رغم مرارة تقبل الأمر في كثير من الأحيان إلا أنه تظل الحوادث المجهولة مثار تساؤل لا يجد أحد للإجابة عليه سوى بجملة "عديم الضمير" أو "ضمير ميت صاحبه" وصاحبه هنا يعنى بها "الفاعل المجهول" الذي لا يتورع في خدش أو إصابة سيارتك ويلوذ بالفرار دون أي مراعاة لما سببه لك من معاناة نفسية كانت أو مادية ليس لك فيها أي ذنب.

تجربة سارة الطالبة باحدى الجامعات تشرح مزيد من التفاصيل التي بدأت حينما أوقفت سيارتها بأحد الباركات بالجامعة، ولفت نظرها لون السيارة الغريب المجاورة لها بالبارك، وحينما انتهت من يومها الدراسي عادت لسيارتها ولاحظت خدشاً بنفس لون السيارة التي كانت متوقفة إلى جوارها صباح اليوم لكنها لم تجد السيارة التي لاذ صاحبها بالفرار، وحينما قصت التفاصيل على صديقاتها اكتشفت أنها ليست الوحيدة التي تعرضت لهذا النوع من الحوادث المجهولة الفاعل.

الموقف نفسه
تكرر مع زينب حسين بنفس الجامعة، وتقول عند انتهائي من الدوام ذهبت لسيارتي وإذا بي أتفاجأ بوجود صدمة في نهاية سيارتي الجديدة وغضبت جداً لوجود ضمائر ميتة، وصورت الحادث لأريه زوجي وصديقاتي ، وبعدها ذهب زوجي للتأمين لتعويض الضرر في السيارة .



في حين تقول نورة محمد "عندما خرجت من المنزل رأيت صدمة كبيرة في نهاية سيارتي وبعض الخدوش على جانبي السيارة لا أعلم متى حدث كل هذا ، موضحة أنها في نفس اليوم ذهبت للكثير من الأماكن فلا تعرف أين ومن عمل الحادث ، ولم تره إلا اليوم التالي ، وأبدت انزعاجها من هذا الموضوع ، واستنكرت هذا الفعل السيء من بعض الأشخاص عديمي الضمير.

في أحد الأيام ذهبت لولوة المحميد لأحدى المجمعات، وتقول : عند خروجي منه رأيت خدش بالسيارة وصدمة ، ولم يترك المسؤول عن الحادث أي ورقة بها معلومات تدلني عليه ، وبعدها أخذ أبي السيارة وذهب بها للتصليح .

ويقول أحمد خالد "أوقفت سيارتي في موقف الجامعة وكانت بجانبي سيارة قديمة وذهبت لمحاضرتي وعندما رجعت رأيت السيارة بها خدوش كبيرة والسيارة التي كانت تقف بجانبي غير موجودة فأدركت بأنه المتسبب، فاتفقت مع آخر لينتقم لي من المتسبب في الضرر بخدش سيارته في اليوم التالي فتفاجأنا بأن السيارة أصبحت نظيفة وملمعة والخدش موجود في سيارته هو أيضاً، ولكن في النهاية فكرت بأن المشكلة ستتحول ضدي إذا فعلت هذا الشيء وتركته لأن المكان لا يوجد به كاميرات ومن الممكن أن ينكر الفعل .

وتسرد مروة علي موقفها مع الحوادث المجهولة، قائلة "عند انتهاء الدوام في السابعة مساء ذهبت إلى سيارتي مدعومة بشكل كبير وانصدمت من المنظر الذي حل بسيارتي ورأيت ورقة على باب السيارة بها كلمة "آسفة" وانتظرت لعلي أرى أحداً يأتي لأنني لم أجد رقم أو اسم الشخص وذهبت بعد ذلك إلى أمن الجامعة دون أن يفعل لي شيء بسبب عدم وجود كاميرات المراقبة بالباركات .

من جانبه، أوضح رئيس جمعية التأمين البحرينية يحيى نور الدين أن المتضرر قد يكون طرف ثالث، و تكون سيارته غير مؤمنة وبالتالي لا يتم تعويضه، أو تكون مؤمنة ضد حوادث الغير ويكون غير المجهول فلا يتم تأمينها، وقد يكون مؤمناً شاملاً وهنا يدفع 50 ديناراً والباقي يتم تسديده عن طريق التأمين ، أما السيارات مرتفعة القيمة (أكثر من 10000 دينار ) يتم دفع 100 دينار من قبل المؤمن والباقي يسدده التأمين ، وبالنسبة لسيارات أكثر قيمة مثل البورش يصل الدفع إلى 200 دينار والباقي على التأمين ، ونوه نور الدين بأن المشكلة لا تعد ظاهرة في البحرين .