قبل أن أعرج على جلسة مجلس النواب مؤخراً، التي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي من الصباح الباكر إلى ما قبل الإفطار بساعة، أحيي جميع من حضر الجلسة على الإصرار لمواصلة الحماس، بدءاً من الخلاف بين رئيس مجلس النواب، مقابل حماس النائب عبدالله الرميحي، حيث استغربت ما طرحه الرئيس لموضوع الاستقالة وتخيير النواب بين المطرقة والسندان، الأمر الذي يعد مرفوضاً بروتوكولياً بعدما قررت صناديق الاقتراع اختيار ممثلي الشعب في شخص المسلم أو الرميحي حتى لو تغيرت وجهات نظر الناس فيهما، فمن البديهي الاستمرار إلى نهاية الدورة التشريعية احتراماً لأداء القسم وللشعب البحريني الكريم.

ومن هنا، أنتقل للجدل حول ملف طيران الخليج الشركة العريقة التي تم إنشاؤها وشراء حصصها منذ استقلال البحرين، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الاقتصادية من جهة والتغيرات العالمية من جهة أخرى، بالإضافة إلى التعريفات القادمة التي سألحقها بالمقال لأبين وجه نظري!

أنا على علم بالمجهود الكبير للسادة النواب، الذين نقف لهم احتراماً على ما قدموه طيلة عمل لجنة التحقيق بشأن طيران الخليج، والانتظار الشعبي الذي كان على موعد مع جلسة ساخنة لا تخلو من الحقائق مع الأخذ في الاعتبار أنني لم أسمع بما فيه الكفاية إلا الكثير من الهجوم لرئيس مجلس الإدارة رجل الأعمال زايد الزياني الذي سبق له أن تقلّد مناصب رفيعة كوزير سابق للصناعة والتجارة.

أستذكر مقابلة ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة شركة طيران الرياض في حديثه عن تأسيس الشركة، كمثال دون الحاجة إلى إعادة هيكلة الطيران السعودي أو دمج الطيران السعودي مع الطيران الاقتصادي الرائد طيران ناس، حيث عبر عن أمله في أن يحقق حجم الطيران المراد افتتاحه الربحية لتغطية التكاليف، كما أستذكر أنها طلبت شراء 120 طائرة جديدة في مارس العام الماضي مع بدايات تأسيسها، وإطلاق 100 وجهة بحلول عام 2030، مع العلم أن سعر الناقلة الواحدة يصل إلى 230 مليون دولار أي ما يعادل 27 مليار دولار كلفة 120 ناقلة، مع الكثير من المعطيات التي تجعلني اختصر بأنه لا يمكن إغلاق الشركة ولا جعلها الأكثر ربحية وتنافسية بأسطول يكاد يكون الأصغر في الخليج.

لذلك وجب إعادة تعريف القطاع الجوي المحلي على أنه جزء من رؤية البحرين الإقتصادية 2030 ووسيلة لتحقيق أهداف البحرين لتنمية مستدامة، كما هو الحال بالاستثمار في الطرق والمواصلات بملايين الدنانير واحتسابها جزءاً من الناتج المحلي الإجمالي، حيث أثبتت طيران الخليج سمعتها المرموقة، حينما نشطت في أزمة كورونا من خلال نقل اللقاحات وتأمين أفضل الرعاية لشعب البحرين والمقيمين على أرضها.

نعم، أدرك أن المال والنجاح أعداء، وأدرك تماماً أن للمنصب أيضاً أعداء كثراً، ولكن لأوضح ما هو منطقي جداً من بعد اللجنة النيابية للتحقيق في طيران الخليج حول مجلس إدارتها والذين نكن لهم كل الاحترام، حيث يمكن إعادة النظر في مجلس إدارتها وإذا ثبت أي تقصير من أي عضو فيحاسب وينتهي الموضوع عند هذا الحد، مع يقيني أن تغيير السيد الزياني لن يقلل من قدره شيئاً ولن يقف في وجه مسيرته المهنية الرائدة.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية