صرحت رئيسة جمعية اقتصاد الإلهام د.دنيا أحمد عن أهمية الجلسة النقاشية التي عقدتها الجمعية الثلاثاء بمنطقة الجسرة، والتي جاءت كجزء من دورها في نشر ثقافة اقتصاد الإلهام وربطه بقطاعات الإنتاج والمجتمع البحريني، وقد تناولت الجلسة التي تعقد بمناسبة مرور عام على إشهار الجمعية رسمياً، موضوع العمل التطوعي ودوره في الاقتصاد، وذلك لتسليط الضوء على أهم تحديات العمل التطوعي وتغيراته عبر العقود الأخيرة، ودور في ظل الأزمات الاقتصادية.



وقد تناول في هذا اللقاء البرفسور باقر النجار (أستاذ ومفكر علم الاجتماع)، تحليلاً تاريخياً لموضوع العمل التطوعي وتغيراته مع تغيرات الأوضاع الاقتصادية. ثم تلاه أ.جاسم سيادي (رئيس الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائهم)، حيث ركز على ما هي التحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني في استقطاب المتطوعين مع بيان أهمية العمل التطوعي في سد كثير من الثغرات في الخدمات وتعد داعماً للخدمات الرسمية، وذلك من خلال خبرته في العمل التطوعي. كما أوضح أن العمل التطوعي سينتقل لمرحلة أخرى مع الأزمة الاقتصادية في ظل شح قدرة القطاع الخاص على دعم مؤسسات المجتمع المدني كما في السابق، والتي يتوجب على مؤسسات المجتمع المدني أن تغير آلياتها في العمل والتمويل.

ثم عقب عبيدلي العبيدلي (الكاتب المخضرم) على زيادة أهمية العمل التطوعي في ظل التقلبات الاقتصادية، والنظرات المستقبلية ، وخاصة أن العمل التطوعي يتراجع في المجتمعات الرعوية، ويكون هو صمام الامان للخروج من الازمات في حال نشاطه وفاعليته.


كما ساهم في هذه الحلقة النقاشية د.محـمد بوحجي (مؤسس المشروع العالمي لاقتصاد الإلهام)، والذي بين ترابط وأهمية استثمار الكثير من نقاط التعلم التي خرجت بها هذه الجلسة النقاشية، مع فكر وآليات اقتصاد الالهام والذي يعمل على أساس طريقة التفكير والتركيز على التأثير باقل سلطة وباقل الموارد، وصناعة عملة الالهام التي تفوق عملة الرأسمالية، والتي تعد الرسالة الرئيسية لفكر اقتصاد الإلهام.. وذلك بحضور متنوع وتفاعل كبير من كل من أعضاء الجمعية وكذلك ضيوف من جمعيات المجتمع المدني تعقب هذا العرض نقاش ثري من قبل الحضور والذي عكس تجربتهم في مجال العمل التطوعي.

وأشارت د. دنيا أحمد أن الجمعية ومنذ تأسيسها استطاعت أن تعقد عددا من اللقاءات والورش التي تناولت مواضيع مختلفة وعقد بعضها بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني واستقطبت الكثير من الفئات المختلفة كالشباب ، والمتقاعدين، وجمعيات ذوي الإعاقة، والمثقفين، وقيادات المؤسسات وغيرها. و رغم حداثة إنشاء الجمعية فإنها استطاعت أن تستقطب عددا من الاعضاء من مختلف فئات المجتمع لعضويتها، إضافة لعضوية المؤسسات.

يذكر أن الجمعية بالإضافة إلى عضوية الافراد، لديها عضوية المؤسسات ، وكانت شركة الخليج للبتروكيماويات (جيبك)، أول مؤسسة كبيرة تنضم لعضوية الجمعية.


وخلال هذا اللقاء وجهت رئيسة الجمعية دعوة للمشاركة في أنشطة الجمعية ودعم أهدافها من خلال المشاركة كأفراد ومؤسسات في عضوية الجمعية والمساهمة في انشطتها من خلال المشاريع والورش والمحاضرات التوعوية التي ستسعى الجمعية تنفيذها لتجعل من مملكتنا البحرين مرجعا عالميا يحتذى به في مجال (اقتصاد الإلهام). يذكر أن (اقتصاد الإلهام) خرج من بناء هذا الوطن الغالي لينتشر اليوم تدريجيا في الشرق والغرب من خلال معاهد وجمعيات ومراكز مماثلة لها فروع وأنشطة اليوم في عدد من الدول، كان من اولها في سولفانيا ، والبوسنة، وفلسطين، والمغرب، وموريتانيا. وتقوم جمعية (اقتصاد الالهام) بالعمل على تحقيق الأهداف التالية: أولا نشر مفاهيم وممارسات (اقتصاد الالهام) في المجتمع البحريني. وثانيا تنفيذ البرامج الاجتماعية والتوعوية التي تجدد وترفع من امكانيات المجتمع ومساهماته في مجال (اقتصاد الالهام)، وثالثا تبني المشاريع التوعوية والاجتماعية التي تلهم المجتمع البحريني وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني لمملكة البحرين. وهي تستهدف مختلف شرائح المجتمع ومؤسساتها، وترتبط بالعمل الميداني الجاد الذي يصنع الفارق العملي والعلمي والثقافي والاجتماعي لكل من يستفيد من خدماتها.