أظهر بحث جديد أن الارتفاع الدائم للأكسجين في الغلاف الجوي للأرض، والذي جعل الأرض صالحة للسكن، حدث متأخرا كثيرًا عما كان يُعتقد.

وقدمت أيضا الدراسة، شرحًا لبعض أكثر الأمور تطرفًا، وهو تأثير الحلقات المناخية على الأرض، عندما كان الكوكب مغطى بالجليد بشكل متكرر.

ونشرت الدراسة، الإثنين، في دورية "نيتشر"، وأجراها فريق دولي بقيادة جامعة ليدز البريطانية، وتضم باحثين من جامعة كاليفورنيا وريفرسايد، وهارفارد بأمريكا، وجامعة جنوب الدنمارك،



وكانت المرة الأولى التي كان فيها الأكسجين موجودًا بشكل كبير في الغلاف الجوي منذ حوالي 2.43 مليار سنة، وهذا يمثل بداية حدث الأكسدة العظيم، وهي فترة محورية في تاريخ الأرض.

ورغم أن حدث الأكسدة العظيم أدى إلى مستويات أكسجين لا تزال أقل بكثير مما هي عليه اليوم، إلا أنه غيّر بشكل كبير التركيب الكيميائي لسطح الكوكب ومهد الطريق للمسار اللاحق للتطور البيولوجي على الأرض.

من خلال تحليل الصخور من جنوب إفريقيا، والتي ترسبت في المحيط في وقت حدث الأكسدة العظيم، اكتشف الباحثون أن أكسجة الغلاف الجوي المبكرة كانت قصيرة العمر، ولم يصبح الأكسجين سمة دائمة للغلاف الجوي إلا بعد ذلك بكثير.

ويقول سيمون بولتون الباحث الرئيسي بالدراسة من جامعة ليدز، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "حدث الأكسدة العظيم غيّر بشكل أساسي بيئة الأرض وصلاحيتها للسكن، وكان يُعتقد أن هذه الفترة المبكرة من الأكسدة حدثت منذ حوالي 2.43 إلى 2.32 مليار سنة".

ومع ذلك، يظهر بحثنا أن أكسجة الغلاف الجوي كانت غير مستقرة على مدى فترة حوالي 200 مليون سنة، أي حدوث أكسجة دائمة في الغلاف الجوي كان بعد حوالي 100 مليون سنة، عما كان يعتقد سابقًا".

ويقول أندري بيكر من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد ، الذي شارك في تأليف الدراسة: "تساعد هذه النتائج في تفسير أربعة تجمعات جليدية واسعة النطاق حدثت بالتزامن مع حدث الأكسدة العظيم، ومن المحتمل أن يكون بعضها قد غطى الأرض بأكملها بالجليد لملايين السنين".

ويضيف في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "تُظهر بياناتنا الجديدة أن الارتفاع الدائم للأكسجين حدث بالفعل بعد التجلد الرئيسي الأخير لهذه الفترة وليس قبله، والذي كان في السابق لغزًا رئيسيًا في فهمنا للروابط بين الأكسجة المبكرة في الغلاف الجوي وعدم الاستقرار المناخي الشديد".