برز اسم المهندسة سارة صبري بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بعدما جرى الاحتفاء بها كـ"أول رائدة فضاء مصرية".

جاء ما سبق، بعدما أعلنت شركة "Blue Origin" الخاصة بالصناعات الفضائية، عن طاقمها الذي سيسافر لأداء مهمتها "NS-22"، ووقع الاختيار على الشابة المصرية لتكون من بين هذا الفريق.

الإعلان سالف الذكر، استقبله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحفاوة واسعة، كما سلطت الضوء عليه بعض الصفحات التي تحظى بمتابعة كثيرين، بجانب اهتمام وسائل إعلام محلية به بشكل ملحوظ.



إشادة من وكالة الفضاء المصرية

الإشادة بـ"سارة" لم تتوقف عند حد مواقع التواصل ووسائل الإعلام، بل امتدت إلى وكالة الفضاء المصرية، التي بدورها قدمت تهنئة للشابة عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك".

وقالت الوكالة خلال منشور: "نبارك بكل فخر أول رائدة فضاء مصرية.. أعلنت شركة Blue Origin عن الطاقم الذي سيسافر في مهمتها NS-22 والذي كان من ضمنهم م/سارة صبري، لتكون أول رائدة فضاء مصرية وذلك برعاية مؤسسة Space for Humanity ضمن طاقم الرحلة الـ 22 للشركة إلى الفضاء على متن صاروخهاNew Shepherd ".

ونوهت الوكالة إلى أن "كل رائد فضاء سيحمل بطاقة بريدية إلى الفضاء نيابة عن مؤسسة Blue Origin، نادي المستقبل، الذي يتيح برنامج Postcards to Space للطلاب الوصول إلى الفضاء على صواريخ Blue Origin".

وتابعت: "تتمثل مهمة النادي في إلهام الأجيال القادمة لمتابعة وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لصالح الأرض. ستكون هذه المهمة هي الرحلة البشرية السادسة لبرنامج New Shepard، والثالث هذا العام، والرحلات الثانية والعشرون في تاريخه".

تيار مضاد

وسط هذه الحفاوة، سعى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التشكيك في كون المهندسة سارة صبري رائدة فضاء، وهو ما تضمنته عدد من منشورات "فيسبوك"، ودعمته بعض تقارير وسائل إعلام محلية.

وفي هذا الصدد، دوّن حساب يحمل اسم "محمد رضوان"، منشورًا لاقى تفاعلًا واسعًا، انتقد خلاله الاحتفاء بـ"سارة" على أنها "أول رائدة فضاء مصرية"، فكتب: "هي خريجة هندسة ميكانيكية الجامعة الأمريكية، راحت خدت كورس أسبوعين أونلاين في هندسة الفضاء، من ‏MIT OpenCourseWare، وبعدين دفعت 1750 يورو عشان تحضر تجربة محاكاة فضائية في حاجة مجهولة اسمها ‏Lunares Research Center".

وتابع المستخدم: "عبارة عن إيه بقى المحاكاة؟ عبارة عن إنك تروح تقعد في عزلة لمدة أسبوعين، جوا مخبأ نووي مهجور في بولندا، وتلبس بدلة فضاء وتاخد بادج! وبعدين لما تخلص تاخد لقب رائد فضاء أنالوج (مش ديجيتال خلي بالك) لعبة يعني، بس لعبة بـ٣٥ ألف جنية".

وأردف: "بعد كده سارة أسست مؤسسة وهمية اسمها ‏Deep Space Initiative، حاجة كدة هلامية غير معلومة الهدف ولا الشكل ولا المعنى، مش مفهوم هي إيه ولا بتعمل إيه، وبس بقت بتدي محاضرات عن الفضاء وأهمية الفضاء في حياة الانسان وكده في جامعة اسمها جامعة المريخ".

واستطرد: "أخدت من خلال المنظمة تذكرة على رحلة Blue Origin اللي بتعرض تذاكر سياحية لراغبي زيارة الفضاء، وممكن تشتريها من الموقع بتاعهم، وتختار كرسي جنب الشباك، وبالتذكرة دي هتطلع الفضاء ١١ دقيقة تبص على الأرض من فوق بصة، وترجع".

صور


وفي نفس السياق، عمد تقرير، نشرته وسيلة إعلام محلية، إلى إثبات أن مهمة "NS-22" هي مجرد رحلة ولا علاقة لها برواد الفضاء، وهذا استنادًا إلى مركبة "نيو شيبرد" التي فشلت في أول 4 مهامات لها وفق المذكور.

كما استند التقرير، إلى أن هذه الرحلات لا تعترف بها وكالة ناسا الفضائية، قبل الإشارة إلى أن الطاقم المختار لهذه المهمة لا يمتلك أفراده مخططات بحثية مزمع تنفيذها أثناء الرحلة.

سارة صبري ردت قبل شهرين

الاتهامات التي واجهتها "سارة"، بموجب المنشورات المتداولة والتقارير التي حاولت بدورها إثبات خداعها للرأي العام هناك، يبدو أن الرد عليها كان جاهزًا قبل ما يزيد عن شهرين.

فبالبحث داخل حساب الشابة المصرية عبر موقع "لينكيد إن"، تبين حرصها على نفي الأنباء المتداولة، بشأن أنها رائدة فضاء.

وقالت "سارة" خلال منشور عبر "لينكيد إن": "أشعر بالتواضع الشديد بسبب الدعم الهائل والتمنيات الطيبة التي تلقيتها، إنه لشرف كبير أن أمثل مصر في قطاع الفضاء، وكذلك المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".

وتابعت: "من الضروري توضيح بعض البيانات الواردة، أخشى أن يكون لقب (رائد الفضاء المصري الأول) مضللًا، أنا لست رائد فضاء رسميًا (حتى الآن). أنا رائد فضاء تناظري، مما يعني أنني أقوم بتدريب ومحاكاة بعثات القمر والمريخ هنا على الأرض للتحضير لمهام مستقبلية إلى الفضاء".

وأضافت: "رغم أنني أساعد وكالة الفضاء المصرية في بعض المشاريع، إلا أنني لست مستشارًا رسميًا لها ولا يمكنني التحدث نيابة عنها".

من هي سارة صبري؟

بحسب منظمة Space for Humanity، هي مهندسة ميكانيكية ومؤسسة مبادرة الفضاء العميق (DSI) غير الهادفة للربح، وتم اختيارها في عام 2021 لإكمال مهمة القمر التناظرية لمدة أسبوعين، التي تحاكي الظروف القاسية لتجربة الرواد في الفضاء.

وتسعى صاحبة الـ29 عامًا إلى الحصول على درجة الدكتوراه في علوم الفضاء، وبحسب المذكور، تجيد التحدث باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وتقيم حاليًا في العاصمة الألمانية برلين.