العربية

بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة، ودع الحجاج مشعر عرفات الطاهر، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام في مزدلفة، والذي تهيأ لاستقبالهم بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات.

ويستقبل مساء اليوم "مسجد المشعر الحرام" بمشعر مزدلفة، حجاج بيت الله بعد الانتهاء من الوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وسط الخدمات المتكاملة من كافة أجهزة الدولة المعنية بخدمة الحجاج، ويرتبط المسجد بالتاريخ الإسلامي، وهو المشار إليه في قوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).

ثالث المشاعر المقدسة

وتعتبر "مزدلفة" ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات في منى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.

ويقع المسجد في مشعر مزدلفة في منتصف المسافة الواقعة بين مسجد نمرة بعرفات ومسجد الخيف في منى، وهو المسجد الذي نزل النبي عند قبلته في حجة الوداع، وكان على جبل يقال له قزح، ويفيض إليه الحجيج بعد غروب يوم عرفة.

وكان المسجد في بداية القرن الثالث الهجري مربع الشكل صغير المساحة بسيط البناء، ولم يكن مسقوفاً وما زال يبنى ويجدد، ففي العهد السعودي تمت توسعة المسجد وأصبح طوله من الشرق إلى الغرب 90 متراً وعرضه 56 متراً، وبات يستوعب أكثر من 12 ألف مصل، وله منارتان بارتفاع 32 مترًا، وله مداخل في الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية.