* "وعد الشمال" يزيد الناتج الإجمالي غير النفطي 24 مليار ريال سنوياً "6.4 مليار دولار"

* العاهل السعودي يدشن مشروعات في الجوف بـ 10 مليارات ريال

* الفالح: السعودية ستصبح ثاني أكبر منتج لأسمدة الفوسفات في العالم



جدة - كمال إدريس، دبي - (العربية نت)

دشن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، مشاريع "وعد الشمال"، في منطقة الحدود الشمالية، بمحافظة طريف، بتكلفة 86 مليار ريال سعودي.

وقال بيان سعودي إن "خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي دشن الخميس مدينة وعد الشمال الصناعية المتوقع أن تعزز الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بمقدار 24 مليار ريال "6.4 مليار دولار" سنوياً، أو ما يعادل نحو 3%".

ويهدف مشروع مدينة الصناعات التعدينية البالغة كلفته 85 مليار ريال، الكائنة في المنطقة الشمالية بالمملكة وتمتد على مساحة 440 كيلومتراً مربعاً، إلى دعم المملكة لتصبح أحد أكبر منتجي الفوسفات في العالم بحلول 2024.

وضمن جولته على محافظات منطقة الشمال، دشن خادم الحرمين الشريفين أكثر من 242 مشروعاً تنموياً وخدمياً في محافظة الجوف بتكلفة إجمالية تصل إلى عشرة مليارات ريال شملت القطاع الصحي والتعليمي والسكني.

أما الخدمي فشمل الطرق وتصريف السيول وإعادة تأهيل وإنشاء الحدائق والجسور وتطوير موارد الزراعة والري عدا عن المدن الصناعية وتوسيع دائرة موارد الطاقة المتجددة.

وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن "قطاع التعدين سيكون مفتوحاً للاستثمار الأجنبي بعد طرح قانون التعدين الجديد"، مشيراً إلى أنه "سيتم وضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من المشروع بتكلفة 31 مليار ريال، وبعد انتهائها ستصبح المملكة ثاني أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية".

وبلغت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع نحو 55 مليار ريال.

ولفت الفالح إلى أن "المرحلة الثانية من وعد الشمال سترفع إنتاج السعودية من الفوسفات إلى 9 ملايين طن سنوياً".

وسيضيف مشروع وعد الشمال نحو 24 مليار ريال سنوياً للاقتصاد السعودي غير النفطي.

وذكر نائب وزير الطاقة السعودي أن "مشروع وعد الشمال سيوفر 10 آلاف وظيفة عند افتتاحه".

وفي هذا السياق، ذكرت مصادر أن العاهل السعودي دشن مشاريع بـ55 مليار ريال، النصيب الأكبر منها "30 مليار ريال" سيكون مخصصاً للمرحلة الثانية لإنتاج الفوسفات من وعد الشمال.

وقالت المصادر إنه "مع تدشين المرحلة الثانية، سترتفع الطاقة الاستيعابية للمصنع من 3 ملايين طن إلى 6 ملايين طن".

ونوهت إلى أن "منطقة وعد الشمال، قد صدرت أكثر من 1.7 مليون طن من حامض الفوسفوريك عبر 50 سفينة رست على ميناء الخير".

إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور، عرضاً مرئياً عن مشاعر شباب وشابات الوطن بهذه المناسبة.

وقال وزير الطاقة السعودي "لقد جاءت رؤية المملكة 2030، التي كانت ثمرة بصيرتكم الثاقبة، ونتاج الجهود الجبارة المباركة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، لتدفع بطاقات أبناء بلادنا العزيزة نحو إطلاق العديد من البرامج التنموية الطموحة، لتحقيق هذه الرؤية، فكان من نتاجها الإيذان بانطلاقة برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي سيرتفع نجمه، بإذن الله، في سماء الإنجازات الوطنية العملاقة".

وأضاف "ها هي مدينة وعد الشمال، التي تقع في محافظة طريف، آخر محطات الضخ على خط التابلاين سابقاً، قد أصبحت، اليوم، أولى محطات سلسلة صناعة الفوسفات الوطنية العملاقة، التي تبدأ من هذا المجمّع".

وأكد الفالح أن "منطقة الحدود الشمالية من المملكة تحتضن حوالي 7% من المخزون العالمي من الفوسفات، إلا أن تطوير هذه المخزونات واستغلالها، مثل تحدياً تضاريسياً وتنسيقياً ولوجستياً هائلاً، بسبب موقعها في عمق الصحراء".

وتابع "وها أنتم، اليوم - حفظكم الله - تتفضلون بتدشين المرحلة الأولى من مشروعات وعد الشمال، التي بلغت استثمارات المملكة، فيها، 55 مليار ريال"، لافتاً النظر إلى أن "هذا الإنجاز لم يكن لولا توفيق الله، سبحانه وتعالى، ثم تعاضُد جهاتٍ حكوميةٍ، وشركاتٍ وطنية كبرى، ومؤسساتٍ من القطاع الخاص السعودي، ومستثمرين دوليين، في تكاملٍ جعل مشروع وعد الشمال حقيقةً واقعة، يفخر بها الوطن، ويعجب بها العالم".

وأوضح أن "هذا المشروع يعطي مثالاً جديداً وباهراً على عزم قيادة هذا الوطن على تنفيذ رؤيته الثاقبة"، مبيناً أن "استثمارات المملكة في المرحلة الثانية تبلغ 31 مليار ريال، التي تشمل معمل الأسمدة الفوسفاتية، الذي تبلغ طاقته ثلاثة ملايين طن سنوياً، إلى جانب استكمال تطوير البنية التحتية".

وبين أنه "عند اكتمال هذه المرحلة، سيرتفع إنتاج المملكة، بإذن الله، إلى تسعة ملايين طن سنوياً، لتصبح المملكة ثاني أكبر منتجٍ للأسمدة الفوسفاتية في العالم، بالإضافة إلى تعزيز الدخل الوطني"، منوهًا بأن "المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة، وشباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل".

من جهته، ألقى وزير النقل نبيل بن محمد العامودي كلمة قال فيها، "إنه لشرف عظيم أن تحظى مملكتنا هذه الأيام برعايتكم الكريمة لتدشين ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية في مناطق المملكة، والتي ستظل شاهداً على أياديكم البيضاء، فها نحن اليوم يا صاحب العطاء، نكمل في ظل تشريفكم مسيرة التنمية، قبل يومين دشنتم يا سيدي محطة قطار الشمال بالجوف، وسبقها قبل ذلك تدشين مشروع قطار الحرمين السريع، والذي يؤكد دعمكم المستمر لمنظومة النقل ومشاريعها".

وأضاف "اليوم في وعد الشمال نشهد واحداً من أهم مشاريع الوطن والذي تحقق بتوجيهاتكم، وكان نتيجة للشراكة والتكامل بين منظومة الطاقة والصناعة والتعدين ومنظومة النقل والخدمات اللوجستية، من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030".

وأكد العامودي أن "الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" تتشرف بأن تكون أبرز الشركاء الاستراتيجيين في تنفيذ وتشغيل المشروع التنموي لمدينة وعد الشمال، وجاء الاهتمام من شركة "سار".. في المساهمة بتطوير وتأسيس مدينة وعد الشمال الصناعية من خلال ربط المدينة بشبكة خطوط حديدية بقطار الشمال، وتخصيص خط يبلغ طوله 1550 كيلو متراً، الأطول في الشرق الأوسط .. بمقطورات مخصصة لنقل المعادن، لتصبح الشريان الاستراتيجي لنقل وصناعة التعدين بالمملكة".

وأشار إلى أن ""شركة "سار" ستستمر بتقديم خدماتها بتوفير عدة مرافق في مدينة وعد الشمال الصناعية عبر خط حديدي يتصل بالشبكة الحديدية لقطار الشمال، إضافة إلى العمل على تنفيذ وصلة لربط معامل الكبريت المصهور التابعة لشركة "أرامكو السعودية" في "منطقة واسط وبري"، وإلى مدينة رأس الخير على الساحل الشرقي".

وأوضح د. العامودي أن "قطارات "سار" للمعادن تسهم كرافد اقتصادي من خلال الاستخدام الأمثل لشبكة الخطوط الحديدية في النقل بين مناطق المملكة، ومنها على سبيل المثال "ترشيد كفاءة الطاقة وحماية البيئة، وتوفير ما نسبته 70% من وقود الديزل الذي تحتاجه الشاحنات لنقل الكميات نفسها من مدينة وعد الشمال واليها، بالإضافة إلى تخفيف العبء عن الطرق العامة والمحافظة على بنيتها التحتية مدة أطول، والحد من حوادث الطرق حيث يزيح قطار التعدين أكثر من 70 ألف شاحنة شهرياً عن الطرق، لافتًا إلى أنه منذ بدء تدشين نقل المعادن بالقطارات في عام 2011م وحتى اليوم، تمكنت قطارات "سار" من نقل أكثر من 37 مليون طن من "الفوسفات، والبوكسايت، والكبريت المصهور، وحمض الفوسفوريك"، ووصل عدد الشحنات التي تخص مدينة وعد الشمال إلى ما يقارب 2 مليون طن".

بعد ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين ووضع حجر الأساس لمنظومة مشاريع وعد الشمال. ثم تسلم هدية تذكارية تشرف بتقديمها وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح نيابة عن شركاء الإنجاز في مشروعات وعد الشمال، وقلد خادم الحرمين الشريفين المستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وشاح الملك عبدالعزيز نظير إسهاماته وجهوده المميزة التي بذلها ليضع هذا الحلم - مشروعات وعد الشمال - على طريق الإنجاز، فضلاً عن إنجازاته المتعددة والمتميزة بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.

و"وعد الشمال" هي مدينة لصناعات التعدين، وقد خصص مجلس الوزراء السعودي مساحة 290 كلم مربعاً للمدينة، بالإضافة إلى 150 كلم مربعاً لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى، وبذلك يكون إجمالي المساحات المخصصة للمدينة 440 كلم مربعاً.

وتقدر السلطات السعودية حجم ما تحويه المنطقة بنحو 500 مليون طن من الفوسفات الخام، أي نحو 7% من الاحتياطيات العالمية المثبتة، وخاصة في منطقتي الجلاميد وأم وعال بين عرعر وطريف.

وقد أعدت المملكة للمستثمرين بيئة استثمارية متكاملة في مدينة "وعد الشمال" التي انطلقت مسيرتها قبل نحو 6 سنوات بقرار ملكي، واستثمارات تجاوزت 85 مليار ريال. فهذه المدينة ذات المستوى العالمي، تستهدف زيادة رفاهية المواطنين وتنمية منطقة الحدود الشمالية اقتصادياً واجتماعياً، عبر استثمار الاحتياطي الهائل للفوسفات المقدر بنحو 2.7 مليار طن، ويمثل حوالي 7% من المخزون العالمي.

وقد سعت المملكة إلى جعل "وعد الشمال" مدينة صناعية نموذجية متكاملة، توفر للمستثمرين كل ما يحتاجون إليه، بدءاً من عمليات استخراج المعادن من الأرض حتى عملية التصدير والبيع في الأسواق العالمية.

وتعد "وعد الشمال" نموذجاً عالمياً متكاملاً يحتذى به على مستوى الصناعات كافة، فهي تعاون بين كل من وزارات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والنقل، والبيئة والمياه والزراعة، و"صندوق الاستثمارات العامة"، و"شركة التعدين العربية السعودية"، "معادن"، و"الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية"، "مدن"، و"الهيئة العامة للموانئ"، و"المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني"، و"الشركة السعودية للخطوط الحديدية"، "سار"، و"شركة المياه الوطنية"، و"الشركة السعودية للكهرباء"، وشركة "أرامكو السعودية"، و"هيئة المساحة الجيولوجية السعودية".

وسبقت "وعد الشمال"، تجربة صناعية سعودية كبرى تمثلت في بناء مدن رأس الخير والجبيل وينبع الصناعية، وها هي اليوم تكتمل المسيرة بـ "وعد الشمال" التي تحقق التوازن التنموي في مناطق المملكة كافة، بما يعود بالخير والمنفعة على أهل المنطقة، والمملكة، والمستثمرين.

وتعد مشاركة "صندوق الاستثمارات العامة" في "وعد الشمال"، عنصر أمان إضافي للمستثمرين، إذ يعرف بأنه "الذراع الاستثمارية الرئيسة" للمملكة، ويمتلك نحو 50% من شركة "معادن"، و70% من "الشركة السعودية للصناعات الأساسية"، "سابك"، واللتين تملكان معاً 75% من شركة "معادن وعد الشمال للفوسفات". كما يمتلك الصندوق "سار" التي ربطت "وعد الشمال" بالسكك الحديدية التي تربط منطقة الحدود الشمالية بوسط المملكة وشرقها.

وتتجه أعين المستثمرين من القطاع الخاص في المملكة والخارج نحو تلك المدينة الحديثة، التي تمتلك كل المرافق ومقومات البنية التحتية والخدمات المساندة، بما في ذلك مدينة سكنية مجاورة للشركات والمصانع، فضلاً عن الأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة، فيما تعد "وعد الشمال" بالمزيد خلال المراحل المقبلة من البناء، والتي سيبدأ العمل بها قريباً.

ومن أجل استثمار هذه الثروات المعدنية، تضم مدينة "وعد الشمال الصناعية" منظومة نموذجية متكاملة من المصانع والمنشآت، إذ توجد فيها "شركة معادن وعد الشمال للفوسفات" التي أسست باستثمار بلغ 30 مليار ريال، بملكية تصل لنحو 60% لشركة التعدين العربية السعودية "معادن"، و15% للشركة السعودية للصناعات الأساسية، "سابك"، و25% لشركة "موزاييك" الأمريكية التي تعد أكبر منتج لأسمدة الفوسفات في العالم.

وستضع "وعد الشمال" المملكة على سلم القوى المنتجة للفوسفات في العالم، إذ ينتج المصنع بقدرته التشغيلية، 3 ملايين طن من الأسمدة على شكل منتجات جاهزة وهي: سماد فوسفات الأمونيوم، الأسمدة الفوسفاتية المركبة، و440 ألف طن على شكل منتجات تحويلية تشمل: حمض الفسفوريك النقي المستخدم في الصناعات الغذائية، وثلاثي بولي فوسفات الصوديوم المستخدم في تصنيع المنظفات، وفوسفات أحادي الكالسيوم المستخدم في تصنيع أعلاف الحيوانات، وكذلك فوسفات ثنائي الكالسيوم المستخدم في تصنيع أغذية الحيوانات، فيما تنتج شقيقتها مدينة رأس الخير ثلاثة ملايين طن أخرى من الأسمدة.