• بالأمس كانوا يتمنون أن يلحقوا بركب شهر الخير.. يعدون العدة ليستلهموا من نفحاته ما يعينهم على ساعة الرحيل.. يتمنون أن يكونوا من رواد صلاة التراويح، وممن ينعمون بجلسة أسرية جميلة على مائدة الإفطار.. اليوم هم تحت الثرى، فقدناهم وفقدنا جمال جلساتهم.. انتقلوا إلى رب رحيم.. في دقائق رمضان الغالية نتذكرهم؛ لأن برهم جمال النفس والروح.. رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته، وجمعنا بهم في مستقر رحمته.
• الحمد لله.. فكم مررنا بمواقف صعبة، وانقضت اللحظات بصورة لم نكن نتمناها.. كم أثقلتنا الأيام بحوادث ومفاجآت وفقد للأحباب.. كم خططنا وسعينا لتحقيق المقصود.. فلم تتحقق.. في المقابل.. تحققت الأماني، ورسمت السعادة على الوجوه، وانتشرت الأفراح.. في كل المواقف السارة والمحزنة.. كلمتنا التي لا ننساها أبداً.. «الحمد لله رب العالمين».
• ذخرك في الحياة هم أحبابك وأهلك وأصحابك.. من وفقك الرحمن لصحبتهم والتلذذ بجلساتهم الجميلة.. هم ذخرك عندما يبتعد عنك البعض، وتجد نفسك تبحث عن تلك الشربة الهانئة المغلفة «بالوفاء» الأبدي.. هم ذخرك بوفائهم الذي لا يبتعد عن أنظارهم ولو للحظة واحدة.. فأنت في نظرهم «لؤلؤة» فريدة تزين حياتهم. حفظهم المولى ورعاهم.
• سابق الوقت واستغل الفرص وكن سباقاً للخيرات، ومبادراً لكل خير يزيدك قرباً للمولى الكريم.. انقضت الأيام الأولى من رمضان سريعاً.. فماذا قدمنا وماذا تغير من حالنا؟ الجميع في سباق.. والفائز من عرف كيف يستفيد من مدرسة رمضان، في تغيير حاله والارتقاء بإيمانياته.. بارك الله في أوقاتكم..
• جميل جداً أن يكون المرء مخلصاً في عمله، مستثمراً لأوقاته، يهمه نجاح الفكرة وتحقيق المقصود في مجال الخير، لا أن ينتصر لنفسه، ويسلط الأضواء على «ذاته» بعيداً عن «العمل التعاوني الفريقي». كل واحد منا عضو فاعل في شراكة الحياة، يبذر البذرة ويخلص في عمله ويساعد الآخرين أياً كان موقعه.. لأن النتيجة المرجوة في نهاية المطاف «نجاح مؤسسي متكامل» ونظرة واقعية لمجريات الأمور.. فخدمة الخير لا ترتبط بالمسميات..
• عن حفص بن عمر قال: قال الربيع بن خيثم: إذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك، وإذا هممت فاذكر علمه بك، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك، وإذا تفكرت فاذكر اطلاعه عليك، فإنه يقول تعالى: «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
• يهمس لك من بعيد: «أحبك في الله أخي الغالي».. أتذكرك في كل خطوة أخطوها في حياة البشر.. فترد عليه.. أفرحتني بقربك.. أحبك الله الذي أحببتني فيه.