تتأمل في صفاء الحقيقة التي تضيء ألفاظها كالمصابيح، وتنطلق نحو شعاع الطيبة والجمال لترسم لوحات السعادة التي تزيل كل رواسب الحقد والكراهية والضغينة في نفوس البشر.. تسلخ الضير عن نفسك كما تسلخ الشاة من جلدها لأنك على يقين بأن الحياة طيبة وجمال وسعادة.. وعندما تعتلي نفسك فوق طبقات البيان بنبل أخلاقك وسمو نفسك وطيبة قلبك وصفاء سريرتك فإنك وبلا شك تشعر بأنك قريب من كل النفوس المحبة للخير، ويزداد فرحك وسرورك لبيانهم الرائع، وأسلوبهم الشذي، وابتسامتهم المعبرة.. تكتب على بوابة قلبك «كن سعيداً» حتى تكن دائماً في معية من تحب، تبادلهم شجون الحياة وتفهم نبرات أحاديثهم، وتقدر مكانتهم في مساحات قلبك.. إن تكلموا سررت.. وإن بينوا انتبهت.. وإن نصحوا غيرت.. تفتش من ورائهم كل ما يكسب ودهم، وتأنف بأن تكون سبباًُ في وصولهم إلى مسالك الرقي.. فلا تكن يوماً ما نداً عنيفاً في تقدمهم ونجاحهم..
حصاد الأقلام تكتب سطور العطاء والنماء في صحيفة الحياة، لنفوس طيبة تؤمن بحكمة «يكون المرء طيباً إذا جعل الآخرين أفضل»، فلا تضمر الأحقاد، ولا يعتريها علامات الحسد، إيمانها العميق بمقولة لقمان الحكيم: «لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء».. وشعارهم الأبدي مقولة: «إذا لم يكن لديك شيء تعطيه للآخرين، فتصدق بالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن».. حينها تحب أن يكتب عنك بسيرة جميلة عطرة تركت بصماتها في حياة الآخرين.. فكنت خير مسافر في رحلة الحياة، وكنت خير معين على قضاء الحاجات.. ألفت وجودهم، وأسعدت نفوسهم، وشددت على أياديهم في فعل الخير، وأزلت عنهم عثرات الهم والغم، ووقفت بجانبهم في كل مشروع خير.. فبعد ذلك كله.. هل تريد أن تترك تلك الصفحات تندثر في ظلام النسيان؟؟
مهما تقدمت بك سنوات العمر ستظل ذلك المستودع الكبير الذي يسع الأحلام الجميلة، والأهداف النبيلة، والأخلاق السامية، والطبائع الحميدة، التي لولاها لعشت في تيهان وضياع.. مهما مرت بك مراحل الحياة تذكر بأنك لن تعيش لنفسك فقط، بل تعيش لتسعد غيرك وتترك الأثر الجميل بروعة بيانك في الحياة.. تعيش لتغير.. ولكن أساسه نفسك أولاً ثم الآخرين.. لأنك قد تفسد نفسك إن لم تصلحها قبل كل بوابة تطأها.. قد تتعثر بعض اللحظات.. ولكنك قادر بعون الله للنهوض من جديد وبهمة تعينك على أن تلبس نفسك أولاً ثم الآخرين ثوب السعادة الباسمة..