* الكويت تستنكر إساءة قناة "المنار" اللبنانية للأمير صباح الأحمد

* رئيس وزراء لبنان: نرفض أي تطاول على أمير الكويت

* قرقاش: آن الأوان لوضع حد لقلة تغلّب مصلحة طهران على بيروت



* "تيار المستقبل": الإساءة لأمير الكويت تصيب كل لبناني شريف يعرف مكانة الرجل الكبير

* ميشال معوض: لا بد من الكف عن الإساءة لدول الخليج

* سالم زهران وأسعد بيرم ضد سياسة النأي بالنفس

الكويت - هدى هنداوي، بيروت - (الوطن - خاص)

استنكرت فعاليات لبنانية إساءة أحد الإعلاميين في قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" اللبناني -المصنف على قائمة الإرهاب بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً- لأمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فيما نددت بما أسمتهم "أعوان إيران في لبنان".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل حكومة جديدة سعد الحريري السبت رفضه "لأي تطاول على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء".

ونقل المكتب الإعلامي للحريري عنه قوله خلال استقباله سفير الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي أن "ما حصل على إحدى الشاشات أمس هو كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على افضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب".

وأضاف "في جميع الأحوال أن القضاء اللبناني يحقق في الأمر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين".

من جانبه قال السفير القناعي في تصريح للصحافيين بعد اللقاء إن "صاحب السمو هو قامة وهامة دولية وعربية وإسلامية رفيعة لا تلتفت إلى الصغار وصغائر الأمور" مضيفاً أن "ما يثلج الصدر ويسعدنا أن الردود التي جاءت على هذا الشخص المدعي وكلامه أتت من لبنان أكثر من أي جهة أخرى".

وأضاف أن الحريري "وعد باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة برد الشخص الذي أساء لصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والكويت عن ادعائه وغيه".

وأكد أن "علاقة الكويت بلبنان علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن أن تتأثر بهذه الصغائر وأهدافها الواضحة" لافتاً إلى أن "من أساء للكويت إنما هو تابع لمتبوع وكلما تأزم المتبوع أوحى إلى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية العربية".

وأضاف السفير القناعي أنه "من المعروف توجه وسياسة القناة التي أجرت المقابلة المسيئة وبعدها عن كل ما هو عربي".

وقال "أؤكد للجميع بأن هؤلاء المدعين لا يمكن أن يؤثروا على هذه العلاقة الراسخة بين بلدينا والتي بنيت على قواعد وأسس سليمة".

ووجه السفير القناعي الشكر "لكافة الهيئات السياسية والمؤسسات الإعلامية والشعبية اللبنانية التي أعربت عن استنكارها وتنديدها بما ذكره هذا المدعي بحق الكويت وأميرها الذي لم يبخل يوماً ببذل كل ما هو ممكن لتعضيد وتدعيم العلاقات العربية وبالأخص العلاقات الكويتية اللبنانية".

وكان النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية القاضي سمير حمود كلف قسم المباحث الجنائية المركزية بتفريغ مضمون المقابلة التي أجراها أحد الإعلاميين على قناة "المنار" اللبنانية تمهيداً لإجراء المقتضى القانوني، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن الإعلامي المذكور هو سالم زهران.

من جهته، شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، على أن "أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رمز خليجي رسمي وشعبي تميّز بمواقفه الاستثنائية"، معتبراً أن "التطاول على شخصه من قبل قناة "حزب الله" يؤكد ضرورة التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس". ورأى قرقاش أنه "آن الأوان لوضع حد لهذه التجاوزات ضد الخليج وقادته من قلة تغلّب مصلحة طهران على بيروت".

بدورها، أعلنت هيئة شؤون الإعلام في "تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أنه "في إطار الحملات التي تستهدف الدول العربية الشقيقة والإساءات المتعمدة لقياداتها، فتحت إحدى الشاشات التلفزيونية، الهواء لإعلامي من خريجي المخابرات السورية، كي يتولى تحقير دولة الكويت وأميرها ويتناول المملكة العربية السعودية بصفات على قياس أفكاره وأخلاقه". وتابعت الهيئة في بيان "إن "تيار المستقبل" إذ يدين تصرفات هذا الإعلامي الدنيئة ويعتبرها تطاولاً على قامة عربية كبيرة، وعلى دولة شقيقة لم تبخل يوماً على لبنان واللبنانيين بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي والسياسي، يضع هذا التهجم الأرعن، وسلوك المنابر الإعلامية والسياسية التي تجيز لنفسها توجيه سهام الغدر لدول الخليج العربي وقادتها، في عهدة القضاء اللبناني، الذي لا يصح أن يتخلف عن وضع حدٍ لألسنة السوء والمتلاعبين بمصير العلاقات اللبنانية - العربية". وأضاف البيان أن "الإساءة إلى أمير الكويت، لا تصيب دولة عربية شقيقة فحسب، إنما تصيب كل لبناني شريف يعرف مكانة ودور هذا الرجل الكبير، الذي كان يضع دمه على كفه ويأتي الى لبنان في أصعب الظروف ليصنع السلام بين ابنائه، ويشارك معهم في بناء ما دمرته الحروب". وختم البيان "أن ينبري إعلامي من صنف السفهاء لقول ما قاله على الشاشة، ويتوجه بالإهانة إلى كل الكويتيين، أمر غير مقبول، يستدعي تحركاً قضائياً واعتذاراً صريحاً من أولياء نعمته والخيوط التي تحركه لسب كرام العرب وأشرف الناس".

وقد طلب المدعي العام اللبناني سمير حمود من الأجهزة المختصة تفريغ الكلام الذي صدر عن سالم زهران بحق أمير الكويت لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ومن المنتظر أن يمثل زهران أمام قاضي التحقيق أسعد بيرم والذي ينتهج نفس السياسة ونفس الهدف وهذا ما بدا جلياً من خلال هجوم بيرم على شعبة المعلومات فيما خَص ملف "القرصنة" وعملية الابتزاز التي يتعرض لها خليل صحناوي، إضافة إلى كشف عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكشفت مصادر لبنانية أن زهران وبيرم يمثلان خندقاً واحداً فيما يخص الإساءة للدول الخليجية، ومن المعروف أن الاثنين هما من ضمن الذين ينطبق عليهما كلام وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية من أنهما "يضعان مصلحة طهران فوق مصلحة بيروت".

من جهته، أكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "التمادي في الإساءة إلى الأشقاء العرب، ومنهم دولة الكويت، بات يسبب ضرراً كبيراً لعلاقات لبنان العربية ولمصالحه العليا ومصالح أبنائه العاملين في الخليج ويجب الكف عنه نهائياً".

وفي وقت سابق، استنكرت وزارة الإعلام الكويتية ما ورد على لسان أحد الإعلاميين في قناة "المنار" اللبنانية، حول زيارة أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح مؤخراً لواشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكتبت الوزارة "ما أورده هذا الإعلامي يمثل افتراء وادعاء وتزييفاً للحقائق وتضليلاً للرأي العام بادعاءات صاغها بعيداً عن الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوايا شريرة ومقاصد خبيثة لن تنال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت ولن تعكر صفو هذه العلاقات أبداً".

ولاقت التصريحات استنكاراً واستهجاناً واسعاً من قبل النشطاء في دولة الكويت، الذين طالبوا بإغلاق مكاتب القناة في البلاد وطرد مراسليها.

وقال وزير العدل الكويتي السابق الدكتور فالح العزب في تعليق بهذا الصدد "لا أستغرب الأمر. فهذا مجرد بوق ينفث سموم مرشده في محطاتهم التي لوثها الحقد لسمو الأمير".