لا شك أن الحرب في غزة قلبت حياة سكانها رأساً على عقب، فيما يبقى الأطفال الحلقة الأضعف.

ومع دخول الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية شهرها الثالث دون أفق للحل، تتوالى المآسي في القطاع.

فخلال الساعات الماضية تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يكسر القلب، لطفل نازح إلى مدينة رفح، حيث كل ما تمناه هو نهاية القتال ليعود إلى منزله.



وروى قائلاً: "أنا طفل اسمي جهاد. بالشتاء كنا نولع أنا وأمي وأبويا نار. لكن الآن بالحرب كل يوم بنولع نار".

ثم أضاف: "أنا طفل بتمنى الحرب تخلص لأرجع لبيتي".

ينامون في العراء

يشار إلى أن الأمم المتحدة قالت الأربعاء إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر هرباً من القصف الإسرائيلي على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا في مأمن هناك أيضاً، وفق رويترز.

كما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.

أوامر إخلاء

ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

فيما يقول الجيش الإسرائيلي، الذي يريد القضاء على حركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر، إنه يطلب من المدنيين مسبقاً إخلاء المناطق التي يعتزم تنفيذ عمليات فيها، وذلك باستخدام الرسائل الهاتفية والبيانات والمنشورات على الإنترنت.

نحو 80%

وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد فروا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب في الصراع الدائر منذ 7 أكتوبر الفائت. وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم أثناء الحرب، وكثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.

يذكر أن مدينة رفح تقع على بعد نحو 13 كيلومتراً من خان يونس التي تتعرض لهجوم عنيف. وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة.

وأفاد تقرير الأمم المتحدة الصادر الأربعاء بأنه على الرغم من دخول بعض المساعدات إلى غزة من مصر مروراً بالمعبر، تواجه المنظمة الدولية عقبات في توزيعها بسبب نقص الشاحنات وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى معبر رفح نتيجة تصاعد أعمال القتال منذ انتهاء الهدنة الأسبوع الماضي.