تنبسط أسارير وجوهنا، ونلبس ثوب السعادة والهناء، وتحفنا ذكريات الجمال والسرور، كلما سنحت لنا الفرصة لنلتقي بهم في موقف من مواقف الحياة، وكلما تمكنت نفوسنا من الاندماج بهم بروح واحدة تسمو في مراتب الخيرات والبركات.. وكلما تجاذبنا معهم أطراف الحديث حول شجون الحياة ومواقفها، وكلما رفرف على لقاءاتنا الأخوية علم المحبة الصافية، وملأ الزهو والفرح قلوبنا ونحن نتبادل ضحكات المحبة وابتسامات الصفاء النفسي..
إنها الأخوة في الله تعالى تلك المنحة الربانية والرابطة الإيمانية التي تجمع المتحابين في الله تعالى، من جمعهم عمل الخير تحت ظلال المحبة الربانية.. إنها الأخوة في الله تعالى التي تجعل الحياة فرحة من فرحات العمر، تضحك فيها كلما تذوقت حلاوة الإيمان.. لم لا وهذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف من الثلاثة الذين يتذوقون حلاوة الإيمان: «أن يحب المرء لا يحبه إلا لله».. إنها الحلاوة الإيمانية الجميلة التي تجعلك تعشق الخير في كل محطات حياتك، وتجعلك تشتاق للقاء إخوانك في الله تعالى في كل حين حتى تمد إليهم يدك الحانية بابتسامتك المشرقة وتناديهم: تعالوا معنا نؤمن ساعة.. إنها الساعة الجميلة التي تمضي فيها مع إخوانك في الله تتنسم معهم عبير الخير تحت ظلال الوفاء والمحبة.. إنها الساعة التي تعطيك الزاد الإيماني لمسيرك نحو الله، ابتغاء لمرضاته، وطمعاً في الفردوس الأعلى من الجنة..
مهما صاغت الحروف مشاعر الحب والود لأخوة رائعة جميلة فلن نوفيها حقها وإن كتبناها مرات ومرات.. فهي أخوة ربانية نستظل في ظلالها في دنيا البشر، ونصفي أنفسنا مما علق بها من الضغائن، ونخلص في أخوتنا الصادقة، شوقاً إلى ظلال الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.. فالملك الديان ينادي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم: «أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»..
إنها أخوة تمد النفس بمقومات الفرح، وتدفعها للاستزادة من معين الخير.. فتشتاق للقاءات أخوية تجدد فيها إيمانك وحياتك.. فتتسامر مع من تحب متذكراً قصص الإخاء والمودة التي جمعتكم يوماً ما في مسير الخير.. تتذكرها حتى تنسيك هموم العيش وتسارع الزمان وكثرة المشاغل.. تجعلك تحن إلى حياة صافية يجتمع حولك كل الأحباب، يبادلونك مشاعر المحبة ويتواصلون معك في دروب الحياة.. فلا يقطعون حبل الوصال.. إنها الأخوة في الله الصافية.. فلا تفرطوا فيها..