حرصت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه التي ألقاها في أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، على التعبير عن رسالة البحرين الإنسانية السامية في إرساء السلام والحرص على تعزيزه بين الشعوب، لتحقيق الاستقرار والتنمية لكل دول العالم، فقد قال سموه: «يجب علينا تجديد التزامنا بالسلام كركيزة أساسية نبني عليها الازدهار الجماعي والأمل المستدام للجميع».
وحول السلام وتحقيقه، تحدث سموه في كلمته، عن المشهد الراهن في غزة في دولة فلسطين وما حلّ من ويلات صادمة للإنسانية للشعب الفلسطيني الأعزل، في حرب غير متكافئة راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف شخص من الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين. وأكد سموه بأن أهمية حماية هذه الشعوب هي في الأساس مصونة في القانون الدولي، وبناء على ذلك طالب سموه حفظه الله بقيام دولة فلسطينية مستقلة ووقف فوري للحرب الدائرة في غزة وسرعة الاستجابة لإطلاق سراح الرهائن، حتى يعمّ السلام في المنطقة ويتحقق الاستقرار بين الشعوب، وحتى يحلّ السلام المنشود في غزة.
كما تطرّق صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في هذا الجانب، إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله وأيده ودعوة جلالته للسلام، مبيناً سموه نهج جلالته من خلال إطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي ودعوة جلالته حفظه الله لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الصادقة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
واختتم سموه كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بقوله: «دعونا معاً نؤكد من جديد مسؤوليتنا المشتركة في دعم وحماية الكرامة الإنسانية وضمان بقاء النظام الدولي قوة من أجل الخير، فنحن مدينون بذلك للأجيال القادمة، وللقيم التي نعتز بها، وللعالم الذي نسعى إلى حمايته. أن نتعلم كيفية العيش معاً بالفعل هو أنبل المساعي». كلمات سموه بالتأكيد دعوة صادقة لتحقيق السلام والأمان ونبذ العنف والإرهاب ومحو كل أشكال الضرر وتتكاتف جميع الأمم للوصول إلى السلام المنشود، فهو بالتأكيد شرط أساسي للتنمية في كافة جوانبها الاجتماعية، والاقتصادية، وتحقيق التقدم والازدهار. كلمة سموه واضحة في تكاتف المملكة مع الشعوب المنكوبة وحرصها على إرساء السلام وتحقيق العدالة والأمان والاستقرار.