يواصل عدد كبير من السعوديين، تدوين عبارات مؤثرة في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، لنعي مواطنهم الشاب عبدالله بن معيوف العنزي، الطبيب الشاب والمعروف، والذي قضى غرقاً لإنقاذ ابنه.

وتوفي الاستشاري والأستاذ المساعد بالعلاج التنفسي في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، قبل ثلاثة أيام، خلال تواجده في رحلة سياحية بسويسرا، حيث قفز في الماء بعد أن شاهد طفله عبدالعزيز يغرق، ليفارق الاثنان الحياة.

وأثار الإعلان عن وفاة العنزي صدمة بين المقربين منه، قبل أن تثير قصة الطبيب مشاعر حزن واسعة، تجاوزت عائلته وزملاءه، وشملت سعوديين كثرا تأثروا بنهاية مواطنهم الذي بدأ حديثاً رحلته المهنية المتميزة.


وكتب أستاذ الأمراض الصدرية في جامعة الملك سعود، الدكتور أحمد بن سالم باهمام، في نعي الراحل العنزي "أعرف د. عبدالله شخصيا، شاب في مقتبل العمر، عاد قريبا نسبيا من البعثة، كله حماس لتطوير البحث العلمي في مجال تخصصه.. شاب لطيف، خلوق، مؤدب، عالم، عليه سمت خاص، من عائلة علم وأدب".

ولم تقتصر عبارات الوداع المؤثرة والحزينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اختار الكاتب في صحيفة "عكاظ" المحلية، إبراهيم حلواني، قصة الطبيب العنزي لتكون موضوع مقالة تحت عنوان "الدرس الأخير".

وقال حلواني في جزء من مقاله "حتى في موتك لم تخلع عنك عباءة التدريس، ولكن هذه المرة، كان مدرج الطلاب أكبر بكثير.. كان مجتمعاً يشبهك وتشبهه، صفحات السوشيال ميديا، مواقع الأخبار، كل من قرأ أو تناهى إلى سمعه ملحمة وفاتك..".

وتركت قصة الطبيب الحزينة، أثراً في منصة "إحسان" الرسمية لجمع التبرعات والأعمال الخيرية، حيث تجاوزت المبالغ المالية التي تم التبرع بها لتكون صدقه جارية عن العنزي في مجال سقيا الماء، ثلاثة أضعاف المبلغ المستهدف.

ورغم صغر سنه وحداثة تخرجه، فقد كان العنزي رئيس قسم الأبحاث بكلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، بجانب كونه باحثاً بسلوك التدخين.