* يقول الشيخ عائض القرني: «لا تتفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك، أو منحت جافياً عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فشج بها رأسك، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه، فكيف بها معي ومعك؟!».
* رمضان هذا العام مضى سريعاً، يا ترى ماذا قدمنا فيه، وماذا خرجنا منه، وحياتنا كيف ستكون الآن؟
* قبل المغرب بقليل في مسجدنا، لفت نظري الطفل عدنان الذي اعتدت أن أراه في الجامع يتابع كل شاردة وواردة، حيث إنه ذات مرة ألزم والده بشراء ثوب وغترة وعقال بحجة أنه يريد أن يلبس مثل إمام المسجد، لمحت عدنان قبل المغرب مع والده وقد ألزمه هذه المرة بشراء «عصائر باردة» لتوزيعها على الصائمين على مائدة الإفطار في المسجد، طفل يعلم الكبار.
* بينما كان الإمام يدعو في صلاة الوتر رفع الطفل يديه يؤمن على الدعاء لوحده دون أن يلزمه أحد، رمضان مدرسة شاملة لكل الأعمار.
* التواصل الفاعل مع الأحباب والأصدقاء والمعارف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة «الواتساب» له نكهة خاصة في تبادل الأفكار والفوائد، خاصة خلال أيام رمضان، ولكن الأجمل أن يستمر هذا التواصل من أجل نشر «فكرة الخير العالمية»، وسائل التواصل قربت البعيد وجمعت الأحباب وأزالت رواسب العلاقات، لذا لابد من استثمارها في إعادة «المياه إلى مجاريها» من خلال «التواصل الحي» الذي له رونق خاص في حياتنا.
* مشهد «الترابط» الجميل لأهالي المسجد خلال شهر رمضان المبارك لخدمة الآخرين والمساهمة في المشروعات الخيرية مشهد جميل لابد أن نبصر صوره طوال العام.
* مؤلم جداً ذلك المشهد في عيد الفطر المبارك، عندما كنت معتاداً أن أدخل «البيت العود» لأقبل جبين الوالد وأبارك له بالعيد، ثم أزور «العمة» العزيزة في نفس الحي، وفجأة يختفي هذا المشهد من حياتي للمرة الأولى.
* تعود أن يصلي صلاة القيام في معتكفه في مسجد الحي، واعتاد أن يطيل القيام والسجود، أقبل عليه شاب متحمس لا تفوته الصلاة، لماذا تطيل الصلاة؟ نحتاج إلى مشاهد وقدوات تعلم الأبناء أساسيات ومشاهد إسلامنا العظيم.
* لم يشاهده منذ فترة طويلة، ولم يحظَ بمصاحبته أو تعليمه، ولكنه سمع به وسمع عن إنجازاته وحب الآخرين له، فما إن رآه إلا وأقبل يقبل جبينه تقديراً وإجلالاً.
* تفتخر بتلك المحبة الغامرة التي يقابلك بها أحبابك من «أيام للذكريات» قد مضت، محبة راقية مغلفة بالتقدير والتوقير والاحترام.
* عندما نعلم الأبناء والطلبة بآداب توقير الكبار واحترامهم وتقديرهم، فإننا في الوقت ذاته يجب أن نكون «قدوة» لهم في هذا الشأن، قبل أن نعطيهم «نصائح عريضة» وكلاماً طويلاً، في حين أننا لا نلتزم بالحد الأدنى بهذا التقدير، فغريب أمر ذلك الذي لا يسعفه الوقت بأن يبادر لمصافحة الكبير، بل يلقي عليه التحية من بعيد، أو أن يقبل عليه الكبير فيبادر لمصافحته مصافحة باهتة بدون تقبيل.
* شاب من أهلنا توفي في حادث مروري أليم على شارع الحوض الجاف وهو صائم وقبل مغيب شمس 26 رمضان، ودفن بعد صلاة الجمعة، اللهم تقبله عندك، هكذا الدنيا مشاهد ومفاجآت.
* يعتذر لصاحبه الذي دعاه إلى «وليمة» بإرسال «رسالة نصية» بـ«الواتساب»، يسأل عنه، ويحاوره، وينتقده، ويقترح عليه، ويدعوه للمشاركة في مشروع، كل ذلك عن طريق «الرسالة النصية»، بـ»الواتساب» وغيره، بالفعل حياته أضحت «جهازاً صغيراً» خارج التغطية، ومعه تزداد الشكوك حول بعض الكلمات المكتوبة في الرسائل والتي قد تؤول بتأويل آخر، خاصة عندما يشتد الصراع في الردود، ويقل الاحترام من البعض!
* يتقاضى «راتب بسيط جداً» ولكنه مع ذلك يجد ويجتهد في القيام بعمله في تنظيف المسجد، فيجلس ساعات أخرى، ويزيد من طاقته من أجل أن يظفر «بالأجر»، فهو يشتاق للحصول عليه، «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره».
* بره بوالديه جعله يتحسس كل صغيرة وكبيرة في التعامل معهما، فهو يراجع نفسه ألف مرة في كل لقاء مع والديه، فهو يستخدم أحلى العبارات معهما، ويحرص على رضاهما، ولا ينتصر لنفسه حتى لا يغضبهما، فهو يتلذذ بأجر «باب الجنة» المفتوح لكل واحد منهما، ما أروع البر لأعز الناس، اللهم ارزقنا بر الأبناء.
* اتفقوا على أن يكون عندهم «مشروع حياة» تتداوله الأجيال وفق رسالة حياتية واضحة، ووفق معانٍ جليلة، ورؤية تسعى للتميز في عالم «الكون».
* عامل نظافة بسيط اعتدت مشاهدته صبيحة كل يوم عند بيت الوالد رحمه الله، شاهدته قبل أيام، فإذا به يسأل عن «الوالد» لأنه افتقده، فسأل الله له الرحمة عندما علم بوفاته.
* لا تربطك معه أي علاقة، ولا يعرفك، فقط أحبك، يبادر إليك «والله يا أخي إني لأحبك في الله»، شعور جميل لا يوصف عندما تسمع هذه العبارة من أناس طيبين في مجتمع الخير.