يمثل الشباب البحريني تقريباً ربع التعداد السكاني لمملكة البحرين، والشباب هم الشريحة التي تعتمد عليها المجتمعات لتكون الأكثر إبداعاً وابتكاراً من أي شريحة عمرية أخرى؛ فطاقتهم العالية وهمتهم أشعلتا فيهم شغفاً وحساً وطنياً عالياً لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وبلدهم.

ومن الأمور التي أصبح الشباب اليوم واعياً بها أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والتي نضجت فيها رؤية الكثير من التجمعات الشبابية خلال الجائحة، فوُجد العديد من المجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي المهتمة بالمناخ في محاولة لتوعية الناس بكيفية الحفاظ على كوكب الأرض، وفئة أخرى من الشباب وجدوا أنفسهم في محاولات إنقاذ المجتمعات التي قضت عليها الجائحة وجعلتهم ينخرطون في الزراعة والتنمية الريفية، والمساعدة في القضاء على الجوع، إن عملهم في القطاع الزراعي ودعم المجتمعات الفقيرة ليس من أجل استدامة النظام الغذائي فقط، بل إن إيجابياته تمتد في محاولة لمعالجة بطالة الشباب والفقر والهجرة.

وللشباب البحريني دور كبير في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، فلقد أثبت الشباب وجودهم خلال الجائحة، وقامت شريحة كبيرة منهم بالتطوع في القطاع الصحي والصفوف الأولى في مواجهة الجائحة، فقاموا بالمساعدة في شتى المجالات، وقامت المنظمات الشبابية بمساعدة صانعي القرار بتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً، إضافة إلى عمل الكثير منهم في حملات حول الوقاية من كورونا (كوفيد-19).

ومع ذلك ما زال هناك قصور في عملية التوعية لخدمة أهداف استدامة المجتمعات، ففي عدد من الزيارات لعدد من المدارس وبين ورش عملية قدمتها هنا وهناك، كان معظم الموجودين غير مدركين لكل الأهداف، حتى وإن كانوا يخدمونها بشكل مباشر إلا أنهم لا يعلمون فيما تصب جهودهم ولماذا، فلقد طلبت مرة من مجموعة أدربها على الكتابة أن يكتبوا قصة قصيرة عن أحد أهداف التنمية المستدامة، فخرجوا بمجموعة متميزة وأبدوا اهتماماً كبيراً بهذه الأهداف التي تصب في مصلحة المجتمعات كلها، إلا أنهم لم يسمعوا بها مسبقاً، ولذلك ينبغي أن تكون هناك أساليب تربوية مبسطة لجميع المراحل الدراسية للتوعية بشأن هذه الأهداف، وتوجيه الطلبة نحو تحقيق هذه الأهداف من خلال ابتكار أدوات تعليمية تربوية تصب في هذه المصلحة.