عندما تبرز أمامك بعض المؤشرات الدالة على نجاحك وتفوقك في الحقل الخيري والتطوعي، فإنك وبلا شك سيكون لتلك المؤشرات أكبر الأثر في مجال عملك في خدمة الإنسانية جمعاء، وسيكون الحافز الأكبر بأن تواصل المسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الآمال المنشودة في مجال تقديم الخير للآخرين..
هذا ما رسمته في مخيلتي منذ الوهلة الأولى لقراءة خبر حصول مملكة البحرين على المركز الأول خليجياً وعربياً، والـ 13 عالمياً على مؤشر العطاء العالمي لعام 2015 الذي أصدرته مؤخراً مؤسسة كاف للأعمال الخيرية.. إن مثل هذه القراءات التي تصدر من بعض المؤسسات الدولية لها في واقع الأمر مدلولاتها الكبيرة على مستوى الإنجازات الإنسانية والتطوعية والخيرية التي نبعت من أبناء هذا الوطن الحبيب الذي لم يتوان ولو للحظة واحدة في مد يد العون والمساندة للمحتاجين داخل البحرين وخارجها، وكان للمساته الأثر الكبير في تفريج الكرب عن المكروبين، والوقوف صفاً واحداً مع المؤسسات الرسمية والأهلية في البلد والتي تبذل جهوداً مضنية في سبيل تشييد المشروعات التنموية وتقديم المساعدات العاجلة للبلدان المنكوبة.
ويأتي على رأس التوجهات الإغاثية والإنسانية الجهود الرائعة التي يبذلها فريق عمل المؤسسة الخيرية الملكية التي يرأسها فخرياً صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ويقود عجلتها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء.. فلقد استطاعت المؤسسة وفي وقت قياسي أن تصل بمشروعات البحرين إلى المناطق الصحراوية النائية وحولتها إلى مشروعات تنموية أثرت إيجاباً على اللاجئين والمنكوبين، واستطاعوا العودة إلى ممارسة حياتهم وحياة أبنائهم بإيجابية أنستهم آلام الحرمان والتشريد.. هذه الجهود التي يقودها سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة والذي استطاع أن يفتح «الشهية الخيرية والإنسانية» أمام الآخرين بإستراتيجية التنمية الخيرية، هي بحق جهود يفتخر بها كل بحريني يحلم بأن يبصم بصماته الخيرية في كل المعمورة، تتبع أثر عبدالرحمن السميط رحمه الله الذي استطاع أن يحول القارة السوداء إلى ساحة منتجة للعطاء والإيجابية وحب الخير للآخرين.. فرسم الابتسامة وأسعد المحتاج ونشر الأمان..
وتكتمل الصورة الجميلة لهذه الجهود، الجهد الخيري المتواصل للجمعيات الخيرية في البحرين، حيث استطاعت بتلاحمها الوطني والشعبي وتعاضدها وتكاتفها مع الجهود الرسمية أن تشيد العديد من المشروعات التي تصب هي الأخرى في ميدان البذل والعطاء.. ولعل المتتبع لهذه المشروعات وحجم المساعدات المبذولة، يدرك الأثر الكبير الذي تتركه في كل مكان، تقوده الأيادي المعطاء السخية التي سخرت حياتها في خدمة المحتاجين..
تحية تقدير ومباركة لعاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ولرئيس مجلس أمناء الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر ولجميع العاملين بالخيرية الملكية، ولجميع الجمعيات الخيرية العاملة في الحقل الإنسانية.. هي بحق لمسات مباركة، وجهود فذة.. يبذلها الجميع من أجل ديننا الحنيف.. ووطننا الحبيب.. وكل محتاج يعيش في أنحاء المعمورة..