يقول الشيخ صالح بن حميد خطيب الحرم المكي: «العمل التطوعي سد حاجات وتخفيف معاناة ومشاركة هموم، ليس مقصوراً على الأحداث والنوازل والكوارث والطوارئ، بل يتعدد ويتجدد حسب الحاجات والمستجدات والمتغيرات».. قيل في المثل الصيني «إذا أردت أن تزرع لمائة سنة فازرع إنساناً».
إنهم ينظرون للخير بصناعة إنسان يسعد بحياته ويخدم وطنه وأمته، يفتشون عن تلك الآفاق الرحبة السعيدة التي تكسو الحياة بالآمال العريضة المشيدة بأسس العطاء الخيري في الكون وسعادة البشرية جمعاء.. قلوبهم نقية كماء الزلال، وسرائرهم صافية، بنت غاياتها على النوايا الحسنة، والعمل من أجل إسعاد الآخرين.. نفوس تشربت بماء الإيمان، وانخرطت في معاني الحياة تستمد قوتها من رضا الرب الديان، وتبحث في كل حين عن منظور السعادة في حياة البشر، والارتقاء بواقع العيش لدى البسطاء، حتى تجعلهم يقتنعون بمعاني السعادة على الرغم من ضراوة العيش وقسوة الحياة.
أولئك هم القائمون على برامج العمل الخيري في وطن الخير، فهم يدركون بلا محالة أهمية توسيع نطاقاته بالصورة التي تحقق تضمين معانيه كافة مناحي الحياة، والانتقال به إلى أطر التنمية، ليكون شريكاً حقيقياً وفاعلاً للدولة للتنمية الحقيقية والبناء الفاعل للمجتمع..
إننا اليوم في أمس الحاجة إلى تحقيق مفهوم الشراكة الشعبية الحقيقية في ميادين العمل الخيري، والمساهمة في تغيير قناعات الأفراد وتوجهاتهم، من خلال المساهمة في كافة المجالات الخيرية غير المقتصرة على إطعام الطعام، وإنما تمتد لتشمل كل بذرة خير يغرسها الإنسان في أي مكان كان.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحكم فسيلة فليغرسها».. فميدان التنمية ميدان يحتاج إلى شراكات تصنع مشروعات تنموية طويلة الأمد، تستفيد منها الأسر المحتاجة في تنمية مواردها، وتساعد القائمين على صناعة القرار الخيري في التفكير الجدي في أعمال إبداعية تدر عليها الموارد بما يضمن استمراريتها في المستقبل.
إنه عمل الخير في كل خطوة، وفي تشييد كل بناء، وفي تقديم كل مساعدة، وفي العيش من أجل إرضاء المولى تعالى وإرضاء النفس، وإسعاد الآخرين.. إنه الخير الذي نرتجيه لبحرين الخير..
وجزى الله القائمين على العمل الخيري والتطوعي والإنساني في بلادنا الحبيبة خير الجزاء على جهودهم الرائعة في رسم البسمة والسعادة على وجوه كل إنسان يطمح بأن يعيش حياة هانئة كريمة مستقرة.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى، وحفظ وطننا من كل سوء، ببركة العمل الخيري ورجالاته المخلصين في كافة الميادين.