على حد علمك هل «الإبرة / الحقنة» ممكن ان تُفطر الصائم؟ هذا كان سؤالها لصديقتَيها. فالأولى راحت نظراتها يمنةً ويساراً تحاول أن تفكر، تحلل، وتبرر ولكنها خلُصت إلى جوابٍ غير متوقع بأنها «حقيقة لا تعلم.. معلّلة أنه من قال لا يعلم فقد أفتى». أما الصديقة الثانية وبدون تردد أعلنتها صراحة؛ بأن الحل بسيط والطريق للجواب الصحيح سهل يسير دون ضياع للوقت أو تمطيط، فكل ما عليها فعله بأن تسأل المفتي غوغل كما تحب أن تطلق عليه. وبِلا شك فإنها ستصل إلى الجواب الكافي المريح وتحسم أمر صديقتيها عن لُغز الإبرة وإن كانت تخرب صوم الصائمين.

ولكن المفاجأة بأنها وجدت نفسها تائهة في بحر الفتاوى التي بحوزة العم غوغل. ووجدَت بأنه لنفس المرجع الديني أجوبة متعددة بين مؤيد ومعارض وحكم مشروط وحكم غير مفهوم، وبعض المصادر موثوقة وأخرى كثيرة مزيفة. لتجد الصديقات الثلاث أنفسهن بحِيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.

وكي نحصل على جواب نهائي من بين عدة أجوبة معروضة فقد تبين لنا لاحقاً بأن اسم «المفتي غوغل» لم يكن وهماً أو من نسج الخيال لإحدى الصديقات، بل فعلاً ففي عام 2012 قرر محرك البحث الشهير غوغل من أن يقدم خدمة بحثية دينية أطلق عليها «مفتي غوغل» ولكنها لم تكن فكرة صائبة وذلك لسبب تعدد المراجع الدينية وتشعّب الفتاوى، إضافة إلى أن لكل حالة خاصيتها المتفردة بها بالرغم من تشابهها مع مثيلاتها من الحالات.

والأغلب فينا يعلم بأن محركات البحث الإلكترونية سواء «غوغل» أو «يوتيوب» والآن الناصح «انستغرام» والفهيم «فيسبوك» وواصل الأحبة «واتساب» و«تلغرام» ومفرق الجماعات «تويتر» سابقاً، لا يقف حدود الاستعانة بهم بالأمور الدينية وحسب، بل أصبحوا وغيرهم المرجع لكل صغيرة وكبيرة سواء على الصعيد الفردي، المهني، الطبي وأيضاً العلمي والمعرفي وغيرهم الكثير.

ولكن مع كل التقدم التكنولوجي والذي على إثره يمكن أن تختفي وظائف وتظهر غيرها أكثر حضارة وتمدناً، إلا أنه لا يمكن لنا أن نستغني عن «الإنسان» والذي ميّزه الله عن سائر المخلوقات أو المصنوعات.