العام بتكريم الأوائل، مهنأً الخريجين باجتياز متطلبات التخرج بنجاح، وحثهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء لخدمة الوطن، كما ثمن سعادته دور الأكاديمية الملكية للشرطة في تحديث البرامج العلمية والتدريبية، متمنياً للجميع، التوفيق والسداد في خدمة الوطن.