* صفحة: مرة أخرى يعيد القلم كتابة هذه الكلمات.. ها هي أقلام الحياة تحاول مجدداً أن تلتقط حصادها بعد عام آخر انصرم من حياتنا، تحاول أن تعيد رونق وجهها المشرق والباسم، لتعطيها خيال آخر من خيالات المشاعر، وطموح التغيير، وتفتح لها أكثر الآفاق سعة وجمالاً ونجاحاً، مستلهمة قواها من إيمان راسخ في القلب، ويقين صادق، وشحذ للعزيمة وإيقاظ للهمة، واتعاظ وتأمل في حوادث الدهر، واستفادة مثلى من تلك الهنات الحياتية المؤلمة التي مرت بحياتنا في سنة مضت من أعمارنا.
* صفحة: مضى عام 2014 بكل أيامه ولياليه، وانطفأت معه شمعة أخرى من شموع العمر، وانطوت معه صفحة أخرى من أوراق الحياة، ورحلت معه تلك الدقائق الغالية الثمينة التي انقضت سريعاً بلا فائدة في مسيرنا نحو الله.. يا ترى ما هي المسحة الحانية التي تعطينا الأمل نحو الغد الأفضل؟ وكيف لنا أن نجدد إيماننا وحياتنا مع الله؟ وهل يا ترى نقوى بأن نجعل تلك الشطحات القاتلة، والأوقات الضائعة على حاشية صغيرة من أوراقنا، حتى نحولها إلى مشروع جديد في عامنا المقبل يجدد لنا عزم الحياة، ونصطبغ معه بصبغة إيمانية أخرى نطل بها في مسيرنا بإشراقات أكثر حيوية وبهاء مما سبقها؟؟
* صفحة: يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق». دع عنك ما عند الناس، ولا تتبع ما عندهم، فنفسك أولا هي من تنقلك إلى صفاء الخير إن أحسنت تعويدها على الخير، وكن مع الله في كل أمورك، ولا تتحسر على نعمة حرمت منها وتحصلها غيرك، بل كن نعم المتيقن بقضاء الله وبمعيته، وبحفظه وتوفيقه لك، بشرط أن توطن قلبك عند ربك وتثق بالنتيجة بعد حركات ناجحة من العمل والإنجاز في واحة الحياة.
* صفحة: بعد انقضاء صفحة حياتنا الماضية، أحسست بأن هناك منطق غير متناغم كتبناه في صفحة عامنا الماضي، أثر جليا على خطواتنا، وأبعدنا كثيراً عن ذلك الإيمان المتمكن في نفوسنا، وجعلنا نستغرق في آفاق السرحان دون أن نعي، أن صفحات العمر تطوى، وأعمارنا تنقضي، وآجالنا تقترب، يا الله، ما هذه الوتيرة المتسارعة التي أثقلتنا عن قربنا منك؟؟ ولكن، انقل نفسك سريعاً للحياة بنفسك الواسعة، لا الضيقة التي تركنك لهموم ثقال، وقلق مستمر، وشجون وآلام لا تنتهي، يقول أديبنا الرافعي رحمه الله: «إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع، وحقائق الهموم تصغر وتضيق، وأدركت أن دنياك إن ضاقت فأنت الضيق لا هي».
* صفحة: ما أجمل أن تعيش للإنسانية تكتب فيها كل خير، لا تنغلق على نفسك فحسب، ولا تركن إلى الدنيا، بل كن بلبلاً صداحاً في حدائق القلوب، وأزهاراً يقطفها من حديقتك كل من يمر عليك ويقرأ حروفك، ويسعد بهمساتك، عش للإنسانية وأنت تحمل في حقيبتك تلك العلاقة الراسخة مع مولاك، فتساعد هذا وتنصح هذا وتمشي في حاجة هذا، اكتب في صفحتك الجديدة، أنك اليوم مصباحاً يضيء في مسير الآخرين، يقول أديبنا الرافعي رحمه الله: «يقول لك الزاهد العابد: اخرج من الدنيا وادخل في نفسك. ويقول لك الماجن الخليع: اخرج من نفسك وادخل في الدنيا، ويقول لك الحكيم العاقل: كن في الإنسانية تكن في نفسك وفي الدنيا».
* صفحة: اللهم اجعل يومنا خيراً أمسنا وغدنا خيراً من يومنا، اللهم اكتب لنا الخير حيثما كان ثم رضنا به، واجعل عامنا الجديد عام خير وسعادة وإنجاز وعطاء وبركة علينا جميعا.. اللهم آمين.
* صفحة: مع إشراقة ربيع الأول من كل عام تهفو النفس إلى طلائع النبوة المحمدية لتغسل الأرض المدنسة بضنك الحياة، بذلك النور المحمدي الساطع، نور يطل بدره المنير في قلوب محبيه، وقلوب كل المتعطشين لرؤية صاحبه الذي سطر برسالته أجمل معاني الأمل، وخط بيمينه أروع دساتير الحياة، وبزغت من شخصيته أنبل معاني الأخلاق، فإذا تكلم أجاد البيان، واختار محاسن الكلام، في روعة بالغة وصواب لا يعتريه النقص والشك، ولا ينحدر معه الضعف والهوان، عذوبة وسلاسة في الفكر والمنطق، ونظرات متأملة لكون جميل مبدع الصنع، هناك في فترات التأمل الأولى صاغها بخطواته الأولى في غار حراء، الذي أشرقت منه شمس الإسلام، فكان عليه الصلاة والسلام قرآنا يمشي على الأرض، وضرب أروع الأمثال في قيادة الأمة، ونشر الدعوة، فكنا هنا اليوم نحمل رسالته الخالدة، وكلامه العذب الأصيل، نحتضنها إلى الرمق الأخير من حياتنا.