تسبّبت لعبة جديدة من ألعاب "تحدي الانتحار"، بصدور عدة تحذيرات إلى الأسر، بعد ارتباطها بوفاة طفلة في الثانية عشرة من العمر في أميركا الجنوبية.

وتستهدف اللعبة المسمّاة Momo مستخدمي WhatsApp من الأطفال بتحديات مع مستخدمين مجهولين.



وتُعتبر Momo أحدث ألعاب الموت في سلسلة من "تحديات الانتحار" التي انتشرت في الآونة الأخيرة عبر الإنترنت، وترمي إلى وضع الأطفال والمراهقين في تحديات أمام مستخدمين مجهولي الهوية، قد يشجعونهم على ارتكاب أفعال عنيفة أو حتى الإقدام على الانتحار.

ويقوم مبدأ اللعبة على تحدي المستخدمين للتواصل مع مستخدم مجهول يرسل لهم صوراً عنيفةً ومزعجة، مع تهديدات مستمرة إن لم يلتزموا بتنفيذ الأوامر التي يُفترض إتمامها في خلال فترة محددة.

وانتشرت هذه اللعبة انتشار النار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إنستغرام"، فيما شهدت انتشاراً ملحوظاً عبر تطبيق التراسل الفوري "واتس أب".

وتذكّر هذه اللعبة بلعبة "الحوت الأزرق" التي انتشرت بسرعة في وقت سابق من هذا العام، وسلبت حياة عدد من الأطفال في المنطقة.

وحذر الباحث الأمني الأول لدى شركة كاسبرسكي لاب، محمد أمين حاسبيني، من إهمال أولياء الأمور مسألة الإشراف على أبنائهم، داعياً إلى "اليقظة في مراقبة تصرفات الأطفال ونشاطاتهم على الإنترنت ومعرفة الأشخاص الذين يتواصلون معهم"، وقال: "تزداد أهمية الإشراف على نشاطات الأطفال والمراهقين على الإنترنت خصوصاً خلال فترة الصيف، نظراً لزيادة معدلات نشاطهم الإلكتروني أثناء العطلة الصيفية، وقلة النشاطات الخارجية بسبب قسوة الظروف الجوية".

وثمّة حلول أمنية قوية وبرامج فعالة للرقابة الأبوية يمكن اللجوء إليها لمراقبة نشاطات الأطفال على الإنترنت، وتحديد الوقت الذي يقضونه عليها، وفقاً لما أوضح حسبيني، الذي دعا أولياء الأمور كذلك إلى "الانتباه بدقة إلى أية إشارات غير معتادة قد تظهر على أطفالهم".

وأضاف: "يُعد الضعف المفاجئ في تركيز الأطفال أو تحصيلهم العلمي، والتغيرات المفاجئة في المزاج، وازدياد استخدام الأجهزة أثناء الليل، والازدياد أو النقص الحاد في عدد "الأصدقاء" على وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب ظهور "أصدقاء" بفارق سِني ملحوظ، أو حتى الاختفاء المفاجئ عن شبكات التواصل، إشارات تحذيرية بوجود خطب ما لدى الأطفال.

وعلاوة على ذلك، من الممكن أن تكون العدوانية الزائدة والاكتئاب لديهم ورغبتهم في تعريض أنفسهم للأذى، وفقدانهم الحماس تجاه أشياء أو نشاطات يحبونها، والاكتفاء بإجابات قصيرة غير شافية وإنهاء الحوار بسرعة، مع ظهور فروقات ملحوظة في طريقة التعامل وفي السمات الشخصية، دلائل باعثة على القلق، ينبغي على أولياء الأمور أخذها بجدية وعدم تجاهلها".

وبالرغم من أن السلطات المعنية تبذل جهوداً ملحوظة لحظر الألعاب المضرة والمحتوى الخبيث على الإنترنت، تظهر بالسرعة نفسها مصادر جديدة، لذا فإنه من المستحيل منع جميع مصادر الخطر، لكن هناك خطوات بإمكان الأسر اتخاذها لتقليل الخطر الذي قد يواجه أطفالهم على الإنترنت، وتشمل: "التحدث مع الأطفال عن الأخطار التي قد تكون كامنة في أنشطتهم على الإنترنت.

ومشاركة الأطفال حياتهم الرقمية منذ نعومة أظفارهم، حتى يعتادوا تقبل الوالدين وحضورهما وتفاعلهما معهم، بجانب تجاذب أطراف الحديث مع الأطفال عن حياتهم على الإنترنت، حتى يشعروا بالراحة بالإبلاغ عن أية صعوبات أو مخاطر قد يواجهونها، والتوضيح للأطفال بأهمية عدم مشاركة الآخرين على الإنترنت كل ما يعرفونه، لا سيما وأن ظاهرة "المشاركة الزائدة" منتشرة اليوم، وقد لا يستوعب الأطفال الخطر الكامن فيها، لذا من الضروري التحدث معهم عن ذلك بطريقة ودية وسهلة للفهم.

وأيضاً تأسيس قواعد سلوكية بسيطة لممارسة الأنشطة على الإنترنت، مع تبيان أهمية ذلك بصراحة، ومن الواجب مراجعة هذه القواعد وتعديلها باستمرار مع نمو الأطفال وحسب الحاجة.

ودعوة الأطفال إلى توخي الحذر بخصوص حياتهم الشخصية، ومشاركتها على شبكات التواصل، مع تطبيق إعدادات الخصوصية إن تطلب الأمر، للإبقاء على معلوماتهم الخاصة مرئية فقط للأهل والأصدقاء المقربين.

وكذلك الدعوة إلى تبادل التجارب والمعرفة، فقد يكون أولياء الأمور أكثر وعياً بالأخطار الرقمية، ولكن أطفالهم قد يكونون أكثر دراية بالتقنية.