سكاي نيوز عربية


أنهى البطل المصري حاتم قنديل أطول رحلة تجديف داخل نهر النيل في خطوة هي الأولى من نوعها، حيث قطع الرجل الخمسيني المسافة من محافظة أسوان حتى مدينة رأس البر، والتي تُقدر بنحو 1250 كم عبر قارب صغير.

وتلقى قنديل اتصالا هاتفيا من الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، لتهنئته على الإنجاز غير المسبوق، مشيرا إلى حرصه على متابعة الرحلة كونها واحدة من أهم المبادرات الشبابية الرياضية في الفترة الحالية.

وكانت وزارة البيئة المصرية قد أعلنت في وقت سابق توفير الحماية والمرافقة للبطل المصري لتأمينه خلال مشواره لتحطيم رقم قياسي بموسوعة "غينيس" العالمية من خلال التجديف من أسوان إلى دمياط، منوهة في بيان رسمي إلى ترويج الرحلة للمبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" لرفع الوعي البيئي والحفاظ على نهر النيل.


ويتحدث قنديل إلى موقع "سكاي نيوز عربية" عقب الانتهاء من رحلته الفريدة قائلا: "لم يؤمن البعض بقدرتي على اجتياز نهر النيل في هذا العمر لكنني نجحت بنهاية المطاف، أشعر بالسعادة لمنحي طاقة إيجابية للناس وأمل بعدم وجود مستحيل".

ويضيف بطل التجديف: "واجهت خلال رحلتي الطويلة تحديات كثيرة مع عوامل الطبيعة والشعور بالإرهاق وتعرض الفريق المرفق للإعياء لكن ثقتي لم تهتز لحظة، لم أفكر أبدا في التوقف عن التجديف، كانت رغبتي هي الوصول إلى نقطة النهاية مهما كلفني الأمر".

وانطلق قنديل، مطلع الشهر الماضي، في مسيرته بنهر النيل وكان عليه التجديف لمسافة 50 كم يوما لأكثر من شهر وفق خطة محكمة وخط سير مُحدد يبدأ من أقصى جنوب مصر في اتجاه الشمال يرافقه مركب كبير يحمل الفريق المعاون والمواد الغذائية التي يحتاجها وحكم مصري تابع للاتحاد المصري للتجديف.

ويتابع المغامر الخمسيني: "حرصت على تنفيذ جدول الرحلة بانضباط شديد، التجديف في الساعة الرابعة فجرا، والحصول على فترات استراحة على مدار اليوم والتوقف مع غروب الشمس للحصول على كفايتي من النوم لاستكمال العمل في اليوم التالي".

وعن المأكولات والمشروبات التي كانت تمنحه الطاقة اللازمة للاستمرار يقول قنديل لموقع "سكاي نيوز عربية": "قمت باتباع نظام غذائي صارم، لا يمكن تناول سوى الوجبات الصحية فقط، والكثير من الفاكهة مثل الموز بجانب التمور والمكسرات والعصائر الطبيعية والكثير من المياه".

ويذكر قنديل: "مررت بأيام عصيبة خلال الرحلة خاصة مع زيادة درجات الحرارة في بعض المحافظات خاصة الصعيد فضلا عن شدة الرياح أحيانا أو ارتفاع منسوب المياه بمعدل عال، حاولت التعامل بهدوء وحرص مع كافة الصعوبات".

ويردف قنديل: "خضعت أيضا لمتابعة طبية من خلال ساعة يد تعمل على قياس المعدلات الحيوية لجسدي ونبضات القلب أثناء التجديف ثم إرسال النتائج لعدد من المختصين للاطمئنان على حالتي الصحية".

وكشف بطل التجديف المصري أن أفراد الفريق المعاون تعرضوا لإصابات وحالات مرضية، ليشعر حينذاك بالقلق الشديد ويضطر إلى استبدال بعضهم في القاهرة من أجل استكمال رحلته إلى دمياط بمجموعة مكتملة حتى لا يفقد فرصته في تحقيق حلمه.

وخلال مرور قنديل بقاربه الصغير على محافظات مصر المختلفة سعى، كما يُشير لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى الترويج لمنظومة التأمين الصحي الشامل عن طريق وجود 4 عيادات متنقلة مع رحلته بالإضافة إلى التعريف بمبادرة "اتحضر للأخضر" التابعة لوزارة البيئة المصرية وجهود الحفاظ على نهر النيل ونظافته.

ويطمح الرجل الخمسيني إلى تسجيل تجربته في موسوعة غينيس العالمية، إذ تواصل رسميا مع المسؤولين بها لإتمام الخطوة، مشددا على أن رحلة التجديف التي قام بها هي الأطول بالعالم وتعد تجربة غير مسبوقة في مصر.

دخول غينيس

ويؤكد الدكتور عمرو نوري، رئيس الاتحاد المصري للتجديف لموقع "سكاي نيوز عربية" على مساندته لدخول قنديل موسوعة الأرقام القياسية.

ويقول عن ذلك: "سنقف بجواره ونتقدم بكافة الأوراق والمستندات الخاصة بإنجازه الكبير إلى الاتحاد الدولي للتجديف و(غينيس) لأنه يستحق تلك المكانة".

ويسترسل نوري: "رحلة قنديل لم تحدث من قبل، هي خطوة تتسم بالجرأة ونجاحه دليل على امتلاكه للعزيمة والإرادة وقوة التحمل لذلك حرصنا على التواصل معه خطوة بخطوة حتى الوصول إلى دمياط وتقديم الدعم اللازم".

ويضيف رئيس الاتحاد المصري للتجديف: "لا نريد إغفال دور شرطة المسطحات المائية التي عملت على تأمين الرحلة من محافظة إلى أخرى بجانب تدخل وزير الشباب والرياضة في بعض المواقف لتذليل العقبات أمام البطل المصري".

ويختتم نوري حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "اجتياز قنديل لنهر النيل وعبوره على جزء من البحر الأبيض المتوسط في رحلته يُسلط الضوء على أهمية التجديف ويتماشى مع خطتنا الطموحة بشأن تلك الرياضة المهمة".