رويترز


أعدت إيران خطة مكتوبة قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر، بهدف منع لاعبي المنتخب من إبداء أي دعم للاحتجاجات المستمرة في البلاد، بجانب ضمان السيطرة على جماهير المنتخب في الدوحة، بحسب مضمون وثائق نشرتها شبكة "إيران إنترناشيونال".

وقالت الشبكة المتخصصة في تغطية الشأن الإيراني إنها تلقت وثائق من مجموعة "بلاك ريوارد" للقرصنة الإلكترونية تم تسريبها من وكالة أنباء "فارس"، تحت عنوان "خطة عملية لكأس العالم" مدون عليها تاريخ نوفمبر 2022.

وتضمنت الوثائق "خطة" أعدتها مجموعة "رؤساء تحرير إعلام الجبهة الثورية" بجانب مركز يسمى "شمس"، تنص على التلويح بتهديدات للاعبين من جانب، مع وعود بتقديم "رشوة" تحت مسمى "مكافآت" لحثهم على تحقيق الفوز من جانب آخر.


واندلعت احتجاجات في إيران منذ أكثر من شهرين، بعد مصرع الشابة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، بعد اعتقالها لاتهامها بارتداء ملابس "غير لائقة".

تهديد بالإبعاد

وأوصت المجموعة بتهديد اللاعبين بالإبعاد عن الفريق "إذا لم يرددوا النشيد الوطني، أو إذا ارتدوا الأساور السوداء (...) أو إبداء دعم للمتظاهرين"، فضلاً عن ضرورة "مراقبة" تحركاتهم خارج وداخل الملعب، على ألا يتم إعلان أي عقوبات حال مخالفة اللاعبين التوجيهات وتنفيذها سراً.

ولم يردد لاعبو منتخب إيران النشيد الوطني، في مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم ضد إنجلترا، الأسبوع الماضي، لكنهم رددوه قبل مباراتهم الثانية أمام منتخب ويلز.

واستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في 14 نوفمبر الجاري، لاعبي المنتخب، قبل سفرهم إلى قطر.

وبشكل عام، خسرت تشكيلة المنتخب تعاطف كثيرين من الإيرانيين في الداخل، قبل انطلاق المونديال، إذ اتهموها بالتحيّز إلى حملة "القمع" التي يشنّها النظام ضد المتظاهرين، بحسب "رويترز".

وعشية المباراة ضد إنجلترا، كان كابتن المنتخب إحسان حاج صفي أول لاعب من الفريق يتحدث عن المحتجين، قائلاً: "نحن معهم وندعمهم ونتضامن معهم".

وأشارت الوثائق التي نشرت "إيران إنترناشيونال"، مضمونها، إلى ضرورة "إعلان منع المقابلات مع وسائل الإعلام الفارسية بالخارج"، باعتبارها "من المحرمات"، والتخويف من الحركات الانفصالية، والتنسيق مع قطر لتفادي أي عمل ضد النظام في هذه المسابقات.

السيطرة على المشجعين

واقترحت الخطط المسربة إنشاء "جيش إعلامي لإنتاج المحتوى"، واستغلال المشجعين الذين سيتم إرسالهم من إيران للتأثير على الأجواء.

ونقلت "إيران إنترناشيونال" عن الوثائق أنه "طُلب من وزارة الرياضة والشباب اتخاذ قرارات محسوبة بشأن المشجعين الذين سيتم إرسالهم، بحيث يكون لهم تأثير كبير وقدرة على التغلب على الأجواء السلبية".

ولفتت التوصيات إلى أن كيروش "لديه القدرة على ضبط وتنظيم الفريق"، مطالبة بـ"استغلال طاقته على أكمل وجه في هذا الصدد".

ونقلت الشبكة أن "مركز شمس" قدّم توصيات بعنوان "خطة عمليات كأس العالم لكرة القدم"، من بينها ضرورة تواصل وزارة الخارجية الإيرانية مع قطر "لتقليل الأضرار قدر الإمكان".

ابنة شقيقة خامنئي تندد بالقمع

في سياق متصل، دعت فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي، الحكومات الأجنبية لقطع علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات.

وحظي بيان في مقطع فيديو لفريدة، وهي مهندسة كان والدها شخصية بارزة في المعارضة وتزوج شقيقة خامنئي، بانتشار واسع على الإنترنت، وذلك بعد إعلان وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) اعتقالها في 23 نوفمبر الجاري.

ونشر محمود مرادخاني المقيم في فرنسا، الفيديو على يوتيوب، الجمعة، وأعاد نشره نشطاء إيرانيون بارزون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وذكر محمود، الأربعاء، أن شقيقته اعتقلت لدى امتثالها لأمر قضائي بالمثول أمام مكتب الادعاء في طهران. وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد اعتقلتها هذا العام ثم أفرجت عنها بكفالة فيما بعد.

وقالت مرادخاني، في الفيديو: "أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم بأن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال (...) هذا النظام ليس وفياً لأي من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة".

وتابعت: "حان الوقت الآن لكل الدول الحرة والديمقراطية أن تستدعي ممثليها من إيران كبادرة رمزية وأن تطرد ممثلي هذا النظام الوحشي من أراضيها".

وأيد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، بهامش مريح فتح تحقيق مستقل في قمع إيران الشرس للاحتجاجات.

وتوجيه انتقادات للجمهورية الإسلامية من أقارب مسؤولين كبار ليس بالأمر الجديد. ففي 2012، صدرت عقوبة بالسجن ضد فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس السابق الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، لإدانتها بتهمة "الدعاية المناهضة للدولة".