هو أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي. هو ثالث أئمة المذاهب الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وعمل قاضيا فعرف بالعدل والذكاء.

عاش الشافعي عيشة اليتامى الفقراء، وحفظ القرآن الكريم في السابعة من عمره وبدا ذكاؤه الشديد في سرعة حفظه له، ثم اتجه بعد حفظه القرآن الكريم إلى حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كلفاً بها، حريصاً على جمعها، ويستمع إلى المحدثين فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أحيانا، وعلى الجلود أخرى، وكان يذهب إلى الديوان يستوعب الظهور ليكتب عليها.

والشافعي، هو الإمام الملهم الذي كان له السبق في التوفيق لأول مرة بين مدرسة أهل الحديث والأثر التي مثلها أستاذه الإمام مالك بن أنس الأصبحي ومدرسة أهل الرأي والقياس التي قادها أبو حنيفة رحمه الله، فجاء مذهب الشافعي وسطياً يجمع بين تقديس الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والاحتفاء بها والوقوف عند منطوقها وبين إعمال العقل واحترام الرأي.



وما لا يعرفه البعض أن الإمام الشافعي أحب مصر حباً صادقاً حقيقياً حتى إنه قال فيها شعراً وهو الذي ترك لنا في الشعر ديواناً ممتعاً رقيقاً يمتاز بالحكمة على صغره، وذلك أن الشافعي لم يسهب عامداً في قول الشعر لأنه يزري بالعلماء على حد وصفه.