عضيد رمزنا الأول جلالة الملك حفظه الله ورعاه، الرجل المحنك القوي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، يعلمنا دائماً من خلال أقواله وأفعاله دروساً هامة في الوطنية، يستوعبها من تقع البحرين في منتصف قلبه، ويدركها من لا يتردد في بذل الغالي والنفيس لأجل بلاده وقيادته.

مدرسة البحرين الإدارية الأولى، وخط الدفاع الباسل عنها، والرجل الذي وقف سداً منيعاً لأطماع عديدة أحاقت بهذا البلد، الرجل الذي واجه شاه إيران وأطماعه، ووصف بسالة شعب البحرين أمامه، وقال أن لا قدم غازية ستطأ بلادنا الخليجية والعربية وشعبها المخلص يقف بلا حراك، خليفة بن سلمان رجل نتعب دائماً حينما نريد لسطورنا أن تستوعب حجم مناقبه، أو أن تلخص جانباً صغيراً من تاريخه.

مجالسه تفوق أرقى الجامعات فيما تقدمه، هي لا تقدم علوماً سياسية وإنسانية فقط، بل عصارة خبرة، ونتاج حنكة، يتحدث فيها هذا الرجل بنبرة وطنية خالصة، تحس في صوته «غيرته» على البحرين، حبه العميق لجلالة الملك، دعمه القوي للمشروع الإصلاحي وكافة مشاريع التطوير، والنقطة الهامة، تحس بأن كل شخص مخلص غيور على البحرين هو في مقام ابنه، يكن له الحب، يخصه بالكلام، ويذكر له مواقفه، ويشيد بعطائه وتضحيته.

هذا الرجل القوي تعلمنا منه كيف يجب أن يكون الالتصاق بالبلد، كيف يكون الثبات، وكيف لا نقبل بأن نرخص بالبحرين وقيادتها، وأن كيان الدولة عبارة عن كرامة واستقلال وشموخ، فلا عزة لمن يبيع وطنه، ولا كرامة لمن يخاف ويجبن في مهمة الدفاع عنها.

حينما نقول بأنه «أب روحي» للمخلصين من أبناء الوطن، نجده لا تهمه الألقاب، ولا الإشادات، بل كل ما يهمه هو البحرين وأهلها، كل ما يهمه هو ملكها حفظها الله ومسيرة العمل وتحقيق الإنجازات.

في خليفة بن سلمان رأينا كيف يكون «الإخلاص» في أصدق صوره، كيف يتعامل بحكمته مع المواقف، كيف يوجه بشكل قيادي فارق، كيف يهب دفاعاً عن المخلصين، كيف لا يقبل بالإساءة والانتقاص من دور كل وطني غيور، وقف دفاعاً عن بلده في وقت جبن فيه الكثيرون، وفي وقت تخاذل فيه آخرون، بينما انقلب فيه ضعاف الوطنية.

يستغرب الكثير في الغرب حالة الالتصاق العميق بقيادتنا، يستعجبون من هذا الحب الذي نكنه لسمو رئيس الوزراء، شخصياً لمستها بنفسي، بل كان سؤالاً مباشراً وواضحاً وجهته لي قناة الـ»بي بي سي» ذات يوم عن خليفة بن سلمان، فكان الجواب صريحاً وواضحاً، أتحدثوننا عن رجل بنى هذا البلد بتعبه وجهده، عطاؤه مشهود له، ومازال يبذل هذا العطاء ويعلمنا كيف نحب البحرين ونخلص لملكها ونعمل لأجلها؟! أتحدثوننا عن رجل علمنا معنى الثبات، وكيف أن تراب البحرين الغالية لا نساوم على ذرة منه؟!

اسمحوا لنا، فشرح علاقتنا مع قادتنا، وشرح ارتباطنا بهذا الوطن، أمر يصعب على الكثيرين فهمه في العالم الغربي، الذي يرى فيه الفرد مصلحته في مقام أول، قبل الوطن وقبل نظامه الشرعي وقبل رموزه.

جلالة الملك حفظه الله بنفسه يذكرنا دوماً بقيمة خليفة بن سلمان، بمكانته، وبعمله، وبتاريخه الساطع، هذه هي القيادة التي نفخر بها دوماً، قادة هم ملاذ المخلصين، وهم مصدر الإلهام لكل بحريني وطني غيور.

حفظ الله البحرين، وقيادتها وشعبها، وأبعد عنها كل شر وكيد.