أنا واحد من الناس الذين يرفضون أن يشيخوا، أو أن تتكهل أيامهم وأحلامهم، بسبب قناعة داخلية راسخة منذ العشرينات، وهي أن الروح تظل دائماً شابة، لا زمن لها ولا حدود، فهي منذ أن خلقها جاءت لتمارس حياتها الدنيوية في جسد أو بيت ـ تسكنه بعض الوقت لتعود إلى بيتها الأول، حاملة معها كل التجارب الدنيوية، راضية مرضية بما أنجزت من مهام فوق كوكب الأرض، مرتاحة لأنها قامت بإيصال الرسالة التي خلقت ما خلقت إلا من أجل إيصالها إلى الآخرين.
لهذا دائماً ما أبحث عن الطرق التي تؤدي إلى أن تكون الروح وهي في ضيافة الجسد الفاني، قادرة على التغلب على المشاكل الحياتية والتي لا تعد ولا تحصى.
منذ أكثر من سنة، عثرت على أحد الكتب التي أراها واحدة من الكتب الهامة القادرة على إلهام الإنسان المعاصر للتمكن من أن يكون كما يحلم أن يكون وهذا الكتاب هو «جسد لا يشيخ وعقل لا يحده زمن»،
للحكيم ديباك شوبرا، مستفيداً من تلخيص لبعض فقراته، قام بها آخرون، جزاهم الله خيراً، في الحديث عنه وعن أهميته.
يقول الحكيم شوبرا إن «الخلايا التي تتألف منها أجسادنا متصله تمام الاتصال بأفكارنا ولا تنفك تسترق السمع إليها لتتغير حسب ما تمليه هذه الأفكار سلباً أو إيجاباً».
ويرى أنه «ابتداء من سن الثلاثين وبسرعة بطيئة جداً لا تتجاوز واحد بالمئة في السنة، يبدأ جسم الإنسان العادي بالارتباك، يعني تظهر التجاعيد والجلد يفقد إشراقته والعضلات تبدأ ترتخي، ولكن إن تمكنا من إيقاف هذا الواحد بالمئة في السنه من التغيير الخاطئ لأوقفنا عملية التقدم بالسن نحو الشيخوخة».
كتاب «جسد لا يشيخ» يقول «هناك وظائف تحدث لا إرادياً في أجسامنا مثل التنفس والهضم واتساع حدقة العين، وغيرها الكثير، وكل هذه الوظائف تلعب دوراً هاماً في التقدم بالسن لسيطرتنا»، يعني نسيطر على الوظيفة اللاإرادية إرادياً، ولذلك عرفوا التأمل وهي طريقة استخدمها الأطباء ليدربوا مرضى القلب على السيطرة على وضعهم اللاإرادي، إذ يصبح بمقدورهم أن يخفضوا ضغط دمهم، ومرضى القرحة المعوية أن يخففوا من الإفرازات الحمضية التي تحدث القرحة، فإذا كان الإنسان بهذه القدرة، لماذا لا يستخدمها ويحد من عملية التقدم بالسن؟
يقول ديباك إن «التصميم هو شريك الإدراك الفعال وهو الطريق التي نسلكها لتحويل العمليات الكيميائية التي تحدث داخل الجسد من دون وعي منا إلى عمليات واعية»، طبعاً التصميم في أداء شيء ما ليس فقط لهذه العمليه، ولكن سيساعدك على أداء أشياء كثيرة أخرى. ديباك يتحدث عن الانسجام والوحدويه يعني أنا مع الكون وحدة واحدة، ويقول «في الانسجام والوحدوية لا يوجد عنف أو سيطرة، حيث يتعلم الإنسان القبول بالواقع ليس عن إجبار، بل عن قناعة بأن ذلك ضروري لحياته السعيدة التي لا يعكر صفوها أي انفصام بينه وبين نفسه وجسده وبين ما يحيط به من الكائنات والأحداث».
إننا كبشر قادرون على المضي دائماً إلى الأمام، إذا كنا مؤمنين بأهمية وجودنا في هذا الكون، وأهمية أننا ما أنزلنا إلى هذا المكان وفي هذا الزمن وفي هذا الجيل، إلا للقيام بدورنا، ما هو دورنا؟ علينا اكتشاف ذلك.