«الدبلوماسية البحرينية أرست لنفسها نموذجاً رصيناً ومعبراً عن الروح والهوية الوطنية بنواياها الصادقة وسياستها الثابتة»؛ بهذه الكلمات المعبرة اختصر جلالة الملك المعظم رؤيته السامية لمسيرة الدبلوماسية البحرينية، والتي تمثل أحد أهم أدوات القوى الناعمة والفاعلة للمملكة.

وبعد ما يزيد عن خمسة عقود من العمل الدبلوماسي الفعال؛ يحق لنا في مملكة البحرين أن نفخر بما وصل إليه هذا الجهد الوطني، والذي نجح في بناء صورة حية عن المجتمع البحريني بكافة مكوناته، بل ذهب إلى أبعد من ذلك؛ فقد استطاعت الدبلوماسية البحرينية أن تكون حاضرة وفاعلة في مختلف المحافل الدولية، متكئة على تاريخ عريق وقيم وطنية ثابتة، كانت ولا تزال حاضرة في كل تحركاتها.

واليوم؛ ونحن نحتفل باليوم الدبلوماسي لمملكة البحرين لا بد لنا من استذكار جهود الرعيل الأول، والذين وضعوا أسس وقواعد العمل الدبلوماسي منذ انطلاقته بداية سبعينيات القرن الماضي، وساهموا في أن تكون للبحرين دبلوماسيتنا الخاصة المرتكزة قواعد وأسس متينة؛ وعلى رأسهم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إلى جانب العشرات ممن كانت لهم إسهاماتهم وبصماتهم الواضحة في مسيرة العمل الدبلوماسي البحريني.

ولا شك أن ما يميز المسيرة الدبلوماسية لمملكة البحرين هو ما أشار له جلالة الملك المعظم، حين أكد بما تتمتع به من نوايا صادقة وسياسة ثابتة تعمل على الإسهام في تعزيز جسور التعاون، والمرتكزة إلى أسس واضحة من دبلوماسية السلام والتضامن الدولي.

كلمة جلالة الملك المعظم في اليوم الدبلوماسي لمملكة البحرين أعادت التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية لمملكة البحرين والقائمة على «تغليب لغة المنطق وتشجيع مسارات وحلول الحوار والتفاهم مع التزامها التام بكافة القوانين والأعراف والمواثيق، تحقيقاً لأهدافها الإنسانية والتنموية السامية».

ولأن البعض قد يعتقد أن العمل الدبلوماسي يرتبط فقط بعلاقات الدولة الخارجية؛ فقد حرصت وزارة الخارجية على تنويع فعالياتها الاحتفالية، حيث نظمت أعمال الملتقى الدبلوماسي 2024، تحت عنوان «الدبلوماسية البحرينية في عام 2024: المواقف والأولويات والتحديات»، والذي سلط الضوء على ملامح المرحلة المقبلة للعمل الدبلوماسي لمملكة البحرين، كما أقيم حفل خاص تم فيه تكريم العاملين المتميزين في وزارة الخارجية، إلى جانب تدشين برنامج الدبلوماسية البرلمانية النيابية بالتعاون بين وزارة الخارجية ومجلس النواب.

وكان للمعرض الذي نظمته وزارة الخارجية في مجمع السيف صدى وتفاعل كبيران من المواطنين، عبر التعريف والتوعية بالخدمات القنصلية التي تقدمها الوزارة وبعثات المملكة الدبلوماسية في الخارج، إلى جانب قسم خاص استعرض أبرز الإنجازات الحقوقية للمملكة، وهي أحد الجوانب المضيئة في مسيرة مملكة البحرين الحضارية.

إضاءة

كل عام ودبلوماسيتنا بألف خير.. فهي مرآة البحرين، والجندي الأول المدافع عن حقوق الوطن ومكتسبات المواطن.. وتحية اعتزاز وإكبار لكل دبلوماسيي البحرين الذين كانوا على الدوام الصورة المشرفة لمجتمعهم.