أكد خبراء في مجالات المقاولة والتطوير والتصميم والهندسة المعمارية وتقنية المعلومات أن مملكة البحرين مهيأة لتكون بمجملها "مدينة ذكية" بناء على العديد من المرتكزات من بينها محدودية المساحة الجغرافية، والبنية التحتية المتقدمة خاصة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي، ووعي السكان بالتعامل مع التقنيات الحديثة، والتقدم الذي تحرزه في مجال الاستدامة بمختلف مجالاتها.

جاء ذلك خلال ندوة أقامتها شركة "إن جي إن" البحرينية المتخصصة بأنظمة المعلومات المتكاملة تحت عنوان "المباني الذكية: التنقل في المستقبل"، وذلك ضمن مجلسها لنشر الوعي بإنترنت الأشياء، والذي ناقش المتحدثون خلاله التحديات التي تواجه المدن الذكية ومستقبلها وفرص الاستثمار فيها، والتقنيات الرئيسية للمباني الذكية وفوائدها، وأهم الإجراءات المتبعة للتحول إلى المدن الذكية.

وأكد المتحدثون خلال الندوة أهمية دمج حلول إنترنت الأشياء والتقنيات الحديثة لتحسين إدارة الموارد والطاقة في المدن الذكية، بما في ذلك استخدام أجهزة استشعار إنترنت الأشياء في جمع البيانات ذات الصلة بدرجة الحرارة والإضاءة وجودة الهواء، وتبني أنظمة إدارة المباني التي تعمل بالتحكم المركزي والأتمتة، ودراسة إمكانات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للصيانة التنبؤية وتحسين أداء المبنى الذكي.

وأشار السيد شارات فخر الدين مدير حلول إنترنت الأشياء في شركة "إن جي إن" إلى أن الأمن السيبراني يُعد ضرورة لحماية بيانات المدينة الذكية وأنظمتها الحيوية وضمان تشييد آمن ومستدام لها، داعيا إلى أهمية وجود حلول أمن سيبراني متقدمة في قلب أسس تخطيط المدن الذكية، لتوفير حماية شاملة للبنية التحتية للمدينة والأجهزة المتصلة بها، بما في ذلك شبكات الاتصالات والأجهزة المحمولة وأنظمة الاستشعار، ولحماية البيانات الحساسة والمعلومات الشخصية للمواطنين وضمان سلامة العمليات الحيوية مثل إدارة النفايات والماء والكهرباء.

من جانبه، تطرق المهندس ديسي فيليب المدير المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية والكهربائية والسباكة في مؤسسة محمد صلاح الدين للاستشارات الهندسية إلى التحديات التي تواجه المدن الذكية من بينها معالجة المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني مع زيادة أتمتة المباني وجمع البيانات، والحاجة إلى بروتوكولات تحمي خصوصية السكان، والتهديدات المتعلقة بانخفاض عدد الوظائف بسبب الأتمتة في إدارة المباني، والتكاليف الأولية لتوظيف تقنيات البناء الذكية، كما تطرق إلى الفرق بين المبنى المتصل والمبنى الذكي، إذ تركز المباني المتصلة على التوصيل البيني، بينما تستفيد المباني الذكية من البيانات والأتمتة من أجل التطوير.

إلى ذلك، قال عظيم محمد مدير المبيعات العالمية وتطوير الأعمال في شركة Fidelix إن الترابط بين الأنظمة الذكية يشكّل مصدر القلق الأكبر لما يعنيه ذلك من أن أي نقطة ضعف في البنية التحتية يمكن أن يهدد النظام بأكمله، مشدداً على أهمية وضع استراتيجية شاملة للمدن الذكية تتضمن سياسات وأنظمة وإرشادات لتطوير وتنفيذ حلول المدن الذكية بحيث ترتكز إلى بنية آمنة مقاومة للتهديدات بكافة أنواعها، واستكشاف إمكانيات المباني ذاتية الإصلاح التي يمكنها تحديد مشكلات الصيانة ومعالجتها بشكل مستقل.

وفي حديثه خلال الندوة، تطرق محمد الزحلف مدير المبيعات في شركة INTERRA إلى دور اللوائح والحوافز الحكومية وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز تطوير المباني الذكية وضمان الوصول العادل إلى مزايا وتقنيات المباني الذكية لجميع ساكنيها، مشيرا إلى قوانين البناء الذكي ومعايير الامتثال والآثار المترتبة، واللوائح البيئية المعمول بها للموازنة بين الاستدامة والابتكار، كما استعرض بعض الأمثلة على المباني الذكية القائمة وقصص نجاحها.

وتعليقاً على الندوة، أكد يعقوب العوضي الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" أهمية هذه الندوة والرؤى التي قدمها المتحدثون في استعراض فرص وتحديات والاتجاهات الحديثة التي يمكن توظيفها في مجال الأبنية الذكية، منوهاً بالأهمية القصوى التي تضطلع بها المدن الذكية في تعزيز حماية البيئة وتوفير استهلاك الطاقة والكهرباء والمياه، وخفض نسب التلوث والانبعاثات الكربونية، ودورها في خدمة القطاعات الاقتصادية والصحية والتعليمية وتسهيل التنقل، ما يوفر على الدول مبالغ بالمليارات سنوياً.