لاشك أن التجارب البرلمانية التي يُعوّل عليها في إحداث التغيير الإيجابي المنشود لا تتم إلا بدخول أصحاب الكفاءة والخبرة إلى المؤسسة التشريعية، وأن أسباب نجاح الدول التي تقدمت اقتصادياً ونهضت هي وجود أشخاص مؤهلين علمياً وأكاديمياً ومجتمعياً عركتهم الحياة وتعلموا من خبرات الآخرين واستفادوا مما درسوه في الجامعات وفي مؤسسات البحث العلمي والمعرفي، أشخاصٍ صقلتهم التجارب الحياتية فأصبحت لديهم الخبرة والحنكة في إدارة المؤسسات التي يقودونها.

إن المشاركة في العمل التشريعي ليس بالشيء الهيّن، لأنها مسؤولية وطنية تحتاج للمهارات الشخصية في الإقناع، والانسجام مع فُرق العمل، والقدرة على البحث والتقصّي، وعلى وضع الأولويات مما يمكّن الآخرين من الاستفادة مما يحظى به الشخص من كفاءة ومن خبرة، ومن ثم التعاون لإنجاز المهامّ التي تتعلق بمتطلبات المواطنين وبما يُسهم في تطوّر البلاد.

سُقت هذه المقدمة لأتحدث عن أهمية وجود شخصية مثل الأخ العزيز رجل الأعمال الأستاذ أحمد بن سلمان المُسلّم الذي استحق بجدارة المقعد النيابي عن الدائرة الثامنة بمحافظة المحرق «الحد» ممثلاً لأهالي هذه المنطقة العزيزة على قلبي، أعتقد أنه استحقاق صادف أهله لأسباب كثيرة يمكن إجمالها في الآتي:

• يمتاز الرجل بخبرة في الحياة وهي متنوعة المعارف والمجالات التي اكتسب منها خبرات مختلفة بدءاً من القانون ووصولاً لإدارة الأعمال، وهي رحلة تخللتها محطّات تطوعية كثيرة. أحمد المُسلّم حاصل على شهادات في دورات متخصصة في مجال الأمن والاستثمار من لندن - المملكة المتحدة، وشارك في العديد من الدورات في مجال القانون داخل وخارج البحرين. وبالنسبة لمسيرته العملية عمل بإدارة التدريب والعمليات بوزارة الداخلية، ثم الإدارة العامة للمرور، ثم انتقل للعمل في مجال الأعمال الحرة في 2002، وبعد ذلك عمل في المجال الاستثماري والعقاري وإدارة الإعمال، وله عدد من الأعمال استثمارية والعقارية والبيئية. وكما هو معروف للجميع أن العمل بوزارة الداخلية يُكسب المرء خبرةً ومعرفة واسعة من خلال المنظومة الإدارية والتدريب المتواصل واحترام التراتبية في العمل.

• أعتقد أن الخبرة الطويلة التي اكتسبها أحمد المُسلّم في حياته سيسخّرها بالكامل لخدمة المملكة من خلال وجوده في المجلس النيابي مع زملائه النواب، مستفيداً من تجربته في العمل الاستثماري والقانوني على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام من خلال ترؤسه لنادي الحد الرياضي، وما حققه من إنجازات كبيرة للنادي من العام 2008 وحتى الآن، ومن أبرزها إبرام عدد من العقود لمشاريع استثمارية للنادي، وتحقيق 8 بطولات كروية تاريخية أبرزها كأس جلالة الملك ودوري ناصر بن حمد الممتاز، مما يدل على أن الرجل سيكون من أهمّ الفاعلين داخل المؤسسة التشريعية في تحقيق مكاسب للحركة الرياضية في البحرين وبما يمكّنها من تحقيق قفزات عالية جداً، فضلاً عن الدور الذي سيلعبه في الارتقاء بمجلس النواب في دورته التشريعية الجديدة.

• إن الرؤية الثاقبة التي يمتاز بها الأستاذ أحمد المُسلّم والتي انعكست فيما تحقق من نجاح استثماري كبير بنادي الحد تشير إلى أن منطقة الحِد خاصة، والبحرين عامة مُقبلة على تطوّر نوعيّ كبير في كل المجالات، لكن المجال الرياضي على وجه الخصوص، وأعتقد بأن المُسلّم سيطرح كافة الملفّات في المجلس النيابي الجديد، لم تُطرح من قبل، إلا بمجلس الشورى عبر الأخت الرياضية المطبوعة الدكتورة سوسن تقوي، والملفّات المتمثلة في الاحتراف الرياضي والإداري. ومن المهم جداً أن يكون للرياضة البحرينية ممثل نيابي يحمل همّ الرياضة والرياضيين داخل مجلس النواب، ويُسهم بقدر كبير في تطوّر البنية التحتية الرياضية من منشآت نموذجية تستوعب كافة الأنشطة الرياضية، والاهتمام بالرياضة النسوية، وصقل مهارات النشء والاهتمام بهم حتى يكونوا أبطال المستقبل.

• الأستاذ أحمد بن سلمان المُسلّم رجلٌ متواضع يمتاز بالأدب الجم والأخلاق الرفيعة وسعة الصدر والأفق الواسع، وهو سليل أسرة عريقة لها إسهاماتها المقدّرة في نهضة البحرين الحديثة. فمن هذه الأسرة «آل المسلم» خرج السُفراء والدبلوماسيون والقادة الأمنيون ورجال المال والأعمال الوطنيون، الذين مثلّوا البحرين خير تمثيل في كل المحافل الإقليمية والدولية.

وأخيراً.. إن كان لي من كلمة للأهل في مدينة الحِد أقول لهم إن النائب البرلماني أحمد المُسلّم يحتاج من الجميع إلى تقديم كل ما من شأنه أن يعينه في مسيرته هذه لتحقيق الأهداف المنشودة، وإذا كان لي كذلك من كلمة للأخ أحمد المُسلّم أقول له «لابد من الاستفادة من أصحاب الخبرات الطويلة بالمنطقة في سائر المجالات الذين يمكن أن يسهموا معك في أداء مهمتك الوطنية بحيث تُنشئ مجلساً استشارياً صغيراً تستأنس بآرائهم المتخصصة في المناحي المهمة بالنسبة للدائرة.

كلمة أخيرة.. وهي «أن منطقة الحِد عريقة، ليست ككل المُدن في البحرين، لها خصوصية في تاريخ البلاد الحديث، وأتمنى أن تبرز الحِد كوجهة ثقافية وتراثية تاريخية، خاصة في مجالات الغوص المتعددة، فأتمنى أن يُقام مهرجان سنوي أو كل سنتين للاحتفاء بالذين مارسوا حِرفة الغوص على اللؤلؤ من رجالات الحِد، ومن أصحاب السُفن الكبيرة، ومن مشاهير هذه الحِرفة النابغة صاحب المعجزات السردال سالم بن جمعة بن محمد الشروقي المعروف بـ»سالم العمي» عليه رحمة الله، صاحب المقولة التي أصبحت مثلاً في التراث البحريني «الهير هير اشتيه والطينة طينة ريا».

وفي الختام أسأل الله تعالى التوفيق والسداد