زمزم ذلك البئر الذي تفجر ماؤه من تحت أرجل سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما كانت السيدة هاجر تبحث عن الماء وهي تلهث مع طفلها الرضيع حيث تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإن الفرج بعد الضيق، ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ونبع ذلك الماء الزلال الذي هو الدواء الشافي وكما ورد عنه «زمزم لما شرب له»، وسميت زمزم لكثرة مائها عندما تفجرت، وقالت هاجر للماء زمزم أي اجتمع يا مبارك فاجتمعت فسميت زمزم، وقيل إن هاجر زمت بالتراب لكي لا يأخذ الماء يميناً ويساراً بعد أن انتشر وهو سيد المياه وأشرفها وأنقاها على وجه الأرض وشفاء لكل سقم وعلاج لكل مرض كما قال ابن القيم رحمه الله عندما مرض ولم يجد الطبيب والعلاج أخذ ماء زمزم وقرأ فيه الفاتحة لعدة مرات وشربه وشفي بإذن الله تعالى وبركة ذلك الماء (لسلامة القلب والتوكل على الله والثقة به)، كما روي عن ابن عباس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ».

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله -ﷺ- يحمل ماء زمزم في الأداوى والقِرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم»، رواه الترمذي والبخاري.
وعن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت عطاء: أأحمل ماء زمزم؟ فقال: قد حمله رسول الله -ﷺ- وحمله الحسن والحسين. وكان الصحابة والسلف الصالح (رضوان الله عليهم) يتحفون ضيوفهم بماء زمزم.

وقال الرحالة ابن بطوطة: كنت في مكة وأشرب من ماء زمزم حتى فتح الله علي ورزقني ببركته في المقدار الذي يسر لي من العلم.

كل هذا يبين قيمة ماء زمزم عند المسلمين وهو الذي لم ينضب منذ آلاف السنين، ومازال يمد الناس بماء الشرب.