من المقرر أن تصبح الإمارات العربية المتحدة خامس قوة فضائية تصل إلى المريخ، وأول مهمة تقودها دولة عربية أو إسلامية، بعد مهمات ناجحة سابقة، نفذتها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والهند.

وانطلقت مبادرة "مسبار الأمل" التابعة لبعثة الإمارات لاستكشاف المريخ من تانيغاشيما باليابان في 20 يوليو 2020، وتقترب المهمة الآن من مدارها المخطط له حول المريخ، ومن المقرر أن تدخل جاذبية الكوكب، الثلاثاء المقبل.

مدير مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، عمران شرف، قال لموقع "أميركان ميلتيري نيوز" إن العملية التي استمرت 6 سنوات بدءاً من تأسيس وكالة الفضاء الإماراتية، وصولاً إلى إطلاق صاروخ متجه إلى المريخ "معقدة تقنياً".



مهمة "مسبار الأمل"

وقال شرف إن مهمة الإمارات تتمثل في "وضع قمر اصطناعي في مدار كوكب المريخ، وبعد إدخاله، سيستخدم المسبار مجموعة من الكاميرات وأجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية لبناء نموذج لمناخ المريخ وفصوله، وسيدرس المسبار أيضاً التغيرات في الغلاف الجوي للمريخ، بما في ذلك هروب غازي الهيدروجين والأوكسجين من الكوكب إلى الفضاء".

وكشف أن "الإدخال الفعلي للقمر الاصطناعي في جاذبية المريخ سيبدأ في 9 فبراير، وسيستغرق الأمر 27 دقيقة للوصول إلى جاذبية الكوكب"، مشيراً إلى أنه "فور نجاح المهمة، سيتم إرسال بيانات الطقس والغلاف الجوي إلى الأرض في سبتمبر المقبل".

"لحظة فخر"

وقال شرف إنها "لحظة فخر بالنسبة لدولة الإمارات، لكنها أيضاً لحظات مرهقة للغاية، خاصة أن نصف رحلات المريخ فشلت جزئياً أو كلياً"، مضيفاً أن "الإدراج المداري يُقدم أصعب جزء من المهمة، إذ سيُطلق محركات الدفع دلتا وعددها 6 للمسبار خلال فترة إدخال مدتها 27 دقيقة".

وسيعمل الإدراج المداري أيضاً على "إبطاء المسبار من سرعته التي تبلغ 75 ألف ميل في الساعة إلى 11 ألف و184 ميل في الساعة".

وإضافة إلى المخاطر، ستكون فترة إدخال المريخ أول اختبار حقيقي لقدرات المسبار، ولفت شرف إلى أن "الاختبارات أُجريت على المعدات في منشآت في جامعة كولورادو بولدر، وفي الإمارات، لكن لا توجد طريقة حقيقية لمحاكاة الظروف التي سيواجهها المسبار بالفعل خلال المهمة".

آمال إماراتية

وقال شرف إن البعثة تحمل اسم "الأمل"، لأنها تشمل الكثير من آمال أبناء الإمارات في النهوض بالقطاع العلمي للدولة، مشيراً إلى أن "الذهاب إلى كوكب المريخ يهدف إلى أن يكون مهمة محفزة لتنمية قطاعات العلوم والتكنولوجيا في البلاد ولمواجهة المشاكل في الشرق الأوسط، بما في ذلك مغادرة نسبة كبيرة من الشباب العربي المنطقة".

وأضاف أن أحد الأهداف الرئيسة لبعثة الإمارات لاستكشاف المريخ كان "الوصول إلى الكوكب الأحمر بحلول الذكرى الـ 50 لتأسيس دولة الإمارات"، لافتاً في هذا الصدد إلى أن "الإمارات تريد إرسال رسالة إلى شباب البلاد مفادها أنها قادرة على الوصول إلى المريخ في أقل من 50 عاماً".

وكشف أن إطلاق مهمة المريخ في غضون 6 سنوات يرجع إلى "التعاون مع الشركاء العالميين والاستفادة من المعرفة المكتسبة من بعثات الفضاء الناجحة السابقة، إضافة إلى استخدام منشأة الإطلاق اليابانية".

وقال شرف إن أحد أهداف المهمة هو "تعزيز سمعة الإمارات كدولة منفتحة على التعاون العلمي".

وعملت الإمارات مع مختبر CU Boulder لفيزياء الفضاء الجوي، وجامعتي أريزونا وكاليفورنيا في بيركلي، كما استفادت البعثة من شراكات مع المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وهولندا، لإعداد معدات البحث والفضاء والملاحة للمشروع.

وتم تنسيق الإطلاق من خلال "مركز محمد بن راشد للفضاء"في الإمارات، لكنه يعتمد أيضاً على أنظمة اتصالات "شبكة الفضاء العميق"، التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا".