في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد في الجنوب، أعادت روسيا نشر قرابة 20 ألف جندي، على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وفقا لمجلة بوليتيكو الأميركية.

لكن نتيجة الضغط الأوكراني فإن خط انسحاب القوات الروسية باتجاه الشرق نحو شبه جزيرة القرم أصبح أكثر صعوبة، وفقا لصحيقة التايمز البريطانية.

وتنشر كييف قواتها حول خيرسون، امتداداً من جنوب غربي المدينة، إلى نقاط بعيدة، شمال وشرق نوفا كاخوفكا، في سعي لـ«تطويق الروس».



قطع الإمدادات

وتسبب الهجوم الأوكراني المتواصل في «قطع خطوط الإمداد للقوات الروسية في المدينة إلى حد كبير»، وفقاً لـ«وول ستريت جورنال».

وجاء هجوم خيرسون كجزء من إستراتيجية أوكرانيا الهادفة إلى «إجهاد قوة الغزو الروسية بأكملها، بداية من خاركيف في الشمال الشرقي إلى شبه جزيرة القرم على البحر الأسود».

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إن بلاده تتوقع تلقي خمسة مليارات يورو (4.98 مليارات دولار) من المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي، هذا الأسبوع، مبيناً: «سيساعد هذا في ضمان استقرار اقتصادنا ودعم الجيش.. وفي موسم الشتاء».

والتقى شميهال المستشار الألماني للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتس ومسؤولين آخرين، وبحث معهم تزويد ألمانيا كييف بأنظمة دفاع جوي متطورة في الخريف المقبل.

تداعيات اقتصادية

ومع استمرار القتال، تزداد التداعيات اقتصادياً، حيث تصاعدت حرب الطاقة بين روسيا والغرب، مع إعلان شركة غاز بروم الروسية توقف عمل خط أنابيب «نورد ستريم1» الذي يوصل الغاز الروسي إلى ألمانيا، «بالكامل»، بسبب الصيانة، ما أثار مخاوف من نقص الوقود في أوروبا في فصل الشتاء، وسلط الضوء على الاختلافات بين غازبروم الروسية، وسيمنز إنرجي الألمانية بشأن أعمال الإصلاح في خط الأنابيب.

وجاءت الخطوة الروسية مع إعلان مجموعة الدول السبع رسمياً فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي بهدف تقليص العائدات لحرب موسكو، مع الحفاظ على تدفق النفط إلى الأسواق العالمية.

وأفاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأنه لا يستبعد استمرار ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق الخارجية، مردفاً: «لا يمكن التنبؤ بأي شيء».

وتابع: «مسؤولية توقف عمل خط نورد ستريم 1 تقع على الساسة الأوروبيين، على شركة سيمنز تنفيذ شروط العقد وصيانة التوربين حتى يعود خط نورد ستريم 1 للعمل».

بدوره، حمّل شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية الوضع الصعب الذي تمر به ألمانيا حالياً على خلفية الحرب في أوكرانيا، نتيجة أزمة الغاز، قائلاً: «بلدنا يواجه وقتاً صعباً»، مردفاً أن الحرب أسفرت عن عواقب تتمثل في الاختناقات في إمدادات الطاقة. وأكمل: «روسيا تحت قيادة بوتين صارت مخلة بعقودها.. روسيا لم تعد مورد طاقة موثوقاً فيه.. لكن سنتجاوز هذا الشتاء».

ورد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف بالقول: «ألمانيا شنت حرباً هجينة ضد روسيا»، مردفاً أن شولتس مع كل ذلك «يعبر عن دهشته لأن الألمان يواجهون قضايا صغيرة في مجال الغاز»