يتمثل مفهوم «الخيرية» في حب عمل الخير ومساعدة المحتاجين بدون مقابل، فهو سمت عام لمن سخر نفسه لخدمة الإنسانية بدون أن يتطلع للحصول على المكاسب الشخصية، أو الارتقاء على حساب عمله الخيري في سبيل تحقيق الغايات الدنيوية الرخيصة.. لقد حرص الإسلام على تربية المسلمين على حب الخير للآخرين حتى في دعائهم، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه قال: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة». وقوله صلى الله عليه وسلم لمن دعا لأخيه بالخير: «من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل». وفي رواية: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».
لقد فوت البعض هذه المفاهيم وطمس معالمها من خلال التعامل غير المنطقي مع منطلقات العمل الخيري بصورة خاصة، حيث لم يستطع أن يكون قدوة في تطبيق مفاهيم الخيرية على نفسه أولاً، ثم أن يكون «رسالة خيرية» لكل الناس بتعامله الراقي وأخلاقه المتميزة.
كما إن مفاهيم «الخيرية» التي يجب أن ننظر لها باتزان يجب أن تقدر وجود ملامحها في كل مسلم يعشق الخير ويرجو أن يرتقي في مدارج الأجر والمثوبة.. فكل مسلم فيه خير يمكن أن نستثمر طاقاته في العمل الخيري مهما صغر مقدار العطاء.. من هنا جاء مبدأ حسن توظيف الطاقات التي همشت بعضها لأسباب بشرية تافهة، ووجهت حينها الأضواء لوجوه بارزة في عطائها.. بمجرد أنها بارزة.
ستظل الخيرية الأثر البارز الذي يجب أن تبرز آثاره في المجتمع، بشرط أن يكون الأثر الخيري بائن في نفس من يحمل مشعلها، بإخلاصه وتفانيه وحبه للعطاء وخدمة الآخرين.. يكفي هذه الدعوة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.. تكتب لك حسنة بكل مؤمنة ومؤمنة.. فهنيئاً لك.